عربي ودولي

أشار الأستاذان في جامعة ستانفورد (Stanford)، بيلي أولبريشت (Bailey Ulbricht) وآلن وينر (Allen Weiner)، في مقالة نشرت على موقع "The Hill"، إلى "كلام رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو الذي جاء فيه؛ أنه كان بإمكان "إسرائيل" شن حملة قصف جوي على غزة تشبه الحملة البريطانية الأميركية على مدينة درسدن (Dresden) الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أنها لا تفعل ذلك؛ لأن "إسرائيل" لا تخوض الحرب بهذه الطريقة (وفق كلام نتنياهو)".
وقال الكاتبان: إنّ "إشارة نتنياهو إلى قصف درسدن من المفترض أن يكون من أجل إبراز اختلاف كبير مع ما حصل وقتها، والذي شكل سابقة من حيث حجم الدمار في الحروب"، إلا أنهما أضافا بأنّ "الحقيقية هي أن "إسرائيل" فعلًا شنت حملة قصف في غزة تشبه ما حصل لمدينة درسدن".
كما أردف الكاتبان بأنّ "خرائط الدمار تبين أنّ "إسرائيل" دمرت المباني في غزة بوتيرة يمكن مقارنتها بالدمار الذي حصل في درسدن، خاصة في شمال القطاع"، وتابعا بأنّ "قرابة ستين في المئة من جميع المباني في غزة، إمّا أنها تضررت أو دمرت على أيدي القوات "الإسرائيلية"، ومن ضمن ذلك سبعين في المئة من الأماكن السكنية".
وأضافا: "في شمال القطاع، فإنّ نسبة المباني المتضررة أو المدمرة تراوحت بين سبعين وأربعة وسبعين في المئة، فيما بلغت نسبة الأماكن السكنية في هذا السياق ثمانين في المئة. كذلك نبَّها إلى أنّه يمكن مقارنة ذلك بمستوى الأضرار في درسدن، حيث إنّ ثمانين في المئة من المباني السكنية وستة وخمسين في المئة من المباني غير الصناعية وثلاثة وعشرين في المئة من المباني الصناعية إمَّا تضررت أو دمرت".
كما أشار الكاتبان إلى أنّه "ومع حلول تموز/يوليو الماضي، بلغت نسبة المباني المتضررة او المدمرة في غزة ثمانية وسبعين في المئة، وإلى أنّ هذه النسب تقارن فعلًا بما حصل في درسدن". وتابعا بأنّ "حجم الأضرار عمومًا في غزة فاق الأضرار الناتجة عن تفجير القنبلة الذرية في ناكازاكي وهيروشيما في اليابان". كذلك أردفا بأنّ "حجم الأضرار في غزة هو أكبر بكثير مقارنة مع ساحات حرب مدنية أخرى حديثة، مثل تلك التي في أوكرانيا وسورية".
وأكَّدا على أنَّ ""إسرائيل" لا تستطيع تجاهل التداعيات على صعيد قطاع غزة وسكانه، وعلى أنّ "إسرائيل" محكومة بالقانون الدولي؛ بحيث لا تستطيع إحداث أذى مفرط في غزة من أجل الحد من التهديد المتمثل بهجمات مستقبلية من حركة حماس"، كذلك أضافا بأنّ "العصر الذي كان يعتبر فيه هذا المستوى من الدمار مقبولًا في خوض الحروب قد انتهى، وبأنّه يتعين على الدول الحليفة أن تمارس ضغوطًا حقيقية على "إسرائيل" لوقف الحرب".
وشدد الكاتبان على أنّ "كل الدول الحليفة التي تقدم الدعم الأمني لـ"إسرائيل"، يجب أن توقف على الفور كل أشكال التعاون الأمني الذي يسهم في استخدام القوة المفرط في غزة".
وقال الكاتبان: إنّ "هذا قد يجبر "إسرائيل" على مواجهة حقيقة صعبة، وهي أنها لا تستطيع تحقيق هدف القضاء على حماس وإزاحتها من السلطة السياسية دون أن تنتهك القانون الدولي"، غير أنهما أردفا بأنّ "عدم قبول "إسرائيل" بذلك حتى الآن أدى إلى دمار لا يحتمل لغزة والفلسطينيين الذين يقطنون هناك".