اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي  استغناء مفاجئ عن دبلوماسيين أميركيين كبار معنيين بسورية

مقالات

هل ينجح مخطط تقسيم سورية؟
مقالات

هل ينجح مخطط تقسيم سورية؟

142

يبدي مرجع وسياسي سوري أدى أدوارًا دقيقةً جدًّا، في الحقبة السابقة، "خشيته من احتمال تقسيم سورية، ولو كان هذا الاحتمال ضئيلًا برأيه"، لافتًا إلى أن "مخطط تقسيم المنطقة إلى دويلاتٍ طائفيةٍ ومذهبيةٍ، (علوية، درزية...) على سبيل المثال لا الحصر، يعود أي (المخطط) إلى حقبة الانتداب الفرنسي- الإنكليزي على هذه المنطقة، في العقود الأولى من القرن الفائت، ما يسهم في تعزيز وجود الكيان الصهيوني و"شرعنته" في هذه المنطقة". ويلفت أيضًا إلى أن "الفرنسيين أقاموا في تلك المرحلة "دويلة علويةً" في الساحل، وأصدروا نقودًا خاصة بهذه "الدويلة"، غير أن الثوار السوريين في الساحل، وعلى رأسهم الشيخ صالح العلي، رفضوا بشكلٍ قاطعٍ الانفصال عن سورية وعاصمتها دمشق، كذلك الأمر، بالنسبة لجبل العرب الذي يشكِّل الموحدون الدروز الغالبية السكانية فيه، فقد رفض ثوار هذا الجبل، وعلى رأسهم قائد الثورة السورية في وجه الاحتلال الفرنسي، سلطان باشا الأطرش، "مشروع الكانتونات المذهبية" في سورية والمنطقة". إذًا رفض الشعب السوري بمختلف مكوناته كل أشكال التقسيم وإقامة الدويلات الطائفية والمذهبية. ويختم بالقول: "أرجح أن الشعب السوري لا يزال متمسكًا بوحدة الأراضي السورية، رغم كل المأساة التي يعانيها راهنًا، بعد سقوط الدولة السورية، واغتصاب المسلحين التكفيريين للسلطة في دمشق راهنًا، ورغم كل ما مارسوه من قتلٍ وجرائمٍ على خلفيةٍ طائفيةٍ ومذهبيةٍ"، على حد تعبيره.

أضف إلى ذلك، فإن التوزيع الديموغرافي للمواطنين السوريين على امتداد الجغرافيا، لا يساعد أيضًا على تقسيم البلد. فجميع المحافظات السورية مختلطة، ولا يوجد أي محافظة يقتصر أبناؤها على لونٍ مذهبيٍ واحدٍ.

وهنا، لابد من الإشارة إلى أن جبل العرب أو السويداء، قد يكون الوحيد الذي تسكنه أغلبية من أبناء الموحدين الدروز، ولكن هذا الجبل لم يقتصر على هذه الأغلبية وحدها.

وفي شأن الوضع في شمال- شرق سورية حيث نفوذ "قوات سوريا الديمقراطية- قسد"، المدعومة من القوات الأميركية، فيسكنه أي (الشرق) خليط من الشعب السوري، يغلب عليه الطابع العربي، وإن كان تحت سيطرة "قسد" راهنًا، فإنه ما من قرية كردية هناك، إلا وحولها قريتان عربيتان. كذلك فقد أقيم في العام 1963 "حزام عربي" على الحدود المشتركة السورية- التركية، عندما غمرت مياه نهر الفرات، بعض القرى الواقعة في شمال شرق البلاد السورية، حيث أقامت لهم الدول قرى جديدةً، كي تعوق حركة الأكراد الموجودين في تركيا نحو الأراضي السورية، وبالعكس أيضًا. إذًا، إن منطقة الجزيرة الواقعة في الشرق السوري، هي منطقة متنوعة إثنيًّا وطائفيًّا ومذهبيًّا، ما يعوق أيضًا مخطط تقسيم البلاد.

وفي هذا الإطار، يجزم خبير في شؤون المنطقة، أن "محور المقاومة الذي دافع عن وحدة الأراضي السورية، وقدّمت المقاومة خيرة شبابها شهداء على هذا الطريق، حتمًا لن توافق ولن تؤيد أي شكلٍ من أشكال تقسيم البلاد السورية، تحت أي ظرفٍ من الظروف، على اعتبار أن المضي في تنفيذ مخطط إقامة كنتونات طائفية ومذهبيةٍ في المنطقة، لا يخدم إلا مصلحة العدو الإسرائيلي".

وفي الإطار عينه أيضًا، ترجّح مصادر سياسية سورية بنسبةٍ ضئيلةٍ، قيام نظام فيدرالي في الجمهورية العربية السورية، كالحكم القائم راهنًا في دولة الإمارات العربية المتحدة (أي منح المحافظات السورية بعض الامتيازات الخاصة، ولكن تحت سيادة السلطة المركزية في دمشق، وبعيدًا من الفدرلة على أساسٍ طائفيٍ مذهبيٍ". غير أن المصادر تستبعد "قيام نظام سياسيٍ كهذا في البلاد"، وترجح "تطبيق نظام اللامركزية الموسعة".

الكلمات المفتاحية
مشاركة