عربي ودولي

أكّد قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنّ "الحديث "الإسرائيلي" عن لبنان يتزامن مع إعلان المجرم نتنياهو بنفسه عن إيمانه وسعيه لتنفيذ المخطط الصهيوني بعنوان ""إسرائيل" الكبرى"".
وبينّ قائد أنصار الله، في كلمته حول مستجدّات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، الخميس 28 آب/أغسطس 2025، أنّ "الحكومة اللبنانية ومعها بعض الأنظمة العربية تتبنّى نزع سلاح المقاومة في لبنان فيما المخطط الصهيوني يستهدفها"، معتبرًا أنّ "هذا غباء وانهيار أخلاقي".
وقال: "هناك غباء رهيب ومشكلة إدراكية وخذلان رهيب، وبعضهم لم يعد لديهم حتى التقديرات الطبيعية للأمور".
وذكّر بأنّ "العدو "الإسرائيلي" يستهدف أسبوعيًّا الشعب الفلسطيني في غزة بكل وسائل الإبادة قتلًا وتجويعًا، ويسعى بشكل مقصود وواضح ومتعمَّد إلى إبادة أكبر قدر ممكن من أبناء الشعب الفلسطيني".
وأضاف أنّ "جرائم العدو "الإسرائيلي" تجسّد همجيته ومعتقداته وثقافته وفكره الظلامي الذي ينتهج هذه التوجُّهات والتصرُّفات والجرائم"، مشيرًا إلى أنّ "العالم يرى في جرائم العدو "الإسرائيلي" الممارسة الواضحة للطغيان والإجرام والإهلاك للحرث والنسل وسفك الدماء وإهدار حياة الناس".
وبيّن أن "ما يقوم به العدو "الإسرائيلي" ليس مجرَّد نزاع، بل هو عدوان سافر على الإنسانية والحياة وكل القيم وعدوان يرسّخ المسلك الوحشي والإجرامي الشاذ عن كل الركب الإنساني".
وتابع قوله: "العدو "الإسرائيلي" جعل المستشفيات في مقدّمة أهدافه منذ بداية عدوانه على قطاع غزة؛ لأنّه عدو للإنسانية. تكتيك العدو المستمر في مصائد الموت في كل يوم بشراكة مع الأميركي بهدف الإبادة بكل استهتار بالحياة الإنسانية وانتهاك لكل الحرمات. والأميركيون باعترافهم وباعتراف جنود منهم ممّن شاركوا في ما يسمّونه "التأمين" يُظهِر مسلكهم الإجرامي".
ولفت السيد الحوثي الانتباه إلى أنّ "العدو "الإسرائيلي" دمّر 98 في المئة من غزة بكل ما فيها من منشآت زراعية، وعطَّل الجانب الزراعي، ومنع أهلها من تحصيل قوتهم، ويبقي المساعدات في المنافذ حت تتلف أو تفقد صلاحيتها".
وذكَر أنّ "من يتأمل في ما يقدّمه الغرب للعدو "الإسرائيلي" يدرك أنّ الحضارة الغربية هي أكبر داعم للعدو "الإسرائيلي" بوحشيته وإجرامه وطغيانه، والأميركي شريك، وتوجُّهه صهيوني في كل مؤسساته، ويوظّف كل قدراته لخدمة المشروع الإجرامي الوحشي".
وأردف قوله: "الأمم المتحدة تتحدَّث عن التجويع بأنّه مخزٍ للمؤسَّسات الدولية والمجتمع الإنساني، والرئيس الأميركي يطلق تصريحات متناقضة بين وقت وآخر، ووزارة الخارجية الأميركية تمنع صدور أيّ توصيفات إنسانية لما يحدث ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وشدّد على أنّ "العالم الإسلامي وحكوماته وزعمائه وقادته ونخبه عليهم مسؤولية إنسانية وأخلاقية ودينية، وهم المَعْنِي بالدرجة الأولى في التحرُّك بمواقف عملية".
وحذّر قائد أنصار الله من أنّ "العدو "الإسرائيلي" متّجه بالفعل في مخططه لاستهداف القدس والمسجد الأقصى، وهناك تصريحات هذا الأسبوع لكبار المجرمين الصهاينة حول تمويل بناء الهيكل"، مبيّنًا أنّ "المسؤولية كبيرة على المسلمين تجاه مقدَّس من أعظم مقدَّساتهم"، جازمًا بأنّ "أكبر ما يشجّع العدو "الإسرائيلي" على استهداف المسجد الأقصى هو التخاذل والتواطؤ العربي".
واعتبر السيد الحوثي أن "التخاذل والتواطؤ العربيَّين هما المشجع الأكبر للعدو "الإسرائيلي" على استهداف المسجد الأقصى وعلى الاقتحامات شبه اليومية، وانتهاك حرمته بشكل فظيع ومستفز".
وتطرَّق إلى الاعتداءات الصهيونية على الضفة الغربية، مؤكدًا أنّ "السلطة الفلسطينية لم تقم بأيّ مبادرة لحماية شعبها في الضفة الغربية من أيّ اعتداء من الجنود "الإسرائيليين" أو من قطعان المستوطنين"، مضيفًا: "هناك أرقام كبيرة عمّا أقدمت عليه السلطة الفلسطينية من اعتداءات مساندة فيها للعدو "الإسرائيلي" في استهداف المجاهدين في الضفة الغربية".
واعتبر السيد الحوثي أنّ "السلطة الفلسطينية هي النموذج الذي يريده "الإسرائيلي" في كل العالم العربي مؤقّتًا حتى تستتبّ السيطرة له ويستغني عن هذا الدور".
ونبّه إلى أنّ "الدور الذي يريده العدو "الإسرائيلي" في لبنان وسورية أنْ يكون وفق النموذج الذي وظيفته أنْ يتلقَّى الإملاءات "الإسرائيلية" والأميركية"، مشيرًا إلى أنّ "هناك إشادة من المجرم نتنياهو بتلبية الحكومة اللبنانية لإملاءاته، ويتحدّث ضمنًا عمَّا تفعله الحكومة اللبنانية، وما تتبناه يخدم العدو "الإسرائيلي"".
وتوقّف السيد الحوثي عند الاعتداءات الصهيونية على سورية، فقال: إنّ "العدو "الإسرائيلي" هذا الأسبوع توغَّل في بيت جن في ريف دمشق القريبة من العاصمة، أمّا القنيطرة ودرعا والسويداء فيعتبرها تحت سيطرته المباشرة، والعدو "الإسرائيلي" يعزّز أيضًا من سيطرته على المياه في سورية والجنوب السوري الغني بالمياه والأنهار".
وخاطب السيد الحوثي الشعب السوري والمسيطرين على سورية بالقول: "لربما سيأتي اليوم الذي يضطرّ فيه السوريون إلى الحصول على شربة الماء من أنهارهم ومن مياههم إلى أنْ يشتروا ذلك بالمال بأغلى الأثمان. شربة الماء في سورية ستتحوّل إلى وسيلة لإخضاع الشعب السوري واستعباده وإخضاعه لكل الإملاءات "الإسرائيلية"".
وفي حين بيَّن أنّ "الأميركي يساعد "الإسرائيلي" بنشاطه في سورية"، أشار إلى أنّ الأميركي "أيضًا يستبيح ويقتل ويدمر ويختطف وينتشر أينما يشاء". ورأى أنّ "إدارة الجماعات المسيطرة في سورية تتبنّى المسلك الذي عليه السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية".
من جهة أخرى، ذكّر السيد الحوثي بأنّ "الشرطة الأميركية واجهت المظاهرات الداعمة لفلسطين بالقمع والاضطهاد، وفي أميركا ضاع مع قمع النساء عنوان حقوق المرأة".
وتحدّث عن "الإنجاز النوعي" للقوات الصاروخية اليمنية التي "زفّت لنا البشرى"، مشيرًا إلى أنّ هذا الإنجاز "أقلق الأعداء الصهاينة في صناعة الرؤوس الانشطارية لصواريخ "فلسطين 2".
وجزم السيد الحوثي بأنّ العدوان "الإسرائيلي" على بلدنا عدوان فاشل، يستهدف منشآت تقدّم الخدمة لكل الشعب؛ ليقول للشعب: أنا أستهدفكم جميعًا، لا أفرّق بين هذا وذاك".
وأضاف: "موقفنا في مناصرة الشعب الفلسطيني مستمر رسميًّا وشعبيًّا وبكل عزم وتصميم وفق مساره الهادف إلى فعل ما هو أقوى وأكبر وبتطوير القدرات العسكرية أكثر وأكثر".
ولفت الانتباه إلى أنّ "الحرب الصهيونية الناعمة على المسلمين حرب خطيرة على الأمة، وهي تهدف إلى استعبادها وإلى إذلالها والهيمنة عليها".
وإذ أكّد أنّ عدد "مسيرات يوم الجمعة في اليمن؛ الأسبوع الماضي بلغ 1431 مسيرة ووقفة وخروجًا عظيمًا ومشرّفًا ويبيّض الوجه أمام الله"، دعا اليمنيين "ونحن في ربيع محمد رسول الله (ص)" إلى "الخروج المليوني الواسع العظيم يوم غد الجمعة في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات والمديريات والساحات".
واعتبر السيد الحوثي أنّ "الخروج الأسبوعي موقف شعبي عظيم فيه الجهاد في سبيل الله، والنصرة للشعب الفلسطيني المظلوم في مرحلة يعاني فيها من أكبر ظلم وأشدِّ اضطهاد".