لبنان

أكّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى؛ العلامة الشيخ علي الخطيب، أنّ "المقاومة تمر اليوم بمرحلة من المراحل الصعبة، ولكنها ليست الأولى في مواجهة التحديات التي تعترض شعبنا"، مشددًا على أنّ "كل جيل من أجيالنا سيواجه تحدياته، وحينما يغرف من نبع هذا النهج القويم الذي خطّه أئمتنا وعلماؤنا، يستطيع أن يجد الحلول لمواجهتها ويحفظها للأجيال القادمة".
وجاء كلام الشيخ الخطيب خلال إحياء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذكرى السنوية الأولى لرحيل العلامة الشيخ حسن طراد، في قاعة المجلس على طريق المطار، بحضور لفيف من العلماء والفاعليات السياسية والأساتذة الجامعيين وعائلة الراحل، حيث تخللت المناسبة قصيدة شعرية ومجلس عزاء حسيني.
وقال: إنّ "المقاومة نهج مستمر رغم كلّ الظلم والعدوان والظلمات التي مررنا بها، فقد بذل الكثير من العلماء والمؤمنين دماءهم وجهدهم وعرقهم على هذا الطريق حتّى وصل إلينا هذا الدين وهذا الفكر". وأوضح أنّ "بعضًا من السفهاء الحاقدين يعتبرون هذا الفكر خطيرًا على مجتمعاتنا، وهو في الحقيقة خطر عليهم، على مصالحهم وانحرافاتهم وعمالتهم؛ لأنه يقف حاجزًا أمام أهدافهم الخبيثة".
وشدّد على أنّ "مرحلتنا الراهنة خطيرة وصعبة، لكننا كما في كلّ مرة، حين نكون وحدة متماسكة، نستطيع اجتيازها بنجاح بإذن الله وتوفيقه"، مؤكدًا أنّ "رحيل العلماء يشكّل ثُلْمة لا تُسد، كما قال رسول الله (ص): إذا مات العالم ثُلِم في الإسلام ثُلْمة لا يسدها شيء".
وأضاف: "لقد فقدنا عالمًا كبيرًا في لبنان، هو الشيخ حسن طراد، وهذه الثلمة لن تُسد، ولكن عزاءنا أننا نسأل الله أن يوفقنا للتمسك بخطه ونهجه وفكره، كما تمسكنا بفكر ونهج العلماء الكبار الذين حفظ الله بهم هذا الدين".
وتابع الشيخ الخطيب مستذكرًا الراحل: "لقد كان مؤيدًا للمقاومة إلى جانب متابعته التدريس والكتابة، وترك لنا إرثًا عظيمًا، فهو عالم مجاهد، مربٍ، شاعر، أديب، جمع هذه الصفات وغيرها إلى أن ارتحل إلى الله سبحانه وتعالى بعد أن أدى رسالته في هذه الظروف الصعبة، وترك ثروة كبيرة من الكتب العلمية في الفقه والأصول وغيرها".
وأشار إلى أنّ "العلماء هم الذين حفظوا هذا التراث وتعمقوا في دراسته وأوصلوه إلى الأجيال، وكانوا النبع الذي استقينا منه، وكان نهجهم القويم حاضرًا في مواجهة كلّ الصعاب التي اجتازها لبنان، سواء في مواجهة الظلم الداخلي أو في مواجهة العدوان "الإسرائيلي" على الجنوب والوطن".
وأكد أنّ "دور العلماء أن يوجهوا الناس ويقودوا حالة الوعي لواقعهم، ويوجهوهم إلى التمسك بفكرهم ودينهم وأحكامهم الشرعية، والوقوف بصلابة أمام كلّ القضايا التي تواجه شعبنا". وأضاف: "لقد أثمرت هذه الجهود والجهاد استقامة وصلابة وتمسكًا بالتراث والفكر، رغم كلّ الدعايات المضللة التي حاولت تشويه دور الدين وعلماء الدين؛ لأنهم يعرفون خطورة هذا الدور، كونه السد القوي في وجه محاولاتهم لتغريب الأمة عن دينها وتراثها وتاريخها".
وختم الشيخ الخطيب قائلًا: "نحن اليوم نقف بإيمان عميق بهذه المبادئ والقيم التي نصون بها أنفسنا وأسرنا وأجيالنا وندفع بها الشر عنّا. رحم الله شيخنا وعزيزنا وكبيرنا الشيخ حسن طراد،د الذي كان آخر حضوره في الدرس تحت منبر سماحة الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه، وكفى بهذا دليلًا على أهمية هذا العالم".