اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الجامعة الإسلاميّة استقبلت المدير العام للتعليم العالي: إشادة بدورها الريادي 

لبنان

لقاء تضامني مع الأسرى اللبنانيين المعتقلين لدى الاحتلال في دار نقابة الصحافة
لبنان

لقاء تضامني مع الأسرى اللبنانيين المعتقلين لدى الاحتلال في دار نقابة الصحافة

62

عقد أهالي الأسرى والمعتقلين في السجون "الإسرائيلية"، وهيئة ممثلي الأسرى والمحررين، اليوم الجمعة 12 أيلول/سبتمبر 2025 لقاءً تضامنيًا في دار نقابة الصحافة، دعمًا لقضية الأسرى والمعتقلين.

كلمة أبناء الأسرى ألقاها الطفل علي حسين شريف الذي أشار إلى أن والده يقبع منذ سنة في سجون الاحتلال مع رفاقه الأبطال من المقاومة، مؤكّدًا أنّه مع كل يوم يمر دون والده يزيد من شوقه وحنينه.

وأضاف: "تعلمنا منذ صغرنا أن نقف صامدين، وأن نحمل راية المقاومة بفخر، وأن نسير على الدرب الذي بدأه أباؤنا ورفاقهم. نحن أطفال، نعم، لكن قلوبنا قوية وإيماننا لا ينكسر. نحن أبناء السيد الشهيد حسن نصر الله وعلى العهد معه، وسنكمل الطريق جنبًا إلى جنب مع الشيخ نعيم قاسم. سنحمل رسالتكم، ونرفع راية المقاومة في كل لحظةٍ من حياتنا"، متوجهًا إلى الدولة اللبنانية بالقول: "أنتم تتجاهلون الأسرى والمعتقلين، ولا تهتمون بدماء الشهداء ، ولا تقدرون التضحيات التي قدمها أبطالنا لكي يبقى لبناننا حرًّا".

وتوجه شريف  إلى الأسرى مخاطبًا: "كل يوم نحن صوتكم ونحن صوركم وكل تضحياتكم ونحن أبناؤكم ونحن من نكمل دربكم بصمود وإيمان، ولا فرق بين ابن شهيدٍ أو أسيرٍ أو مفقود أثر، نفتخر بكم جميعًا وعلى العهد باقون".

من جانبه ألقى الأستاذ نعيم عبد الله كلمة عائلات الأسرى، وقال: "من الجنوب المقاوم، يعبق عطر الأسرى، وتمتزج في فضائه معاني الصبر والبطولة والتضحية، هناك حيث حمل المقاومون ميراث حيدر وبأس الرضوان وشربوا من نبع الحسين عشق الفداء ومن كف العباس عطاء الوفاء، فسطروا على مدى 66 يومًا من العدوان "الإسرائيلي " الوحشي على لبنان أروع الملاحم بين شهداءٍ وجرحى وأسرى"، مشيرًا إلى أنّ "وسط كل هذا المجد يطل جرحٌ آخر، جرح الإهمال والتقصير. أليس هؤلاء الأسرى لبنانيين، أليسوا أبناء هذه الأرض الذين يحملون هويتها ويدافعون عنها بأرواحهم ودمائهم؟ فأي دولةٍ هذه التي لم تقف عند تضحياتهم ولم تبادر إلى حمايتهم أو المطالبة بهم؟ وأي منطقٍ ذاك الذي يجعلها تفرج عن أسيرٍ "إسرائيلي" كان في عهدتها دون مقابل، فيما تترك أبناءها يذوقون عذابات السجون وأهاليهم يحترقون بانتظار خبرٍ عن مصيرهم". 

وتابع: "مسؤولية الدولة اللبنانية جسيمة في هذا الملف، وقد قصرت في واجبها الوطني والإنساني اتجاه الأسرى الذين يقفون في الصف الأول دفاعًا عن الوطن. كان الأجدر أن تفاوض عنهم، أو على الأقل تكشف مصير من خطفوا بعد وقف إطلاق النار في قراهم التي لا بد أن تكون آمنة، لكن السلطة أغلقت هذا الباب واختزلت أولوياتها في سجل حصر السلاح بيد الدولة ومشاريع نزع القوة، متناسيةً أن خلف القضبان رجالًا دفعوا ثمن حرية لبنان"، مطالبًا "الصليب الأحمر الدولي بالقيام بمسؤولياته كاملة بالضغط على الاحتلال للكشف عن أوضاع الأسرى اللبنانيين الجسدية والنفسية، وتقديم ضمانات حقيقية تطمئن قلوب أهاليهم، ونقل أخبارهم إلى ذويهم الذي يعيشون على أمل اللقاء، فالسكوت عن معاناتهم جريمة مضاعفة".

وأردف: "في الختام، إلى أسرانا الأبطال، ألف تحية وسلام إلى جراحكم وأنينكم وصبركم وثباتكم. أنتم عنوان الكرامة في زمن الانكسار، وأنتم الوفاء الذي لن يضيع والحرية التي ستشرق مهما طال ليل السجون. لكم عهدنا بالوفاء والدعاء والثبات حتى يكتب الله فرجًا قريبًا يحمل معه معنى الإنسانية في أسمى تجلياتها. أنتم الأمانة في أعناقنا، وأنتم العنوان الذي يرفع رأس لبنان عاليًا، وسنبقى أوفياء لقضيتكم حتى يشرق يوم حريتكم وتعودوا إلى أرضكم وأهاليكم مرفوعي الرأس".

بدوره قال الكاتب والإعلامي روني ألفا: "حين نتكلم عن أسرانا في سجون الاحتلال، لا نتحدث عن ملفٍ سياسي يفتح رفعًا للعتب. نحن نتحدث عن قلوبٍ تنبض خلف الجدران، وعن وجوهٍ غابت عن عائلاتها، وعن رجالٍ تحول الليل عندهم إلى زمنٍ لا يقاس بالساعات بل بالأوجاع، عن أمهاتٍ ما زلن يعلقن صور أبنائهن على جدران المنازل كأنهن يعلقن الوقت نفسه حتى لا يتبخر الوقت"، مشيرًا إلى أنّه "في تلك الزنازين الضيقة يذوب النهار في العتمة، وأسرانا يصنعون من الحصى سجادة صلاةٍ، ومن الجدار صديقًا صامتًا، ومن كسرة الخبز قصيدةً مقاومة، يتشاركون الألم كمن يتقاسم رغيفًا يابسًا في بيتٍ جائع".

وأضاف:" يكتب أسرانا بأصابعهم على الحديد: لا نهزم ما دام لنا وطنٌ ينتظرنا، ويعدون نجمات السماء من ثقب نافذةٍ صغيرة كمن يعد وعود الحرية. هؤلاء الأسرى ليسوا أرقامًا، إنهم امتداد الأرض التي قاومت، وهم أيضًا امتحانٌ لضمير الدولة، فكيف نسمح أن تبقى قضيتهم مؤجلةً في زوايا المفاوضات فيما الاحتلال يراكم على أجسادهم أبشع أساليب التنكيل؟"، متسائلًا: "أليس من واجب الدولة أن تجعل من قضيتهم أولويةً فوق كل أولوية؟ وأن تضعها في قلب إستراتيجيتها الوطنية لا على الهامش؟".

وأردف: " الحكومة اللبنانية مدعوة اليوم إلى أبعد من تثاؤب البيانات، مدعوة إلى سياسةٍ سياديةٍ جديدة تجعل تحرير الأسرى جزءًا لا يتجزأ من أي حوارٍ وأي تفاوضٍ دوليٍ أو إقليميٍ أو داخلي، ومدعوة إلى أن تقول للعالم؛ هؤلاء أولادنا لن نتركهم أسرى في سجون الاحتلال، كما لا نترك أرضنا تقتطع من حدودها"، لافتًا إلى أنّ "السيادة الحقيقية لا تقاس بنشر الجيش، وبسط سلطة الدولة، وبحصرية السلاح فقط، بل بقدرة الدولة على أن تحمي أبناءها حيثما كانوا، والسيادة هي أن يعرف العدو أن كل لبناني في سجون الاحتلال هو معركةٌ مفتوحةٌ، وأن كل يومٍ يُحتجز فيه أسيرٌ سيقابله إصرارٌ سياسيٌ وديبلوماسيٌ وشعبيٌ لا ينكسر".

وتابع ألفا: "نحن هنا مع أهالي الأسرى والمعتقلين ومع هيئة ممثلي الأسرى والمعتقلين لنرفع الصوت عاليًا، الأسرى ليسوا منسيين، حياتهم هي صفحةٌ من كتاب الكرامة اللبنانية، وصمودهم في المعتقلات ليس أقل شأنًا من صمود الجنوب في وجه الاجتياح والاعتداءات والمسيّرات والصواريخ"، ورأى أنّ "الدولة التي تتأخر عن تحريرهم تتأخر عن تحرير نفسها من عقدة العجز والخوف والتثاؤب السياسي".

وأضاف: "فلنحول وجع الأمهات إلى قرار، ولنجعل دموع الأبناء الذين ينتظرون آباءهم أمام أبواب المدارس وقودًا لإستراتيجية أمنٍ وطنيٍ لا مساومة فيها، هذا حقهم علينا وحق الوطن على نفسه، وليعلم الجميع، الأسرى أهم من الخط الأزرق، والأسرى أهم من الخط 23، والأسرى خط أحمر، وسيعودون"، مؤكّدًًا أنَّ الأبواب ستُفتح "ذات يوم وهو قريب، وسيمشي هؤلاء الرجال في شوارع قراهم مرفوعي الرؤوس، وسيعلم العالم أن لبنان مهما ضاق به الزمن لا يضيِّع أبناءه. وهذا النداء ليس إلى الحكومة وحدها بل إلى ضمير الأمة، فالسيادة لا تكتمل بحدود محررة فقط بل بإنسان حر لا يُترك وحيدًا خلف القصبان". 

وتوجه للأسرى قائلاً: "الأسير هو الذي يطلق سراح نفسه؛ لأنه لا يعترف بالقيود مهما كانت. وطالما أنتم محرومون من الحرية، فكلنا معكم في الأسر والزنازين، معكم إلى أن تتحرروا، فأنتم نشيدنا وهويتنا وأساس كرامتنا، ومهما طال الزمن فإن العدو الذي يظن أن بإمكانه تحطيم عزيمتكم، سيكتشف أن رياح الحرية التي لن تتوقف ستظل تهب حتى تحملكم إلينا".

كما وجهت زهراء ابنة الأسير حسين شريف رسالة خاصة إلى والدها، دعته فيها ورفاقه للمحافظة على قوتهم، متمنيةً على رئيس الجمهورية أن لا ينسى أولاد وطنه، وأن يتابع قضية والدها ورفاقهم مع الصليب الأحمر اللبناني.

وفي الختام كانت كلمة لرئيس الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين أحمد طالب قال فيها: "نعم إنه بلد العجائب، بلد الانقسام الطائفي، حيث تخلى كلٌ عن مسؤوليته الوطنية والأخلاقية والإنسانية، وأعني هنا الدولة برمزَيها الرئاسي والحكومي، كأننا نعيش في زمن الاحتلال والمندوب السامي المطيع لأسياده، فيتخلى عن أبناء وطنه لكرامةٍ يأبون التنازل عنها، ويخلف بوعده فيطلق سراح "إسرائيلي" دون أن يحاول معرفة شيءٍ عن أسراه ومعتقليه المدنيين، ويفاوض الصليب الأحمر على تسليمه مع اعتذارٍ رسمي لحجزه، دون أن يضغط على العدو للسماح للصليب الأحمر الدولي بزيارة أسراه والاطمئنان عليهم، إن لم نقل إطلاق سراحهم، فتبًا لكم ولما تعشقون من حبٍ للسلطة، مغمورةٍ بآلام أسراكم ودماء شهدائكم وآلام جرحاكم".

وأضاف: "أين هي سيادتكم التي تتحدثون عنها؟ وهل أنتم لبنانيون حقًا؟ بالطبع لا؛ لأنكم لستم أحرارًا في أنفسكم، فالسيادة أن تكون حرًّا ذا كرامةٍ وإباء، وطنيًّا لا تخشى الأعداء، لا أن تكون عدوًّا لأبناء وطنك محاربًا لهم في مسكنهم وحريتهم".

وتابع: "إننا كهيئة ممثلي أسرى ومحررين، وباسم عوائل أسرانا ومعتقلينا الرهائن، أولًا نطالب الدولة الوفاء بالتزاماتها بإلزام الضامنين بإطلاق سراح أسرانا المعتقلين، والقيام بواجبها من ناحية الوقوف مع عوائلهم، وثانيًا، نطالب الدولة بتشكيل لجنة قانونية رسمية تجوب المحافل الدولية لإطلاق سراح أسرانا، طبعًا بعد تعيين وزير خارجية لبنان، وثالثًا، نطالب الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الدولية والإنسانية والحقوقية؛ أن يصحوا من سباتهم للقيام بواجبهم الحقيقي من دعمٍ للأسرى اللبنانيين والفلسطينيين والعرب وعدم الاكتفاء بأن يكونوا شهود زور".

كما تمنى طالب من "وسائل الإعلام المسموعة والمرئية المساعدة على إبراز مظلومية أسرانا ومعتقلينا الرهائن أمام العالم أجمع، وليحملْ كلٌّ مسؤوليته. وأخيرًا نطلب من أهلنا الشرفاء شهداء وجرحى البيجر، وعوائل الشهداء جميعًا، رفع دعاوى على العميل محي الدين حسنة لمطالبته وإعادة حجزه، والادعاء على القاضي منير سليمان لإطلاق سراحه؛ لأن هذ    ا فقط يوقف العمالة للعدو".

الكلمات المفتاحية
مشاركة