لبنان
قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب: "نحن متمسُّكون في مواجهة المشاريع التي تريد تقسيم لبنان إلى "كانتونات" طائفية، ومن أجل إفشال هذه المشاريع ومنع العدو "الإسرائيلي" من الوصول إلى تحقيق أهدافه متمسّكون بالسلاح".
ودعا الشيخ الخطيب، في كلمة خلال رعايته احتفالًا أُقيم في بلدة النبي شيت بذكرى رحيل السيد العلامة علي قاسم شكر، إلى "توحيد مواقفهم وإصلاح شؤونهم لمواجهة الأخطار الكبيرة التي يشكّلها العدو "الإسرائيلي" على الطوائف اللبنانية جميعًا"، لافتًا الانتباه إلى أنّ "بعض اللبنانيين لم يفقهوا بعد خطورة العدو الصهيوني عليهم، وإلّا ما هي هذه المواقف العنجهية والعدوانية على المقاومة وسلاح المقاومة، حتى تطوَّر الموقف والكلام إلى أنْ يتناولوا الطائفة الشيعية في لبنان ويُظهِروا العداوة لها، وأنْ يعملوا على تشويه دور هذه الطائفة، وأنْ لا يعطوا قيمة لتضحياتها الكبيرة في مواجهة العدو "الإسرائيلي" خلال فترة 50 عامًا من نشوء هذه المقاومة وأكثر".
وأضاف: "ذَكَرْتُ أنّ الأمام السيد موسى الصدر، في عام 1967، قام بتأسيس هذه المقاومة، وكم قُدِّم من التضحيات والشهداء. لقد ضحّينا بالأمن والاستقرار والاقتصاد في البيوت والقرى من أجل ماذا؟ هل لأنّنا نريد أنْ نحكم لبنان؟ وأنْ يكون لنا "كانتون" لبناني كما يفكِّر هؤلاء الذين رفعوا شعار تقسيم لبنان؟ وأنْ يكون هناك لكل طائفة "كانتون" مستقل عن الآخر يحقّق أهداف المشروع "الإسرائيلي" بتجزئة المنطقة العربية والإسلامية تهيئةً للأرضية التي تمكِّن العدو "الإسرائيلي" من أنْ يحكمها جميعًا؟".
وفي حين شدَّد الشيخ الخطيب على "التمسُّك بالوحدة الوطنية ووحدة الوطن لجميع أبنائه"، أكّد "أنّنا نريد أنْ نتوحَّد سويًا، وأنْ يكون الموقف اللبناني واحدًا للدفاع عن لبنان وأنْ يكون هناك دولة حقيقية، دولة قوية عادلة تستطيع أنْ تحفظ الطوائف جميعًا وأنْ تدافع عن اللبنانيين جميعًا وعن سيادة لبنان كل لبنان".
وأضاف: "هذه الدولة هي التي نريدها ونسعى إليها، لا نريد التمسُّك بالسلاح لشأن شيعي، وإنّما لشأن لبناني للوحدة الوطنية، وحينما يصبح لبنان جاهزًا ليقوم بهذا الدور في الدفاع عن لبنان وسيادة لبنان، وأنْ يمنع العدو "الإسرائيلي" من التوغُّل ومن الاحتلال ومن العدوان ومن القتل في الداخل اللبناني، وحينما تكون هناك هذه القوة وهذه الدولة، حينئذٍ، لن نكون متمسُّكين بالسلاح".
وإذ أكّد "أولوية بناء دولة نريد بناؤها"، ذكَّر بأنّ "الآخرين هم الذين لم يتوجَّهوا من أجل صناعة دولة الذين تركوا جنوب لبنان للعدو "الإسرائيلي" ولعملائه الذين سَيَّبُوا أرض لبنان وهواء لبنان ومياه لبنان للعدو "الإسرائيلي" ليعبث بها. حينئذٍ، حملنا السلاح وخصوصًا بعد الاحتلال "الإسرائيلي" والعدوان "الإسرائيلي" عام 1982 الذي احتلّ عاصمة لبنان. هنا، يصبح السلاح ضرورة".
وتابع قوله: "أولادنا "غاليين علينا"، الشيعة أولادهم "غاليين" عليهم ككل الطوائف ككل الناس. "بدنا أولادنا يتعلّموا ويفيدوا بلدهم، لم ننجب أولادنا حتى يروحوا عالمقابر"، لكنّ كرامتنا عزيزة لأنّ ليس هناك دولة تقوم بواجبها في الدفاع عن الأرض والناس تمسّكنا بهذا السلاح. نعم، نضحّي بأولادنا نضحّي بأنفسنا بدمائنا قربانًا للبنان ولكرامة لبنان ولشعب لبنان".
وفيما جدّد دعوته اللبنانيين إلى أنْ "يتوحَّدوا على هذا الموقف"، دعا الحكومة اللبنانية إلى أنْ "تتراجع عن موقفها الخاطئ في أنْ تذهب بقرارها إلى حيث يريد العدو "الإسرائيلي" والولايات المتحدة الأميركية، لأنّ ليس في هذا كرامة وليس فيه شرف وإنّما فيه تخلٍ عن الواجب وإعطاء لبنان هبة سهلة للعدو "الإسرائيلي"".
وأشار الشيخ الخطيب إلى أنّ "الإمام السيد موسى الصدر حاول أنْ يصلح النظام عندما قال: "اعدلوا واصلحوا هذا النظام وإلّا ستجدون لبنان في مزابل التاريخ. ثم ذهبوا إلى الحرب الأهلية من أجل الدفاع عن مصالح حزبية وطائفية، وذهب هو لتأسيس المقاومة وكانت حركة أمل وعمليات المقاومة، وليقول للبنانيين أنّ الطوائف ليسوا أعداء، فالعدو هو الذي يتربَّص باللبنانيين، وحق علينا أنْ نشهر السلاح بوجهه".