اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي جريح "تلبية النداء" للشيخ قاسم: شرفٌ كبيرٌ لنا بأن نكون من أصحابك   

مقالات

الحزب من البيجر واللاسلكي إلى استشهاد السيد.. وقائع ونتائج
مقالات

الحزب من البيجر واللاسلكي إلى استشهاد السيد.. وقائع ونتائج

183

جرحى تلبية النداء هو المصطلح الذي اعتمده حزب الله لإحياء ذكرى تفجير أجهزة البيجر وما نتج عنها، في محاولة من الحزب للقول إن ما يعتبره البعض خسائر يعتبره هو تضحيات مستحقة تتناسب مع طبيعة المهمّة التي أوكلت لمجاهديه، وفي تأكيد مضاف أن الذين أصيبوا عاد أغلبهم إلى تنفيذ مهامهم ربطًا بأهم عاملين من عوامل المقاومة وهما:

- الإرادة التي تنطلق من أبعاد إيمانية.

- والإدارة التي نتجت عن التجربة والخبرة.

بداية لا بد من القول إن عمليتي تفجير أجهزة تلبية النداء واللاسلكي تندرجان ضمن العمليات الإرهابية التي تضرب عرض الحائط بكلّ مواد القانون الدولي الإنساني وتندرج ضمن جرائم الحرب والإبادة الجماعية انطلاقًا ممّا حدّده القانون الدولي لجهة:

1 - عدم التمييز بين المدنيين والعسكريين

2 - عدم التماثل في استخدام القوّة العسكرية (الإفراط في استخدام القوّة )

ومواد أخرى عديدة ترتبط بحقوق الإنسان وقوانين الحرب.

للتذكير ومن بعده نستعرض النتائج:

بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر من سنة 2024 كان الحزب أمام أولى الضربات اللااعتيادية في عالم الحروب عبر تفجير الآف أجهزة البيجر.

في التعريف: هو جهاز اتّصال لاسلكي يستقبل ويعرض رسائل نصية أو صوتية رقمية في النسخة الأكثر تطوّرًا منه.

يُصدر الجهاز صوت تنبيه عندما يستقبل إشارة بوجود اتّصال بالشخص الذي يحمله، وبناءً على مدى تطوّر جهاز النداء، يمكنه إعادة إرسال الإشارة إلى الجهة التي قامت بالاتّصال الأول.

في 18 أيلول/سبتمبر بعد يوم من تفجير أجهزة البيجر حصلت عملية تفجير لأجهزة اللاسلكي (توكي ووكي) من أنواع محدّدة.

أدّت العمليتان إلى استشهاد عدد من عناصر حزب الله وجرح العدد الأكبر وكان بالآلاف غالبيتهم من المدنيين ومن الجسم الإداري لوحدات مدنية مختلفة (دفاع مدني، هيئة صحية، مستشفيات..)

واكب العمليتين الكثير من التحليلات والتخمينات وهو الأمر الذي لا تزال نتائج التحقيق فيه أمرًا غير معلن في الناحيتين التقنية والاستخباراتية.

ما يهمنا في الموضوع هو الهدف من تفجير أجهزة البيجر على المستويين العسكري والإداري.

من حيث المبدأ لا يمكن نكران أن ما فعله الصهاينة غدرًا هو إنجاز استخباراتي بمفاعيل عسكرية، لكن لو أن ما حصل كان موجهًا ضدّ دولة وجيشها النظامي لكانت النتيجة كارثية بسبب اعتماد الدول على أنماط قيادة وسيطرة مختلفة تمامًا عن أنماط القيادة والسيطرة في حركات التحرر التي تعتمد التسلسل الطبقي والانتقال التدريجي في انتقال المسؤولية بين المجاهد المصاب أو الشهيد إلى آخرين لم يتأثروا بالضربة أو كانوا أصلًا ممّن لا يحملون أجهزة تلبية النداء.

الهدف "الإسرائيلي" كان ضرب منظومة القيادة والسيطرة وكبح قوة الردع لدى حزب الله، تلاه مباشرة البدء باستهداف القادة وصولًا لاستهداف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وبدء موجة من الغارات قاربت 1200 غارة في اليوم الأول وهو ما يؤكد اشتراك أسلحة جو أخرى غير سلاح الجو "الإسرائيلي" الذي يمكنه تنفيذ حد أقصى يقارب 400 غارة في الـ 24 ساعة وهو أمر يجب تثبيته للإشارة إلى أن المعركة كانت بمواجهة المنظومة الغربية كاملة وهو ما لا يزال مستمرًا.

المقاربة الأهم التي يجب تثبيتها أيضًا أنه مع الفارق الكبير في موازين القوى ومع التفوق "الإسرائيلي" في سلاح الجو وفي الإحاطة التقنية الشاملة قاتل مجاهدو المقاومة على الحد الأمامي 66 يومًا منعوا من خلاله 5 فرق عسكرية "إسرائيلية" من السيطرة على القرى الأمامية وهي السيطرة التي حصلت لاحقًا على عمق قليل بعد وقف إطلاق النار.

والهدف من ذكر الموضوع هو تأكيد قدرة المقاومة على القيام بمهام الدفاع عن لبنان على الرغم من الضربات القاسية الكبيرة التي تعرضت لها.

والسؤال المطروح الآن هل استعادت المقاومة جهوزيتها وباتت قادرة مجددًا على القيام بواجباتها؟

الجواب: قارب عدد الذين أصيبوا بتفجيرات البيجر واللاسلكي 3500 بينهم حوالي 30 شهيدًا ومع ذلك استطاعت المقاومة أن تدير معركة لـ 66 يومًا وأن تمنع الجيش "الإسرائيلي" من التوغل إلى عمق الجنوب وأبقت المعركة على الحد الأمامي فقط.

بالنظر إلى ما جرى بعد ضربتي البيجر واللاسلكي وما تلاهما من استشهاد القادة واستشهاد السيد حسن نصر الله ومن بعهده الأمين العام المنتخب السيد هاشم صفي الدين يمكن القول إن الحزب استعاد قدراته عبر ترميم الفجوات الناتجة عن المعركة وعلى رأسها عودة أكثر من 90% من جرحى تلبية النداء إلى مزاولة مهامهم الأولى وهو مؤشر مهم وأساسي للتعافي فضلًا عن أن الحزب أجرى خلال شهور ما بعد وقف إطلاق النار مراجعة دقيقة لكل ما حصل ووصل بالتأكيد إلى خلاصات في اعتماد الأنماط البديلة في كلّ المجالات وعلى رأسها وسائل الاتصال التي تُلغي أو في الحد الأدنى تخفف من قدرات الجيش "الإسرائيلي" في مسألتي التفوق بسلاح الجو والإحاطة المعلوماتية.

الكلمات المفتاحية
مشاركة