تلعب النوادي الصيفية دورًا مهمًا جدًا في ملء الفراغ في أيام الصيف الطويلة. من هنا كانت الهيئات النسائية في حزب الله سبّاقة لإقامة الأنشطة الصيفية، التي تهيئ بيئة اجتماعية ثرية تساعد الشباب على تعلم المهارات والمشاركة بالأنشطة اليدوية، وتحفزهم على القراءة، وتعزز لديهم المفاهيم الدينية، وغيرها الكثير من الورش والأنشطة المتنوعة. 

بيروت

وكانت قد انطلقت الأنشطة الصيفية لمجموعات طوبى الشبابية التابعة للهيئات النسائية في منطقة بيروت، تحت عنوان "مخيم طوبى الشبابي"، والذي يضم مجموعة متنوعة من الفعاليات التربوية والثقافية والترفيهية، تُعنى بصقل شخصية الشباب وتنمية مهاراتهم الفكرية والروحية والاجتماعية، بحسب مسؤولة مجموعات طوبى الشبابية خديجة الزين.

وتتوجه مجموعات طوبى الشبابية للأخوات من عمر 16 إلى 35 عامًا، بباقة من الأنشطة الصيفية المتميزة، عبر المخيمات، وعددها 51 مخيمًا شاركت فيها 1420 أختًا، وتتضمن عدة عناوين وورش مركزية، منها الاجتماعية، والثقافية، والإعلامية. وتوزعت البرامج على مدار خمسة أسابيع بمعدل 3 أيام في الأسبوع.

تقول الزين لـ "العهد": "إن برامج المخيمات تضمنت اللقاءات الثقافية والحوارية المتعددة، وركزت على العلاقة مع الإمام المهدي (عج)، إلى جانب المسابقات في الكتب الثقافية، ومجالس العزاء واللطم، بالإضافة إلى الخدمة المسجدية، وجلسات الأنس بالقرآن، والتدبر في آياته".

كما تضمنت البرامج الأنشطة الإعلامية، كاللقاءات مع الإعلاميين والرواة، بالإضافة إلى الرحلات والحدائق والمقامات والمتاحف، وزيارة مرقد سيد شهداء الأمة الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله.

كما كان للمخيمات أنشطة اجتماعية عديدة، وفقًا للزين، وتضمنت لقاءات مع الجرحى، وورش الإسعافات الأولية، والورش المهارتية والحرفية المتنوعة، والأنشطة المتعلقة بالتغذية والتفريغ النفسي، إلى جانب الخدمة المهدوية التطوعية، وهي عبارة عن طبخ المأكولات وصنع الحلويات التي يتم توزيعها على العوائل المتعففة.

وأقامت مخيمات طوبى الشبابية، ورشًا عديدة، حول حرب الوعي، وإدارة الذات، والذكاء الاصطناعي، وصناعة المحتوى الرقمي، وورش اختيار الشريك، إلى جانب الدورات المختلفة، ومنها دورات السباحة ودورات الجنود والأنصار، ودورة السيدة زينب (ع).

وتشدد الزين على أن هذه الأنشطة قد لاقت تفاعلًا وإقباًلا كثيفًا وملفتًا من قبل الأخوات، اللواتي أكدن أنهن استفدن كثيرًا، واعدة إياهن أن تقدم مجموعات طوبى في كل عام باقة جديدة تليق بهذه الفئة الشبابية. 

البقاع

وفي إطار برامجها الصيفية لهذا العام، نظّمت الهيئات النسائية في منطقة البقاع باقة واسعة من الأنشطة الثقافية، القرآنية، التربوية، الإعلامية، الاجتماعية، والترفيهية، شملت قطاعاتها الثمانية واستهدفت مختلف الفئات العمرية من فتيات ريحانة الزهراء، وعامة النساء، والنازحات، حيث بلغ عدد المشاركات في هذه الأنشطة ما يقارب 4500 أخت، بحسب المعاونة الإعلامية في الهيئات النسائية في البقاع غدير مطر.

وتنوّعت الفعاليات بين الدورات القرآنية والتعليمية، حيث أُقيمت 15 دورة قرآنية في تحفيظ وتجويد القرآن الكريم للفتيات، إلى جانب دورات في التدبّر والتفكّر، والعقيدة، والأخلاق، والفقه. كما نُظّمت 55 دورة ثقافية شملت دورات السيدة الزهراء (ع)، السيدة زينب (ع)، ودورات الأنصار والجنود، بالإضافة إلى لقاءات "مواساة العقيلة"، ومحاضرات وورش ثقافية وتربوية وتأهيلية متنوّعة، فضلًا عن الأندية الصيفية الثقافية والقرآنية والرياضية.

وفي المجال الفني والإعلامي، أُقيمت دورات متخصّصة في التصوير والمونتاج، والموسيقى، وتعلّم اللغة الإنكليزية، بما يسهم في تطوير مهارات الأخوات ومواكبة احتياجات العصر.

أما على الصعيد المهاراتي، فقد نُفّذت 8 ورش تدريبية (بمعدل ورشة في كل قطاع) موجّهة للفتيات والأمهات، شملت الأشغال اليدوية، الرسم، الخياطة، تصنيع المونة، والرزين، إضافةً إلى الدورات والورش الصحية في الإسعافات الأولية والصحة النفسية، بما يعزز القدرات الفردية وروح الاعتماد على الذات.

ولإفساح المجال أمام الترفيه البنّاء، أُقيمت 30 رحلة تربوية وترفيهية لفتيات ريحانة الزهراء وعامة النساء، وفقًا لمطر، تضمنت زيارة ضريح الشهيد الأسمى سماحة السيد حسن نصر الله (رض) وخدمة مقامه الشريف، فضلًا عن زيارة معرض آثار الشهداء، ما ساهم في إحياء أجواء من التلاقي الاجتماعي والتجديد الروحي.

وشددت مطر على أنّ هذه البرامج، التي تنفّذها الأخوات بدأبٍ ونشاط، إنما تأتي في سياق رسالتها الثقافية، التربوية والاجتماعية، الهادفة إلى بناء جيلٍ واعٍ ومتمسّك بهويته الدينية والثقافية، مع الحرص على الجمع بين الفائدة الروحية والترفيه الهادف.

الجنوب

أما في الجنوب، فقد بدأت أنشطة الهيئات النسائية بـ 15 حزيران، ومستمرة حتى 15 أيلول، وفقًا للمعاونة في ملف الإعلام للهيئات النسائية في منطقة جبل عامل الثانية منال غزال.

وقد أقامت الهيئات 76 ناديًا في مختلف قرى وبلدات منطقة جبل عامل الثانية، بمشاركة أكثر من 1500 أخت، من عمر 15 سنة إلى عمر 25 سنة. وتضمنت النوادي، الورش المهنية بالإشراف مع مؤسسة جهاد البناء، ودورات الإسعافات الأولية بالتعاون مع الهيئة الصحية الإسلامية، والأنشطة الحرفية بإشراف مدربات متخصصات، إلى جانب الورش التربوية للمقبلين على مرحلة الزواج، واللقاءات الحوارية والورش الثقافية، وزيارة الجرحى وعوائل الشهداء، وأنشطة التفريغ النفسي، إلى جانب دورات الجنود والأنصار والسيدة زينب (ع) ودورة السيدة الزهراء (ع) التي شاركت فيها الفتيات بأعداد كبيرة.

كما أقامت الهيئات النسائية ورشًا تربوية حول عالم الذكاء الاصطناعي، وتضمنت معلومات قيمة حول مفهوم الذكاء الاصطناعي وطرق الاستفادة منه بشكل آمن وناجح. وتخللت الورش أنشطة تفاعلية، أبدت الفتيات خلالها حماسًا كبيرًا، معبّرات عن امتنانهن لإقامة مثل هذه الورش التوعوية الهادفة.

وافتتح نادي روح وريحان الشبابي في الهيئات النسائية عنقون أنشطته الصيفية بإطلاق مبادرة مطالعة مشتركة للفتيات، تمهيدًا لمناقشة الأفكار المطروحة في كُتبٍ محدّدة ضمن مجموعات حوارية. وقد ركزت النوادي الصيفية في الجنوب على المطالعة، وأهميتها. 

وضمن الأنشطة الصيفية، نظمت الهيئات النسائية في عدد من البلدات الجنوبية، مسيرًا للفتيات، كرحلة رياضية جهادية.

وتميزت الأنشطة الجنوبية، بالمخيم القرآني بلسم الروح، الذي استهدف الفئة العمرية من 4 سنوات إلى 12 سنة. وهذا المخيم عبارة عن سرد قصة من وحي الآيات القرآنية، يتبعها نشاط يدوي يتماشى مع القصة لترسيخ المبادئ القرآنية، للإبحار في عالم القرآن وقصصه الغنية بالعبر المفيدة والارتقاء في المواهب والقدرات الإبداعية، وخلق جو من الترفيه، إذ يتضمن أنشطة ومسابقات قرآنية، وأنشطة رياضية.

وترى غزال أن المخيم عبارة عن ساعات نورانية تملأها السكينة، فالأنشطة القرآنية والحركية تغذي الروح وتحرك الفكر.

الشمال

كما كان للهيئات النسائية في الشمال نشاط بارز، عبر برنامج نادي تسنيم الصيفي، الذي تضمن ورشًا ثقافية وقرآنية في الفقه، والعقيدة، والسيرة، إلى جانب المسابقات القرآنية وجلسات الأُنس بالقرآن الكريم، بحسب المعاونة الثقافية والإعلامية لمسؤولة الهيئات النسائية في منطقة جبل لبنان والشمال وعد المصري، بالإضافة إلى الورش المهاراتية والفنية من تصنيع الحلويات، وإعداد الدمى، وفن إدارة المنزل، وإعادة التدوير، والتطريز والكروشيه.

كما كان هناك الأنشطة التوعوية والأسرية، كاختيار الشريك، والأنشطة المتعلقة بالصحة الجسدية والنفسية، كالغذاء السليم، وإدارة الغضب، والإسعافات الأولية.

وتضمن برنامج النادي الأنشطة والرحلات الترفيهية، والأنشطة البيئية، والأنشطة في الطبيعة، إلى جانب الورش الجهادية التي تضمنت لقاءات مع جرحى بيجر، والورش المتعلقة بالتكنولوجيا، والورش التوعوية السياسية، كورشة حرب الوعي، والذكاء الاصطناعي، والابتزاز الالكتروني، ووسائل الوقاية والأمن السيبراني.

وكان للخدمة المجتمعية حيّز مهم من أنشطة النادي.

الكلمات المفتاحية