عربي ودولي

قال الكاتب الأميركي ليون هدار "Leon Hadar"؛ إن مقاربة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال فنزويلا تبيِّن بوضوح كيف أن المواقف الأيديولوجية يمكن أن تقوِّض المصالح الإستراتيجية، خاصة في سياق التنافس الجيوسياسي مع الصين.
وأشار الكاتب في مقالة نشرت على موقع "Asia Times" إلى أن واشنطن قامت على مدار الأعوام الماضية بفرض الضغوط القصوى على القيادة الفنزويلية، سواء عبر العقوبات أو العزل الدبلوماسي أو التهديد بتدخل عسكري، في حين تحولت الصين إلى شريان حياة فنزويلا، وقامت بتعميق موطئ قدمها الاقتصادي والإستراتيجي في حديقة أميركا الخلفية.
كما أضاف هدار أن سياسة إدارة ترامب حيال فنزويلا تعكس مفهومًا خاطئًا تمامًا للديناميكيات الداخلية في فنزويلا والعوامل الجيوسياسية الإقليمية. لافتًا إلى أنّ فرضية تغيير النظام عبر الضغوط الاقتصادية وحدها لم يثبت أنها خاطئة فحسب، بل أيضًا غير منتجة.
وتابع؛ بأنه وبدلاً من إضعاف الرئيس نيكولاس مادورو، فإن العقوبات أدت إلى علاقة اعتماد دفعت بكاركاس أكثر فأكثر إلى فلك بيكن، والنتيجة هذه ليست مفاجئة، حيث قدمت الصين نفسها كالبديل البديهي، مشيرًا إلى سياسة بيكن بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى و"شهيتها" لموارد الطاقة. كما أضاف أن النتيجة هي ربح غير متوقع لبيكن على حساب واشنطن.
كذلك تحدث هدار عن تمكُّن الصين من الوصول إلى مخزون النفط الكبير لدى فنزويلا عبر اتفاقيات الدين مقابل النفط، وأيضًا تمكُّنها من فرض حضور اقتصادي وازن في نصف الكرة الغربي، وإظهار الصين أمام دول أخرى في أميركا اللاتينية؛ كما لو أنها البديل المناسب عن الهيمنة الأميركية. كما تحدث في السياق نفسه عن تمكن الصين من إيجاد مكسب إستراتيجي قد يعرقل الخطط العسكرية الأميركية في أي نزاع واسع النطاق.
واعتبر الكاتب أن الصين حولت العقوبات الأميركية إلى ميزة تنافسية.