عربي ودولي

تنطلق في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين (15 أيلول 2025)، القمة العربية الإسلامية الطارئة لبحث العدوان "الإسرائيلي" الذي استهدف، الثلاثاء الماضي، مسؤولين من حركة "حماس" في قطر. وتأتي القمة على وقع تضامن كبير مع دولة قطر، وإدانة دولية واسعة النطاق للعدوان "الإسرائيلي" عليها، لا سيما أن هذه الدول لعبت دورًا أساسيًا في الوساطة في العديد من الأزمات.
وعُقد في الدوحة، أمس الأحد، الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة، بمشاركة نحو 50 وزيرًا ومسؤولًا يمثلون جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لبحث مشروع البيان الختامي. ويؤكد مشروع بيان محدث للقمة أن هجوم "إسرائيل" على قطر الأسبوع الماضي، وغيره من التصرفات، يهدّد جهود تطبيع العلاقات مع الدول العربية.
وأشار إلى أن "الاعتداء "الإسرائيلي" على قطر، واستمرار أعمال "إسرائيل" العدائية، بما في ذلك الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والتجويع، والحصار، والأنشطة الاستيطانية، والسياسات التوسعية، يُهدّد آفاق السلام والتعايش في المنطقة، ويهدّد كلّ ما تم تحقيقه في مسار تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، بما في ذلك الاتفاقيات الحالية والمستقبلية".
الموقف القطري
في كلمة افتتاح الاجتماع، أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن دولة قطر "لن تتهاون مع أي اختراق لسيادتها أو تهديد لأمنها الوطني"، مشددًا على أن ما يشجع "إسرائيل" على الاستمرار في نهجها هو "عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها". وقال إن المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، لافتًا إلى أن ممارسات "إسرائيل" لن تثني قطر عن مواصلة جهودها مع مصر والولايات المتحدة الأميركية لوقف الحرب في غزّة.
لقاءات ثنائية
استقبل رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على هامش القمة، وزيري خارجية الجزائر أحمد عطاف، ولبنان يوسف رجي، حيث جرى خلال اللقاءين استعراض علاقات التعاون، وسبل دعمها وتعزيزها، وتطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما الهجوم "الإسرائيلي" الغادر الذي استهدف الدوحة.
وأكد آل ثاني أن دولة قطر ستتّخذ كافة الإجراءات لحماية أمنها والمحافظة على سيادتها تجاه الهجوم "الإسرائيلي" السافر. من جانبهما، جدد وزيرا خارجية الجزائر ولبنان تضامن بلديهما المطلق مع دولة قطر، ووصفا الهجوم "الإسرائيلي" بأنه انتهاك لسيادة قطر والقانون الدولي.
حضور عربي وإسلامي واسع
وقد وصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الدوحة، لترؤس وفد لبنان إلى مؤتمر القمة. ويضمّ الوفد رجي، وسفيرة لبنان لدى قطر فرح بري، ومندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير علي الحلبي. ومن المقرر أن يلقي الرئيس عون كلمة لبنان في القمة.
وزار الرئيس عون، ظهر اليوم، أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني في جناحه بمقر مؤتمر القمة العربية الإسلامية الطارئة في فندق شيراتون بالعاصمة القطرية، وحضر الاجتماع عن الجانب اللبناني رجي، بالإضافة إلى عضو الوفد اللبناني المستشار الخاص لرئيس الجمهورية العميد أندره رحال، فيما مثل الجانب القطري في اللقاء رئيس الحكومة ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
في مستهل الاجتماع، جدد الرئيس عون إدانة لبنان القوية للاعتداء "الإسرائيلي" على الدوحة، مؤكداً أن لبنان يقف إلى جانب قطر وتضامنها مع الشعب القطري الشقيق ثابت ومؤكد. وأوضح الرئيس عون أن لبنان يثمّن الدور الذي تلعبه قطر في دعم لبنان على مختلف المستويات وفي جميع الظروف، مشيراً إلى أن هذا الدعم يعتبر "موضع امتنان جميع اللبنانيين".
من جانبه، رحب أمير قطر بالزيارة وأثنى على موقف لبنان وتضامنه مع الدوحة، مؤكداً أن قطر ستستمر بالوقوف إلى جانب لبنان ودعم الشعب اللبناني في مختلف المجالات، وسعيها الدؤوب لتحقيق الأمن والاستقرار في لبنان، بما يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين وحرصهما على تعزيز التعاون الثنائي.
الرئيس الإيراني يحث الدول الإسلامية على توحيد الصفوف وقطع العلاقات مع الإحتلال
من جهته، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في تصريحات أدلى بها من مطار طهران قبيل توجهه إلى قطر للمشاركة في القمة، إنّ "الكيان الصهيوني لا يعترف بأي إطار أو قاعدة، فقد هاجم العديد من الدول الإسلامية بما فيها قطر، ولبنان، والعراق، وإيران، واليمن، ويفعل ما يشاء، وللأسف تحظى هذه الممارسات بدعم من الولايات المتحدة والدول الأوروبية".
وأضاف بزشكيان أنّ هذا الكيان يرتكب في غزّة جريمة إبادة جماعية، ويحكم على النساء والأطفال والشيوخ بالموت، وللأسف تُضفي الولايات المتحدة، عبر دعمها وتزويدها للكيان الصهيوني العنصري بالإسناد والأسلحة، شرعية على هذه الأفعال". ودعا الرئيس الإيراني الدول الإسلامية إلى التوحد، واتّخاذ خطوات عملية في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وقطع العلاقات مع الاحتلال "الإسرائيلي". وأكد أنّ المسلمين، إذا ما كانوا "يدًا واحدة"، فلن يجرؤ الاحتلال على الاعتداء على دولهم وانتهاك جميع القوانين الدولية.
كما وصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الطارئة، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار حمد الدولي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن حسن آل ثاني، والسفير العراقي محمد جعفر الصدر.
بدوره، يتوجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، إلى قطر، للمشاركة في القمة. وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير محمد الشناوي، أن مشاركة الرئيس تأتي تأكيدًا على تضامن مصر الكامل مع دولة قطر الشقيقة، حكومةً وشعبًا، وتجسيدًا لموقفها الثابت في الوقوف إلى جانب الأشقاء في مواجهة العدوان، الذي يُعد انتهاكًا صارخًا لكافة المواثيق والأعراف الدولية.
وأشار الشناوي إلى أن السيسي سيُلقي كلمة مصر خلال أعمال القمة، وسيستعرض فيها رؤية القاهرة تجاه مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، ويؤكد على ثوابت السياسة المصرية في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي. ومن المقرر أن يعقد الرئيس المصري عددًا من اللقاءات الثنائية على هامش القمة، لبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك.
يذكر أن رئيس السلطة الانتقالية في سورية أحمد الشرع ( أبو محمد الجولاني) وصل إلى مطار حمد الدولي في الدوحة للمشاركة بالقمة العربية الإسلامية الطارئة بشأن العدوان "الإسرائيلي" على الدوحة، وكان في استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الدولة لشؤون الدفاع، سعود بن عبد الرحمن بن حسن آل ثاني.
ويتواصل توافد قادة الدول العربية والإسلامية إلى الدوحة للمشاركة في أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة، والتي من المقرر أن تبدأ في الثالثة بعد ظهر اليوم الاثنين (15 أيلول)، لبحث السبل العملية لتفعيل التضامن العربي والإسلامي، ودعم حقوق الدول المستهدفة، ووضع آليات مشتركة لمنع أي انتهاك للسيادة الوطنية لأي دولة عربية أو إسلامية.