فلسطين

يواصل العدوّ الصهيوني لليوم الـ682 على التوالي، عدوانه الدموي على قطاع غزّة، مرتكبًا حرب إبادة جماعية بحقّ أكثر من مليوني فلسطيني، عبر القصف الجوي والمدفعي واستهداف النازحين والمجوعين، وذلك في ظلّ دعم سياسي وعسكري مطلق من الإدارة الأميركية، وصمتٍ دولي فاضح وخذلان إنساني غير مسبوق.
وأفادت سائل إعلام فلسطينية في القطاع، أنّ طائرات الاحتلال شنّت عشرات الغارات على مناطق متفرقة من القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف طال أحياء سكنية ومراكز لجوء، ما أسفر عن مجازر جديدة بحق المدنيين، في وقت تتفاقم فيه معاناة النازحين الذين يواجهون ظروفًا كارثية في ظل مجاعة خانقة تضرب مختلف مناطق القطاع.
مستجدات العدوان الصهيوني
وفي تفاصيل التطورات الميدانية، أكدت مصادر طبية في مستشفيات غزّة، ارتقاء عدد من الشهداء منذ ساعات الفجر الأولى، جراء استمرار القصف "الإسرائيلي" على مختلف مناطق القطاع.
ففي مدينة خان يونس جنوب القطاع، شنّت طائرات الاحتلال غارات متزامنة مع قصف مدفعي استهدف وسط وشرق المدينة. كما أقدمت قوات الاحتلال على تنفيذ عمليات تفجير ممنهجة للمنازل جنوب مدينة غزّة.
وفي مشهد يعكس وحشية الاحتلال، أطلق جنوده النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات في محيط منطقة "نتساريم" وسط القطاع، ما أدى إلى وقوع إصابات.
وارتقى ثلاثة شهداء، بينهم طفلة، جراء قصف استهدف نازحين داخل مبنى مديرية التربية والتعليم في حيّ الدرج بمدينة غزّة.
كما أسفر قصف صهيوني استهدف شقة سكنية قرب مستشفى الشفاء غرب المدينة عن إصابات، إضافة إلى إصابات أخرى في قصف مماثل طال بلوك 12 بمخيم البريج وسط القطاع.
أرقام الكارثة.. حرب إبادة مكتملة الأركان
ووفق وزارة الصحة في غزّة، بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حتّى اليوم، 61,944 شهيدًا، إضافة إلى 155,886 جريحًا، وأكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، وسط دمار شامل طال البنى التحتية ومؤسسات الحياة في القطاع.
ومنذ تنصل الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس 2025، ارتقى 10,400 شهيدًا، وأصيب 43,845 آخرون، في استهداف مباشر للمناطق المدنية ومراكز الإيواء.
ومنذ أن حول الاحتلال نقاط توزيع المساعدات إلى كمائن موت في 27 أيار/مايو الماضي، بلغ عدد الشهداء 1,938، في ما سجل أكثر من 14,420 إصابة و45 حالة فقدان، مع استخدام ما يُسمى بـ"مؤسسة غزّة الإنسانية" - المدعومة "إسرائيليًا" وأميركيًا والمرفوضة دوليًا - كأداة لشرعنة القتل تحت مسمى "العمل الإنساني".
وارتفع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 258 شهيدًا، بينهم 110 أطفال، في ظل سياسة التجويع الممنهجة التي ينتهجها الاحتلال بحق المدنيين.
واستهدفت قوات الاحتلال الطواقم الطبية بشكل مباشر، فارتقى 1,590 شهيدًا من العاملين في القطاع الصحي، و115 من عناصر الدفاع المدني، و220 من فرق الإنقاذ، إلى جانب 754 شهيدًا من عناصر الشرطة ومتطوعي تأمين المساعدات.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي وهيئات أممية في غزّة، ارتكب الاحتلال أكثر من 15 ألف مجزرة منذ بدء العدوان، وأباد نحو 2,500 عائلة بالكامل، في وقت فاقت فيه نسبة الدمار في القطاع 88% من المباني والمرافق، وقدّرت الخسائر بأكثر من 62 مليار دولار.
ويُشار إلى أنّ الاحتلال دمّر كليًا 149 مدرسة وجامعة، و369 أخرى بشكل جزئي، إلى جانب تدمير 828 مسجدًا بشكل كامل و167 جزئيًا، إضافة إلى تدمير 19 مقبرة.
وتُقدّر مساحة السيطرة العسكرية الصهيونية على القطاع بما يفوق 77%، في ظل استمرار الاجتياحات والعمليات البرية.