لبنان

الشيخ الخطيب لقائد "اليونيفيل": حريصون على التعاون وتعرفون من يعرقل مهمتكم
الجنرال أبانيارا للشيخ الخطيب: كل ما ترونه مناسبًا لخدمة الناس أرجو أنْ تتصلوا بنا وتشيروا علينا للقيام به
أكّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى؛ العلامة الشيخ علي الخطيب، "الحرص على التعاون بين "اليونيفيل" والجيش اللبناني لضمان الأمن في الجنوب".
كلام الشيخ الخطيب جاء خلال استقباله، في مقر المجلس في منطقة الحازمية، الخميس 28 آب/أغسطس 2025، قائد قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان "اليونيفيل"؛ الجنرال ديوداتو أبانيارا، في زيارة تعارف إثر تعيينه في منصبه أخيرًا.
وخاطب الشيخ الخطيب الجنرال أبانيارا: "نحن نُقدّر تضحيات "اليونيفيل" في ظروف صعبة، خصوصًا ما تعرَّضت له من العدو "الإسرائيلي" خلال العدوان الأخير. نشكر مساعدتكم للمدنيين في الجنوب، ونقدّر موقفكم في مساعدة الجيش ومساعدة الدولة على بسط سلطتها. ونؤكّد استمرار هذه العلاقة. والجنوبيون يُقدّرون ذلك، وأنتم تعرفون من يعرقل مهمتكم، وهو العدو "الإسرائيلي" وليس اللبنانيين".
وأضاف: "نحن نرى أنّ مصلحتنا ومصلحة لبنان في تطبيق القرار 425، وتعرفون أنّ الذي منعكم من تطبيق هذا القرار هو العدو "الإسرائيلي" الذي لم يوفِّر "اليونيفيل" بالعدوان، ولم يلتزم بالقرارات الدولية، فكان لـ"اليونيفيل" ضحايا في الحرب الأخيرة وما قبلها، كما حصل في قانا وغيرها، حيث سقط 90 شهيدًا من الأطفال في مقر القوات الدولية".
وتابع الشيخ الخطيب كلامه للجنرال أبانيارا: "كنّا نأمل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن المحافظة على مصداقيتهما وأنْ يطبّقا القرارات. طبعًا، لا أحمّلكم المسؤولية كقوات على الأرض، ولكنْ أنتم شهود على العدوان، حيث استُبيح لبنان، وتمَّ تدمير القرى وتهجير الناس من بيوتهم. وبدل أّنْ تُوجَّه الضغوط إلى العدو "الإسرائيلي"، تُوجَّه الضغوط اليوم إلى الحكومة اللبنانية؛ لمنع الإعمار ومنع عودة الناس إلى منازلها وقراها".
وواصل قوله: "كان الأحرى بمجلس الأمن أنْ يُصنِّف العدو "الإسرائيلي" كإرهاب، ولكن تُمارَس الضغوط على الدولة لسحب سلاح الناس ومنعهم من الدفاع عن أرضهم. الضغوط تُمارَس لنزع السلاح دون أيّ ضمانات. ما حصل ويحصل في سورية نموذج للموقف "الإسرائيلي"، حيث يُشكّل ذلك دروسًا لنا. المذابح التي حصلت في سورية تشكّل بالنسبة لنا حافزًا لعدم السماح بأنْ نُذبَح في بيوتنا، خاصة في ظل التهديدات المتواصلة، وها أنتم تسمعون المُسيَّرات "الإسرائيلية" تسرح في سمائنا، حتى في أثناء انعقاد مجلس الوزراء، ما يُشكّل استباحة لسيادتنا".
وأردف قائلًا: "أنتم ترون اليوم ما يفعلونه في فلسطين. نحن حريصون على سلطة الدولة اللبنانية، لكنّ الدولة غير قادرة على الدفاع عن أرضها ولا يُسمَح لها بذلك"، متسائلًا: "فكيف يريدون منّا أنْ ننزع السلاح وهو وسيلتنا للدفاع عن أنفسنا؟"، مذكّرًا بأنّ ""إسرائيل" لا تخفي نيَّتها بتحقيق ""إسرائيل" الكبرى"، ومن ضمن ذلك جنوب لبنان".
من جهته، توجَّه الجنرال أبانيارا إلى الشيخ الخطيب بالقول: "سنعمل بكل طاقتنا لمساعدة السكان في جنوب لبنان. أعدكم بالعمل بكل ما في وسعي لمساعدة الجيش اللبناني من أجل تحقيق الاستقرار في جنوب لبنان"، مضيفًا: "كل ما ترونه مناسبًا لخدمة الناس أرجو أنْ تتصلوا بنا وتشيروا علينا للقيام به".
كما استقبل الشيخ الخطيب وفد "المركز المريمي للحوار بين الأديان" برئاسة الأب وسام أبو ناصر الذي وجّه إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى دعوةً للمشاركة في "المؤتمر المريمي العالمي" الذي سيُعقد في الفاتيكان، في الثاني من أيلول/سبتمبر 2025.