عين على العدو

سلّط الصحفي "الإسرائيلي" يوآف ليمور، في صحيفة "إسرائيل هيوم"، الضوء على الخلاف بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان "الإسرائيلي" إيال زمير حيال معركة غزة، قائلًا:" يجد رئيس الأركان نفسه في موقف لم يسبق أن واجهه أي من أسلافه: قيادة معركة لا يؤمن بها".
ووفقًا لـــ"ليمور"، حاول زمير بالوسائل كلها إقناع المسؤولين بأن "إسرائيل" وقعت طواعية في فخ استراتيجي، ولن تتمكن من القضاء على حماس ولن تستعيد "المخطوفين" (لأسرى)، وستدفع ثمنًا باهظًا من أرواح الجنود وستستنزف ما تبقى من الشرعية الدولية لها. إلا أن كلماته اصطدمت بجدار صلب: الاغتيال الفاشل في قطر قضى أيضًا على إمكان تأجيل المعركة من خلال "صفقة"".
وفي حديثه أمام اللجنة الفرعية للجنة "الخارجية والأمن" في "الكنيست"، توسّع زامير -وفقًا لما نقله عنه ليمور- في الحديث عن العقيدة الأمنية "الإسرائيلية" التي تعتمد على ثلاثة أعمدة رئيسة: حروب قصيرة والتوافق الداخلي و"الشرعية" الدولية. وهذه الأعمدة الثلاثة -وفقًا لزامير- تعاني عجزًا مقلقًا، فالحرب مستمرة منذ عامين من دون أفق واضح، و"الجمهور الإسرائيلي" (المستوطنون) منقسم بشأنها، ومعظمهم يؤيد إنهاءها في جزء من "صفقة" لاستعادة "المخطوفين"، في حين أن المجتمع الدولي معادٍ لـ"إسرائيل"، وقد سافر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إلى إسبارطة" للتحذير مما قد ينتظر "إسرائيل" في المستقبل.
كما اعترف زامير أنه لا يعرف إلى أين تتجه الحرب، قائلًا:" إن رئيس الوزراء لا يطلعه على خططه. وهذا أيضًا أمر غير مسبوق، وليس فقط من حيث التعامل مع رئيس الأركان بصفته عنصرًا معارضًا، في غياب الاتجاه والهدف، لا فرصة للجيش "الإسرائيلي" لتحقيق ما يُتوقع منه -وهو غير ملم به- وسيظل يتعثر ويستنزف الموارد، وقد يفشل".
ولفت زامير إلى أنه للحكومة الحق في اتخاذ قرار يخالف رأي رئيس الأركان، وواجبها أن تشرح لـ"الجمهور" (المستوطنين) سبب ذلك، أن تشرح له كيف تنوي القضاء على حماس، وكيف تعتزم استعادة "المخطوفين"، وكيف ستعيد بناء مكانة "إسرائيل" الدولية، وكيف ستخفف العبء عن الجيش "الإسرائيلي"، وخاصة على أفراد تشكيل الاحتياط، وكيف ستسهم في إعادة بناء "المجتمع" (الكيان)، فبدلًا من تقليل عدم اليقين، تزيد الحكومة من الشكوك والقلق، وتجعل "إسرائيل" تدخل العام "العبري" الجديد في أعقد ظروفها التاريخية.