إيران

في ظل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة، ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 2 أيلول/سبتمبر 2025 على عدد من القضايا البارزة، في مقدمتها مشاركة إيران الفاعلة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وما تمثله من فرص استراتيجية لطهران على الصعيدين السياسي والإعلامي.
كما أولت الصحف اهتمامًا خاصًا بقضية تفعيل آلية الزناد من قبل الترويكا الأوروبية، وسط انتقادات لاذعة للاتفاق النووي السابق وأداء فريق التفاوض الإيراني. وفي ما يلي أبرز ما تناولته هذه الصحف:
إيران في قمة شنغهاي: منصة ضد العقوبات والأحادية
في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة، برز الحضور الإيراني في قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في مدينة تيانجين الصينية كحدث بارز ومؤشر على التوجه الإيراني نحو تعزيز أدوارها في المنظمات متعددة الأطراف، وتوسيع دوائر التفاعل السياسي والاقتصادي والثقافي، بعيدًا عن هيمنة النظام الدولي الأحادي.
وتحت عنوان "آلية مواجهة العقوبات على طاولة البحث في شنغهاي"، كتبت صحيفة إيران أن المنظمة وفّرت منصة سياسية وأمنية مهمة لمواجهة ما وصفته بـ"العقوبات غير القانونية والأحادية المفروضة من الغرب". وقد أتاح حضور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان فرصة جديدة لعرض مواقف طهران أمام قادة العالم، والتأكيد على موقفها الداعم للسلام ورفض السياسات الاستعمارية والتدخلات الأجنبية، لا سيما ما يتصل بـ"جرائم النظام الصهيوني" على حدّ تعبير الصحيفة.
لقاءات الرئيس الإيراني مع كبار المسؤولين من تركيا، باكستان، طاجيكستان، والأمم المتحدة، وتوقيعه على أكثر من 20 وثيقة مشتركة، مثلت رسالة سياسية واضحة أن إيران ليست معزولة، بل فاعلة ومؤثرة ضمن تكتل إقليمي صاعد في وجه الهيمنة الغربية.
ومن أبرز الوثائق الموقعة:
إنشاء مركز شامل لمواجهة التهديدات الأمنية.
تشكيل مركز لمكافحة المخدرات.
استراتيجية عشرية للتعاون.
اتفاقيات في الذكاء الاصطناعي، الصناعة الخضراء، الطاقة المستدامة، والتجارة متعددة الأطراف.
كما أدانت الدول الأعضاء في بيان مشترك الاعتداءات الأمريكية والصهيونية على إيران، ما يُعد مكسبًا دبلوماسيًا هامًا لطهران في ساحة إقليمية حيوية.
شنغهاي كمنصة إعلامية: كسر الرواية الغربية
من زاوية أخرى، ركّزت صحيفة وطن أمروز على البُعد الإعلامي لقمة شنغهاي، مشددة على أن المنظمة ليست مجرد تكتل سياسي اقتصادي، بل تُعد شبكة إعلامية قادرة على توفير منصة بديلة للرواية الإيرانية.
الصحيفة رأت أن شنغهاي تمثل فرصة نادرة لإعادة تعريف صورة إيران، بعيدًا عن تشويه الإعلام الغربي الذي طالما ربطها بالعقوبات والنزاعات، فالتعاون مع وسائل الإعلام في دول مثل روسيا، الصين، الهند، ودول آسيا الوسطى يُتيح لطهران توسيع حضورها الإعلامي من خلال إنتاج مشترك، وتبادل ثقافي، وتفعيل الدبلوماسية الرقمية.
ومن الفرص التي أشارت إليها الصحيفة:
إنتاج أفلام وثائقية ومحتوى رقمي عن الثقافة والتاريخ الإيراني.
تعزيز السياحة الإقليمية والتعريف بالمدن الإيرانية كمقصد آمن وثقافي.
الاستثمار في الإعلام الرقمي لبناء شبكة سرديات متعددة اللغات.
الهدف من هذه الاستراتيجية الإعلامية، وفقًا للصحيفة، هو مواجهة الروايات الأحادية وتقديم إيران كفاعل حضاري وتنموي في فضاء إقليمي متغير.
آلية الزناد: حساب متأخر لخسائر الاتفاق النووي
في المقابل، سلطت صحيفة كيهان الضوء على الجدل المتجدد حول الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة)، خصوصًا في ظل تفعيل آلية الزناد من قِبل الترويكا الأوروبية، وهو ما اعتبرته الصحيفة دليلًا على فشل المفاوضين الإيرانيين السابقين في حماية المصالح الوطنية.
الصحيفة أعادت التذكير بخطاب وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف في مجلس الشورى بعد توقيع الاتفاق في يوليو 2015، وانتقدت ما وصفته بـ"الوعود الحالمة" بشأن رفع العقوبات وعودة الاستثمارات الأجنبية، والتي تبيّن لاحقًا أنها لم تكن سوى تصورات غير واقعية.
وركزت الصحيفة على خطورة المادتين 36 و37 من الاتفاق، واللتين شكلتا ما يُعرف بـ"آلية الزناد"، معتبرة أن هذه الآلية كانت ثغرة قانونية سمحت للغرب بإعادة تفعيل العقوبات الأممية متى شاء.
وحمّلت كيهان فريق التفاوض السابق مسؤولية "الإخفاق التاريخي"، مشيرة إلى أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية كان قد وضع 28 شرطًا للموافقة على الاتفاق، لم يُنفذ منها سوى القليل.