اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي بغداد وطهران.. إرادات مشتركة لتعزيز المصالح ومواجهة التحديات 

لبنان

الشيخ الخطيب: لا تجعلوا المعركة مع
لبنان

الشيخ الخطيب: لا تجعلوا المعركة مع "الإسرائيلي" معركةً بين اللبنانيين

46

نُظِّم لقاء حواري في الذكرى الـ 47 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر وأخوَيه الشيخ محمد يعقوب والإعلامي عباس بدر الدين مع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى؛ العلامة الشيخ علي الخطيب، في مقر المجلس _ طريق المطار، تحت عنوان: "الوحدة الوطنية ومواجهة التحديات"، مع حشد كبير من الإعلاميين والنشطاء السياسيين والأكاديميين وعلماء دين.

وفي كلمة له، قال الشيخ علي الخطيب: "أولًا أرحِّب بكم في هذه الدار، وأشكركم على هذه المبادرة للحضور إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في مناسبة الذكرى 47 لاختطاف الإمام السيد موسى الصدر. وأتوجه إليكم وإلى جميع اللبنانيين بالتهنئة والتبريك بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، وأسأل الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة على لبنان واللبنانيين وشعوب منطقتنا العربية والإسلامية بالاستقرار، وبالأخص على الشعب الفلسطيني الذي كانت قضيته وما عاناه من احتلال ومن ظلم، وبتأسيس هذا الكيان الهجين سببًا من أسباب كلّ ما حصل وما يحصل في هذه المنطقة".

وأضاف: "بالنسبة إلى الإمام السيد موسى الصدر الذي كما ذكرت، مرَّت سبعة وأربعون عامًا على اختطافه وإخراجه ومنعه من الاستمرار في القيام بدوره الذي لم يكن من أجل الشيعة في لبنان، إذ لم يكن دوره دورًا طائفيًّا، وإنما انطلق من مصلحة لبنان واللبنانيين جميعًا، وقد تنبأ بأنه إذا لم يستمع المسؤولون ــ والمسؤولون ليسوا فقط أولئك الذين يمسكون بالسلطة ــ وإنما كلّ من هو في موقع من المواقع، سواء في السلطة أو خارج السلطة؛ في الثقافة، في الاجتماع؛ كلّ من له دور، إذا لم يبادروا جميعًا إلى إصلاح النظام في لبنان، فإنهم سيجدون لبنان "في يوم من الأيام على مزابل التاريخ".
 إذًا المنطلق والأساس هو الخوف على مستقبل لبنان من النظام الطائفي الذي عزّز حالة العصبيات داخل كلّ طائفة من هذه الطوائف، وأنتج حروبًا على مدى هذا الزمن الذي حكمت فيه هذه الصيغة النظامَ السياسي القائم على أساس المصالح الطائفية والطوائف".

وتابع: "في لبنان نحن واجهنا منذ سنة 1920 وإلى اليوم أشكالًا مختلفة على المستوى السياسي وعلى المستوى الطائفي والاحتقان الطائفي، حتى وصلنا إلى هذه النقطة وإلى هذه المرحلة التي نعيشها اليوم. أنتم تعرفون ما يحدث، وأن المشكلة التي نعيشها اليوم هي خطر، ليس على طائفة وليس على مذهب وإنما خطر على لبنان وعلى اللبنانيين جميعًا، فلا يفرح بعض اللبنانيين بانتصار مزعوم للعدو "الإسرائيلي"  في هذه الحرب الأخيرة. هم واهمون، ولو تحقّق انتصار "إسرائيلي" وهزيمة للمقاومة في لبنان، فإن أثر هذه الهزيمة سيكون ليس على لبنان بل على المنطقة كلها. ولهؤلاء الذين لم يستوعبوا منذ عام 1948 وإلى الآن هذه الحقيقة ولم يتعلّموا من التجارب، لهؤلاء أقول لهم إن "هذا التفكير تفكير خطأ وخطير، وهو الذي يساعد على تشرذم الداخل لصالح العدوّ الـ "إسرائيلي"، هناك من يخال، أن الشيعة اليوم وحدهم الذين يتعرضون للحرب. وقد تعرضت بيئتهم للكثير من الشهداء من الدمار والخراب والنزوح، ولكن هذا كله من رصيد لبنان".

وتوجه الشيخ الخطيب إلى اللبنانيين جميعًا قائلًا: "نحن في هذه المرحلة الخطيرة المصيرية التي نجتازها اليوم، ينبغي أن نرتقي. الإنسان يتعلم من التجارب. نحن حتّى من التجارب لم نتعلم بل نتراجع. لعلّ الإحساس بالحالة الطائفية قبل الطائف، كانت أقل بكثير مما هي عليه الآن. كان المفترض أن يُطبق الطائف، وأن يأخذ بيدنا إلى مجتمع أكثر توحدًا وأكثر إحساسًا بأننا مجتمع واحد وأننا بيئة واحدة. ما نراه هو تغلغل الطائفية والإحساس الطائفي أكثر، وهو ما يشكّل أكبر الخطر على لبنان، وهو أكبر من الخطر الـ "إسرائيلي". الخطر الأساسي هو الخطر الداخلي ومن بيئتنا الداخلية، من هذا الانقسام والتشرذم على أساس طائفي ومذهبي، هذا مع الأسف موجود".

وأضاف: "حينما ننتقد الحكومة اليوم لا ننتقدها من منطلق طائفي. نحاسبها على أساس فقط ما تقوم به، (..). لم يكن لنا مشروع سياسي خارج عن نطاق الأمة"، وتابع: "نحن نحاسب الحكومة على أساس أعمالها، وعلى أساس مشاريعها. والموقف الذي اتّخذته الحكومة تحت الضغط الغربي، وتحت الحصار وتحت التهديد، كان خطأً. الضغط دائم وليس جديدًا"، وسأل: "متى يكون هناك مواقف وطنية ومواقف شريفة وبطولية؟ حينما تعارض من في وجهك إذا كان أقوى منك"، وتابع: "الموقف أن تقول الكلمة في وجه سلطان جائر. الجائر اليوم، وفق ما نراه في فلسطين، هو الغرب المنافق الذي يقول ولا يفعل. يقولون، إنهم مع الدولة الفلسطينية ومع "حل الدولتين"، ويصدرون قرارات، ولكن فقط بالكلام لنا وللفلسطينيين وللعرب، أما السلاح والاقتصاد فللـ "إسرائيلي" حتّى يستطيع الاستمرار في القتل وفي الوحشية وفي الدمار وفي الخراب". 

وتوجه إلى الحكومة قائلًا: "المشكلة كانت مع الغرب ومع "الإسرائيلي" ومع الولايات المتحدة الأميركية، وقد جئتم لتحولوها لفتنة داخلية. القرار الذي أُخذ لمواجهة المقاومة ليس في مصلحة أحد على الإطلاق ولا في مصلحة الحكومة، ونحن نريد للحكومة أن تنجح، ونحن مع الحكومة عندما تأخذ القرار الصحيح". وسأل: "ماذا أخذتم من قرارات لصالح الشعب والناس والبلد؟ وأضاف: "لم يحرروا الأرض، ولم يرغموا "الإسرائيلي" على الالتزام بالقرار 1701، ولم يطردوا "الإسرائيلي"  من الأرض التي احتلها ومن النقاط السبع أو الثماني، ولا "الإسرائيلي"  أوقف الحرب". 
وتابع الشيخ الخطيب: "أنتم قلتم، أعطونا مجالًا للديبلوماسية، فانسحبت المقاومة من جنوب الليطاني وتركت الجيش اللبناني ينتشر في هذه المنطقة ومخازن السلاح التي أخذت، دمرت ولم يستفد منها الجيش اللبناني، وكان مفروضًا عليه أن يدمر هذه الأسلحة. بل الحكومة تفعل العكس، تصادر الأموال التي تدخل إلى لبنان عبر المطار، تصوروا !! تأتي الأموال عبر المطار من المغتربين ومن أموالهم الشخصية فتصادرها الحكومة!! هل الحكومة والسلطة تعملان لصالح شعبهما؟ أو أنهما تنفذان أجندات خارجية؟ من الموجود في المطار؟ أنا أسأل من باب السؤال. من الموجود في المطار؟ وهو يفرض هذه الأمور". 

وأردف: "في ظرف الحرب، نحن في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ومن حقنا أن نستقبل تبرعات، وصلنا مليونان ونصف المليون. أمام هذا العدد الهائل من المهجرين في المناطق في أيام الشتاء، ومباشرة عندما وصل المبلغ إياه إلى المطار، أرسلت كتابًا؛ مضمونه أن هذه الأموال للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، لكنهم لم يردوا على الكتاب وحجزوا المال، وإلى الآن ما زال محجوزًا! هل هذه الحكومة تعمل لصالح شعبها؟ ولصالح المهجرين والمتضررين؟ نحن نحاسب الحكومة على أساس أعمالها، وأنا أمس في الهرمل وجهت خطابي لفخامة رئيس الجمهورية وللحكومة قائلاً: لا تستمروا في هذه السياسة! شعبكم معكم، وشعبكم وقف أمام أقوى دولة في المنطقة ومن ورائها الغرب كلّ الغرب، ومع ذلك لم يستطع العدوّ "الإسرائيلي"  الدخول لأمتار داخل الأراضي اللبنانية. وأكثر الدمار والخراب الذي حصل كان بعد القرار 1701. الاحتلال حصل بعد القرار 1701".

وأضاف: "مرة أخرى أوجّه خطابي لفخامة رئيس الجمهورية وللحكومة اللبنانية، بأن يعملوا لمصلحة لبنان ولما فيه مصلحة الشعب اللبناني وتماسك الشعب اللبناني ووحدته؛ لأن المقصود هو نقل المشكلة ما بيننا وبين "الإسرائيلي". والعالم كله اعترف بما فيه الأمم المتحدة، وهو يعتدي على قوات الأمم المتحدة وما زال، وأن المقاومة وأن لبنان قدما ونفذا كلّ ما عليهما، أما العدوّ "الإسرائيلي" فلم ينفذ شيئًا واحدًا، ويأخذ ما يريد عن طريق الحكومة، ويعلن صراحة أن لبنان مشمول بخريطة دولة "إسرائيل" الكبرى، لكن أتمنى على الحكومة وعلى رئيسها ألا ينقل المعركة مع "الإسرائيلي" إلى معركة بين اللبنانيين". وأكد أن "هذا القرار الذي اتّخذته الحكومة قرار خطير"، وقال: "إذا كانوا يعلمون فتلك مصيبة، وإذا كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم". 

وفيما سأل "كيف يريدون أن يحكموا الشعب اللبناني المثقف والراقي، وأن يضحكوا عليه؟، تمنى الشيخ الخطيب "عليهم أن يعيدوا النظر في القرار الخطأ الذي أصدروه، وأن يقدّموا الوحدة الوطنية اللبنانية"، وقال: "نحن لدينا مصدران للقوة؛ هما الوحدة الوطنية الداخلية، والمصدر الثاني هو السلاح". 

وفي الختام، أجاب الشيخ الخطيب على أسئلة الحضور. وردًّا على سؤال حول الخروج من حالة الانسداد السياسي قال: "الحل هو بالتوافق، وإن ما حصل في مجلس الوزراء هو مخالفة للمادة الدستورية"، وأضاف: "لماذا يدخلوننا في أمثال هذه القضايا، ونحن لسنا بحاجة إليها؟ هل هناك قضية مصيرية أكثر من قضية سلاح المقاومة الذي يشكّل مصدر قوة للبنان؟"، وسأل: "اليوم البلد يقف على شوار، فلماذا يخالفون الدستور وهم يتكلمون بالدستور؟ وفخامة الرئيس هو المؤتمن على الدستور، وقد أقسم اليمين على الدستور. المطلوب هو الحفاظ على هذا الدستور كما هو وعدم اللعب فيه".

الكلمات المفتاحية
مشاركة