عربي ودولي
عقد علماء اليمن في العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الأربعاء، مؤتمرهم السنوي الذي تنظمه رابطة علماء اليمن تحت عنوان "موقف علماء الأمة تجاه حرب التجويع في غزّة ومخطّط "إسرائيل الكبرى'".
ويعكس المؤتمر العلمائي المهيب موقفًا موحدًا من العلماء اليمنيين تجاه القضايا المصيرية للأمة، كما يُظهر تبني علماء اليمن موقفًا واضحًا وموحدًا تجاه القضايا الإقليمية، وأن ما يجري في غزّة ومخطّط "إسرائيل الكبرى" ليست مجرد قضايا سياسية، بل هي قضايا عقائدية تتطلب موقفًا جهاديًّا ومسؤولية دينية.
وتخلل المؤتمر كلمات أكدت على دعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة حرب الإبادة وجرائم الحصار والتجويع التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة، كما أكدت وجوب التمسك بسلاح المقاومة في لبنان وفلسطين وسائر البلاد الإسلامية للتصدي للاعتداءات، ونددت بالمواقف التخاذلية تجاه جرائم العدو الصهيوني.
وفي كلمة له أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن العالم الذي يتحاشى ذكر ما يجري في غزّة وفلسطين، لن يكون من أتباع رسول الله (ص)، مشددًا على أن طاعة الله ليست مرهونة بطاعة حكام الفجور والفسوق والسكوت كما دجنت الأمة، وأن عالمية هذا الدين لن تكون إلا بشيئين؛ الأول قيادة ربانية، والآخر برجال كأصحاب رسول الله (ص).
وشدد العلامة شرف الدين على أن الخلافات المذهبية يجب ألّا تكون حاجزًا للوقوف مع الحق، مشيرًا إلى أن الشدة على اليهود، يجب أن تظهر في القائد والمسؤول والوزير والجميع، مبينًا أن "السياسة والدين ليسا على طرفي نقيض، بل بينهما تناغم وارتباط، وأن العالم روح هذه الأمة، ويجب أن يكون حاضرًا، ولولا الضعف والهوان لما استعلت أميركا".
ووجه العلامة شرف الدين رسالة للمجاهدين في غزّة قال فيها: "كتب الله أجركم، والتاريخ لن ينسى ما قدمتموه ولن يضركم المتخاذلون.. إن شعب الإيمان والحكمة حاضر معكم وإلى جانبكم، وأنتم لستم وحدكم".
وخاطب علماء الأمة قائلًا: "نحن خصومكم يوم القيامة؛ لسكوتكم عن الجرم الكبير في غزّة وتدجينكم الناس لطاعة الحكام المتآمرين"، وتوجه إلى "ولاة الأمر" بالقول: "افرحوا قليلًا ولتستهوِكم وعود الشيطان، وعما قريب ستعضون أنامل الندم"، وخاطب أبناء الأمة قائلًا: "المسؤولية ما زالت قائمة على الشعوب للتحرك في ظل تخاذل الأنظمة والحكام".
بيان المؤتمر
وفي ختام أعماله أصدر مؤتمر علماء اليمن، بيانًا جامعًا تناول أبرز القضايا التي تواجه الأمة الإسلامية، وبارك المؤتمر للأمة الإسلامية ذكرى المولد النبوي الشريف، ودعا إلى الاستفادة من هذه المناسبة في التأسي بالنبيّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في شجاعته وجهاده، وترسيخ قيم المحبّة والسلام.
إدانة جرائم العدو
ودعا البيان إلى نبذ كلّ أشكال الفرقة والشتات، والوقوف صفًّا واحدًا في مواجهة الأخطار والمؤامرات التي تواجه الأمة. أدان جرائم العدوّ الصهيوني في غزّة والضفّة ولبنان وسورية واليمن، واستخدامه "سلاح التجويع" بهدف الضغط والتهجير.
كما أدان البيان "تقاعس المسلمين" أنظمة وشعوبًا وجيوشًا وعلماء عن نصرة غزّة، مؤكدًا أن وجوب نصرة فلسطين يتأكد كلما استمرت حرب الإبادة والتجويع.
وشدد البيان على أن التطبيع مع كيان العدوّ الصهيوني جريمة تتضاعف حرمتها باستمرار إجرامه ومجازره، وإعلانه الصريح عن مخطّط "إسرائيل الكبرى".
حرمة التخاذل
كما شدد البيان على حرمة التخاذل والتهاون، فضلًا عن حرمة التواطؤ وعقد الصفقات مع العدوّ الصهيوني بأي شكل كان.
ودعا بيان المؤتمر، الأنظمة التي تساند كيان العدوّ الصهيوني وتمدّه بالبضائع أو السلاح إلى سرعة التوبة وقطع العلاقات معه.
وأدان البيان "كل مظاهر العبث والإسراف وإعطاء ترليونات الدولارات إلى عدو المسلمين"، في الوقت الذي يموت الناس في غزّة جوعًا وعطشًا.
التمسك بسلاح المقاومة
وأكد البيان على وجوب التمسك بسلاح المقاومة في غزّة ولبنان وسائر بلاد المسلمين، وندد بمحاولات بعض الأنظمة العربية لتجريد الأمة من عناصر قوتها ونزع سلاحها خدمة لـ "العدو الصهيوني".
