عربي ودولي

كتب الفضل إبراهيم مقالة نشرت على موقع Responsible Statecraft قال فيها، إنّ الضربة "الإسرائيلية" التي استهدفت اجتماع الحكومة اليمنية في أواخر آب/أغسطس الماضي شكلت تصعيدًا خطيرًا، بحيث تجبر "إسرائيل" على التعامل مع خصم مرن وبعيد ولديه قدرة كبيرة على تحمل الخسائر والتكيف.
كما أضاف الكاتب، أنه وخلافًا لساحات القتال في غزّة أو جنوب لبنان، فإن اليمن هو بلد شاسع وجبلي، حيث أتقن "الحوثيون" فنّ التمويه والحرب غير المتماثلة. كذلك استبعد هزيمة أنصار الله عبر القوّة الجوية وحدها، وأردف بأن هذه من عِبَر الحرب التي قادتها السعودية على اليمن. وتابع أن واشنطن هي آخر من تعلمت هذا الدرس خلال حربها الجوية على اليمن التي تبين في النهاية أنها عبثية. كما رأى أنّه ليس أمام "إسرائيل" أي مسار عسكري قابل لتحقيق النصر، وذلك بعدما تبين أنّ القوّة الجوية عبثية وأن الاجتياح البري غير وارد، سواء لأسباب لوجستية أم سياسية.
وتابع الكاتب أنّ مواجهة "الحوثيين" بشكل مباشر تستنزف الموارد وتبعد الاهتمام عن "هوس "إسرائيل" الأساس"، وهو حركة حماس في غزّة وكذلك إيران وبرنامجها النووي.
هذا، وقال الكاتب، إنّ القيادة "الإسرائيلية" الحالية لا تنظر إلى الموضوع على أنه حرب احتواء، بل حملة صليبية لتفكيك محور المقاومة حجرًا بحجر (كما صرح رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو). كما أضاف أنّ الإستراتيجية وراء التصعيد "الإسرائيلي" ضدّ "الحوثيين" اتضحت عندما أقدمت "إسرائيل" على اغتيال المتحدث باسم حماس؛ أبي عبيدة، وذلك بعد يوم واحد من اغتيالها رئيس الوزراء اليمني أحمد الرهوي.
وتابع الكاتب، أنَّه بالنسبة إلى صناع السياسة "الإسرائيليين"، فإن هذه الاغتيالات المتتالية تبين القناعة الإستراتيجية القديمة التي ترى أنّ هناك قتالًا على عدة جبهات، لكن ضدّ العدو نفسه. غير أنّه حذّر من تداعيات كبرى لهذه الإستراتيجية، ومن أنّها بدأت من الآن بتحطيم المشهد السياسي اليمني "الهش"، ومن أنّ "إسرائيل" في ظل الفراغ الناتج تجد نفسها عالقة في حرب لا يمكن أن تنتصر فيها. كما رأى أنّ المواجهة الآخذة في التصعيد لم تؤدي إلى تعزيز "هيمنة أنصار الله"، وفق تعبير الكاتب.