لبنان

أقام مركز باسل الأسد الثقافي الاجتماعي في بعلبك، لمناسبة الذكرى السنوية لانتصار تموز 2006، لقاءً حواريًا مع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، حضره حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والبلدية والثقافية، يتقدمهم النائب السابق الدكتور كامل الرفاعي، ممثل محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين علي رعد، ممثلون عن حركة أمل وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي والفصائل الفلسطينية، إضافةً إلى فعاليات دينية وثقافية وتربوية وصحية.
استُهلّ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني ودقيقة صمت عن روح سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وأرواح شهداء الأمة. بعدها، ألقى رئيس اللجنة الثقافية في المركز الدكتور علي الحاج حسن كلمة أكد فيها أنّ دماء الشهداء صنعت النصر، من فلسطين إلى لبنان، مشيرًا إلى أنّ الشهداء السيد حسن نصر الله، ويحيى السنوار، ومحمد الضيف وآلاف الشهداء، خطّوا بدمائهم معادلة العزّة والكرامة في مواجهة المشروع الصهيوني.
وفي كلمته، شدّد الشيخ ماهر حمود على أنّ قوة العدو الصهيوني "مصطنعة وليست ذاتية، فهي تستند فقط إلى الدعم الأميركي سياسيًا وعسكريًا وماليًا". وسأل: "لو قُطع الحبل الأميركي عن "إسرائيل"، ماذا يبقى من قوتها؟"
وأضاف: "المواقف العربية الرسمية لم تكن سوى حبر على ورق، فيما يتجرّأ البعض على مطالبة المقاومة بتسليم سلاحها. نحن نقول العكس: المطلوب أن تسلّم الجيوش العربية سلاحها إلى المقاومة، إلى الشرفاء من أبناء الأمة، لا أن يبقى بيد أنظمة خانعة خاضعة للولايات المتحدة".
وتابع حمود منتقدًا سياسات الأنظمة الخليجية: "العرب يدفعون الجزية للأميركي. مليارات الدولارات تُهدر في السعودية وقطر وغيرها، مقابل حماية أنظمة مهترئة أُنشئت بعد سقوط الدولة العثمانية، برعاية بريطانية ـ أميركية ـ صهيونية، لتقسيم الأمة وإضعافها".
وأشار إلى أنّ "هذه الكيانات المصطنعة كانت دائماً خاضعة للمشروع الغربي ـ الصهيوني، باستثناء سوريا التي دفعت أثمانًا باهظة لأنها بقيت خارج منظومة الاستسلام وداعمة لخيار المقاومة".
وأكد الشيخ حمود أنّ المقاومة اليوم استعادت قوتها وعافيتها رغم التضحيات، وقال: "مئتا مجاهد في الخيام أوقفوا لواءً "إسرائيليًا" كاملًا مدعومًا بالنخبة، ومنعوه من التقدّم مترًا واحدًا. هذه المعادلة وحدها تكشف أن سلاح المقاومة هو الذي يحمي الأمة ويصون كرامتها".
وذكّر بجريمة اغتيال السيد حسن نصر الله، قائلًا: "القنبلة التي استُخدمت في عملية الاغتيال حصل عليها نتنياهو بإذن أميركي خاص، ما يؤكد أنّ قرار اغتيال السيد كان قرارًا أميركيًا - صهيونيًا مشتركًا، ومع ذلك فإنّ المقاومة لم تُهزم، بل ازدادت قوة وإيمانًا".
وختم الشيخ حمود بالقول: "نحن أمام احتمالين: إمّا أن تنتصر المقاومة كما فعل داوود عليه السلام، وإمّا أن تستيقظ الأمة الإسلامية من غفلتها".