اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الوفد الأمريكي يحتلّ منبر بعبدا: سلاح حزب الله قبل الانسحاب "الاسرائيلي"

عين على العدو

عين على العدو

"إسرائيل هيوم" | وهم "الاختراقات": خطوة للأمام وخطوتان إلى الوراء مع سورية

58

يومًا تلو آخر، ترتفع وتيرة التصريحات التي تتحدّث عن "اختراقات" في المفاوضات بين كيان العدوّ وسورية، إلا أنّ الواقع الميداني يبدو مغايرًا لكل ما يُحكى. وفي هذا السياق، قال المستشرق والكاتب في الشؤون العربية في صحيفة "إسرائيل هيوم "الإسرائيلية"" إيال زيسر: "لا يمر أسبوع دون أن يتم إخبارنا عن تقدم هام، و"اختراق"، في المفاوضات التي تجري بين "إسرائيل" وسورية. وفقًا لوتيرة التقارير الإعلامية، كان يجب علينا منذ وقت طويل أن نتناول الحُمُّص في دمشق. لكن عندما تتقدّم خطوة واحدة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء لا تصل إلى أي مكان" حسب قوله.

وتابع زيسر: "في الأسبوع الماضي فقط، اجتمع وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر في باريس. أما هذا الأسبوع، فقد اجتمع المبعوث الأميركي لسورية ولبنان توم برّاك مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. في مهمّة من حكومته، طلب أن تقوم "إسرائيل" بسحب قواتها من المناطق التي احتلتها في لبنان وسورية، وأن توقف الأنشطة "الهجومية" ضدّ التهديدات لأمنها داخل أراضي هاتين الدولتين" على حدّ قوله.

وأضاف "مقابل ذلك، وعد براك "إسرائيل" بالكثير من الأمور الكبيرة، مثل أن تقوم حكومة لبنان بتفكيك منظمة حزب الله من سلاحها، وأن توقع الدولتان، سورية ولبنان، معنا على اتفاقيات "سلام" تضمن الهدوء على طول الحدود. وفي الحالة السورية أيضًا، وعد بحقوق الأقلية الدرزية التي تعيش في البلاد".

ولفت زيسر إلى أنه "مع تولي أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، السلطة، تبنّت "إسرائيل" سياسة "نفعل ونسمع": أولًا ندمر القدرات العسكرية المتبقية في سورية من عهد بشار الأسد ونسيطر على الأراضي الحيوية لضمان حدودنا، ثمّ نسمع ما لدى الشرع ليقوله لنا. البداية كانت تبعث على الأمل. فقد ورث الشرع دولة مدمّرة، ويجد صعوبة في ضمان الاستقرار والهدوء فيها، ولذلك كان ولا يزال مستعدًا للحوار مع "إسرائيل"، ويأمل من خلال ذلك أن يصل إلى قلب واشنطن، بل وإلى جيبها أيضًا. إلا أن المجازر التي وقعت لاحقًا ضدّ أبناء الأقلية العلوية على الساحل السوري، والاعتداءات على الأقلية الدرزية في جنوب البلاد، تُظهر أنه حتّى لو لم يعد الشرع يرفع راية "الجهاد"، فإنه لا يزال ملتزمًا برؤية إقامة "دولة إسلامية" في سورية، حيث يُصبح نمط الحياة العلماني، وكذلك وجود الأقليات الدينية، أمرًا لا يُطاق".

وأكمل زيسر: "تجندت "إسرائيل" لمساعدة الدروز، لكنّها تراجعت، تحت ضغط واشنطن ــ التي تمنح اليوم رعاية للنظام في دمشق - عن شن هجمات في سورية وعادت للتحدث مع نظام الشرع. ومن خلال الاتّصالات مع السوريين، يبدو أن الشرع يخشى من هجوم "إسرائيلي" من شأنه أن يؤدي إلى الإطاحة بنظامه، ويسعى إلى الهدوء على طول الحدود مما يساعد على استقرار حكمه".

وأردف: "نحن نتحدث عن اتّصالات ذات طابع تكتيكي بل وحتّى تقني، تهدف إلى تنظيم الواقع على طول الحدود المشتركة بين الدولتين، وربما أيضًا تقديم مساعدات إنسانية للدروز في جنوب سورية. اتفاق "سلام" بين الدولتين ليس مطروحًا على الطاولة في الوقت الراهن، وذلك على الأقل بسبب صعوبة قيام الشرع بخطوة من هذا النوع دون غطاء عربي شامل، على غرار اتفاقيات "أبراهام". وهذه، كما هو معلوم، تنتظر انتهاء الحرب في غزّة وضوءًا أخضر من السعودية".

ويختم الكاتب حديثه بدعوة "إسرائيل" للمتابعة عن كثب وبأقصى درجات الحذر تحركات الشرع، الذي كان "جهاديًا" (إرهابيًا) في ماضيه وربما لا يزال كذلك في حاضره. ومع ذلك، من الممكن بل "ومن الضروري التوصل معه إلى تفاهمات تخدم مصالحنا ولا تُهدّد أمننا، خاصة في ظل حقيقة أن سورية دولة مدمرة وتفتقر إلى جيش فعّال قد يشكّل تهديدًا لنا، أما الحُمُّص في دمشق فسيضطر على ما يبدو لانتظار أيامٍ أفضل"، يختم زيسر.

الكلمات المفتاحية
مشاركة