اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي العمّال اللبنانيون رهائن الانهيار والشلّل القضائي

عين على العدو

استقالة وزير الشؤون الاستراتيجية تثير قلقًا حول ملفات حساسة لدى نتنياهو
عين على العدو

استقالة وزير الشؤون الاستراتيجية تثير قلقًا حول ملفات حساسة لدى نتنياهو

فراغ سياسي وأمني في "إسرائيل" بعد استقالة ديرمر 
50

رأى مراسل "القناة 12 الإسرائيلية" في واشنطن باراك رابيد أن الفراغ التي خلّفته استقالة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر داخل الدائرة السياسية - الأمنية لرئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو لا يزال بعيدًا عن الامتلاء. 

ونقل عن مسؤولين "إسرائيليين" وأميركيين قولهم إن مغادرة ديرمر أوجدت حالة من الارتباك وانعدام اليقين في معالجة عدد من القضايا الحساسة، وفي مقدمتها العلاقات بين "إسرائيل" والولايات المتحدة.

ورأى رابيد أن غياب ديرمر يبرز بشكل خاص في ظل الاستعدادات للّقاء المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في منتجع "مار-آ-لاغو"، والمقرر عقده خلال أقل من أسبوعين.

وإذ لفت رابيد إلى أنه "على مدى 11 عامًا، كان ديرمر رجل نتنياهو في البيت الأبيض، وتولى إعداد اللقاءات مع ثلاثة رؤساء أميركيين"، قال إن ديرمر كان واحدًا من أقرب المقرّبين إلى نتنياهو لسنوات طويلة، حتى باتا لا ينفصلان تقريبًا. وخلال تلك السنوات لُقّب ديرمر بـ"عقل بيبي"، لكنه كان أيضًا ذراعه الطويلة في الخارج".

وبالنسبة إلى نتنياهو، المعروف بأسلوب عمله المركزي، كان ديرمر ملائمًا له تمامًا، وفقًا لرابيد، فقد أوكل إليه معالجة أكثر الملفات السياسية - الأمنية حساسية، وغالبًا ما كان ذلك في إطار من السرية التامة بعيدًا عن بقية المنظومة "الإسرائيلية"، وهو نهج ازداد حدّة مع مرور الوقت. وكون ديرمر رجل ثقة متحفظًا لنتنياهو، والعمل المشترك بينهما لسنوات طويلة، جعلا كل قائد أو مسؤول رفيع أو سياسي في العالم يتحدث مع ديرمر يدرك أنه يتحدث فعليًا مع نتنياهو نفسه.

وأكد رابيد أن "هذه المكانة التي حظي بها ديرمر لدى محاوريه في مختلف أنحاء العالم مكّنته من تنفيذ تحركات سياسية مهمة وإبرام صفقات دبلوماسية، واليوم، لا يوجد أي صاحب منصب آخر داخل المنظومة "الإسرائيلية" يمتلك قدرة مماثلة".

كما قال رابيد إن ديرمر كان مسؤولًا عن العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ثم مع إدارة ترامب خلال توليه منصب وزير الشؤون الاستراتيجية، وكذلك عن الملف الإيراني، وعن الجهود الرامية إلى دفع اتفاق سلام مع السعودية، غير أن هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر أدى إلى توسيع مهامه وصلاحياته ونفوذه أكثر من أي وقت مضى، فقد أصبح المسؤول عن ملف "اليوم التالي" في قطاع غزة، وعُيّن رئيسًا لطاقم المفاوضات "الإسرائيلي" بشأن صفقة الأسرى. كما كان حلقة الوصل المركزية مع دولة الإمارات ودول عربية أخرى، وأدار المفاوضات حول وقف إطلاق النار مع لبنان، ولعب دورًا محوريًا في اتخاذ القرارات التي قادت إلى حرب الأيام الاثني عشر مع إيران، وقاد المفاوضات التاريخية مع سورية عقب سقوط نظام بشار الأسد.

خلف الكواليس

وتابع رابيد: "عندما أعلن ديرمر استقالته من منصبه الحكومي في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، كان التقدير السائد في الحكومة "الإسرائيلية"، وفي البيت الأبيض، وفي عواصم عديدة حول العالم، أنه سيواصل الانخراط في العمل. وكان الاعتقاد أن ديرمر سيعمل مبعوثًا خاصًا من قبل نتنياهو في المفاوضات مع سورية ولبنان، وفي الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات مع السعودية. وكان من المفترض أن يكون النموذج قريبًا من الطريقة التي عمل بها المحامي يتسحاق مولخو بين عامي 2009 و2017، غير أن الأسابيع الأخيرة أظهرت أن هذا ليس هو الواقع. فقد أسهمت صعوبات قانونية في بلورة منصب "المبعوث الخاص"، إلى جانب رغبة حقيقية لدى ديرمر في الانفصال، قانونيًا وفعليًا، عن العمل الحكومي، في الوصول إلى هذه النتيجة".

صورة الوضع

سورية

يردف رابيد أنه بعد أيام قليلة من استقالة ديرمر، كان من المقرر أن يلتقي في روما بوزير الخارجية السوري لعقد جولة مفاوضات خامسة، غير أن مصدرًا مطّلعًا على التفاصيل أفاد بأن جولة المحادثات أُلغيت في اللحظة الأخيرة بعدما تبيّن أن ديرمر لا يستطيع تمثيل "إسرائيل" في المفاوضات بصفته شخصًا خاصًا. ولم تؤدِّ مغادرة ديرمر إلى تعليق المفاوضات مع سورية فحسب، بل أسهمت أيضًا في تصعيد الموقف. فقد كان ديرمر عامل كبح في محيط نتنياهو فيما يتعلق بسورية، ودفع نحو استغلال الفرصة والتوصل إلى اتفاق. ومع غيابه تعزّز نفوذ وزير الحرب إسرائيل كاتس، الذي يدفع باتجاه نهج أكثر عدوانية تجاه سورية.

ولفت رابيد إلى أن نتنياهو أبلغ هذا الأسبوع المبعوث الأميركي توم باراك، الذي يتوسط بين سورية و"إسرائيل"، بنيّته تعيين ممثل جديد عنه خلال أيام قليلة لقيادة المحادثات بدلًا من ديرمر.

لبنان

بحسب رابيد، وقبيل مغادرة ديرمر، قرر نتنياهو نقل المسؤولية عن الملف اللبناني إلى السفير في واشنطن يحيئيل لايتر، وإلى نائب رئيس مجلس الأمن القومي يوسي درازنين. ومن المتوقع أن يشارك الاثنان هذا الأسبوع في الجولة الثانية من المفاوضات مع ممثلي الحكومة اللبنانية.

غزة

ويشير رابيد إلى أن نتنياهو عيّن رجل الأعمال مايكل آيزنبرغ ممثلًا عنه لشؤون تنفيذ الاتفاق الرامي إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، ولا سيما في ما يتعلق بالاتصالات حول هذا الملف مع إدارة ترامب. ويُعد آيزنبرغ، ظاهريًا، "نسخة ديرمر"؛ إذ هاجر من الولايات المتحدة ويُعرَف بقربه من الحزب الجمهوري. غير أنه أقل خبرة من ديرمر، وأبعد عن نتنياهو، ولا يُنظر إليه في البيت الأبيض بوصفه صاحب سلطة. وفي ظل غياب ديرمر، بات مبعوثا الرئيس ترامب، جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، يتواصلان مباشرة مع نتنياهو، وأحيانًا عدة مرات في الأسبوع.

إيران

أما في إيران، فقد كان ديرمر الجهة الأساسية التي تشاور معها نتنياهو في الملف الإيراني، بحسب رابيد، ومن دون ديرمر، سيعتمد نتنياهو بدرجة أكبر على القائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي غيل رايخ، وعلى رئيس جهاز الموساد دادي بارنيع. ويسعى نتنياهو إلى تعيين مستشار جديد للأمن القومي قريبًا بدلًا من تساحي هنغبي، الذي أُقيل قبل نحو شهرين. ومن المأمول أن تكون الخبرة في الشأن الإيراني أحد الشروط الأساسية لتولي هذا المنصب.

الولايات المتحدة

وقد كان ديرمر بمثابة مؤسسة قائمة بذاتها في واشنطن. فكل من انخرط في السياسة وصنع القرار في الحزبين الجمهوري والديمقراطي كان يعرف من هو، بحسب رابيد، والعلاقة التي بناها ديرمر مع ترامب كانت استثنائية. فقد عمل الاثنان بشكل وثيق خلال الولاية الأولى لترامب في البيت الأبيض، لكنهما اقتربا أكثر خلال الولاية الثانية. وكان لديرمر دور محوري في المصالحة بين نتنياهو وترامب.

ولا يوجد أي طرف في محيط نتنياهو أو في الحكومة "الإسرائيلية" الحالية قادر على إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة بالطريقة نفسها. سيتولى السفير لايتر معالجة جزء كبير من هذه العلاقة، لكنه يفتقر إلى الثقل السياسي والخبرة وشبكات العلاقات التي كان يتمتع بها ديرمر. والنتيجة أن نتنياهو سيُضطر إلى الانخراط شخصيًا، وبصورة متزايدة، في مزيد من جوانب العلاقات مع الولايات المتحدة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة