تحقيقات ومقابلات
الرئيس لحود في رسالة عبر "العهد" : تحقّقت أمنيتك يا سيّد وستتحقّق أهدافك
الرئيس لحود في ذكرى استشهاد السيد الأسمى: ذكرى تدعو للفخر والاعتزاز لا للحزن
تكاد لا تخلو "جلسات" السنوات السابقة مع رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود من الحديث عن سيّد شهداء الأمة الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله. في الكثير من المقابلات الصحفية، كان غالبًا ما يستحضر سماحة السيد. يتحدّث بشغف عن المحطات التاريخية التي كانا فيها معًا، فيعود بالذاكرة إلى عقود مضت، يُشهَد فيها للرئيس لحود أنّه كان من القادة القلائل الذين لم يساوموا على السيادة والكرامة الوطنية، حتى منحه السيد الوسام الأغلى على قلبه، لقب "الرئيس المقاوم". وعليه، لم تكن العلاقة بين سيّد المقاومة والرئيس المقاوم عادية، تمامًا كأصحابها. هي علاقة متّنتها الظروف الاستثنائية التي مرّت على لبنان، وغذّتها الروح القيادية للسيد والعماد الذي وصف الشهيد الأسمى بـ"الأخ العزيز".
منذ اليوم الأوّل للقائمهما، اتفقا على المبادئ ومن أبرزها قوّة لبنان في قوّته. جمعهما حبّ الوطن، وسارا على الهدف نفسه طيلة العقود الماضية. ولم يكن نبأ استشهاد سماحة السيد سهلًا على الرئيس لحود، الذي عبّر عن ألمه لدى نعي السيد الشهيد، واصفًا إياه بالشخصيّة الاستثنائيّة. وفي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رفيق المحطات المفصلية في تاريخ لبنان، يُوجّه الرئيس السابق العماد إميل لحود رسالة عبر موقع "العهد" الإخباري، قائلًا: "لمناسبة مرور عام على استشهاد الأخ العزيز السيد حسن نصر الله، أوجه رسالة الى كل إنسانٍ حرّ في العالم، وخصوصًا في لبنان، وبالتحديد الى شباب المقاومة، وهم كانوا وسيبقون أصحاب عزّ وقضيّة".
ويُضيف الرئيس لحود "هذه الذكرى ليست للحسرة والحزن، بل تدعو الى الفخر والاعتزاز وهي مناسبة لتذكير العالم كلّه بأنّ صاحب القضيّة لم يتأخّر عن الشهادة، وقد سبقه نجله، دفاعًا عن قضيّته، وهو ليس في وارد أن يترك رفاقه الذين ما زالوا جاهزين لمواجهة مشاريع الغطرسة "الإسرائيليّة"".
يعود الرئيس لحود بالذاكرة لسنوات مضت التقى خلالها بسماحة السيّد، فيقول: "منذ اليوم الأول للقائنا بالمقاومة، وخصوصًا بك يا سيّد، لم نلتقِ إلا في ما ندر لأنّه لم تكن هناك حاجة، إذ اتّفقنا تمامًا على المبادئ ومن أبرزها أنّ قوّة لبنان في قوّته، وكنت تردّد أنّك لا تريد أن تغادر الدنيا إلا شهيدًا وها هي أمنيتك تحقّقت، والأهداف التي سعيت من أجلها طيلة حياتك ستتحقّق أيضًا، بدءًا من عودة اللاجئين الفلسطينيّين من العالم كلّه، وخصوصًا من لبنان، الى أرضهم بدل محاولة إبادة شعب وتهجيره، بدليل أنّ الأكثريّة الساحقة من الدول صوّتت لصالح حلّ الدولتين، وسيتحقّق بعدُ الكثير بفضل تضحياتك وتضحيات الأبطال من رفاقك، وسنبقى إلى جانبهم، الى أن نلقاك من جديد".
يُشير الرئيس لحود الى "البصيرة" التي تمتّع بها السيد، فيقول: "ما نراه اليوم هو ما نبّه منه السيّد الشهيد، فالوقت والصبر هما لصالح القضيّة، والدليل أنّ العالم يتحرّك اليوم تضامنًا ضد الإبادة التي تحصل في غزة ما يُثبت أنّ التضحيات لم تذهب سدى، والمعركة ليست فقط بالسلاح بل بالعزيمة".
وفي معرض كلامه، لا يغيب عن بال الرئيس لحود "مجزرة البيجر"، فيضيف: "أحيينا، منذ أيّام، الذكرى السنويّة لعمليّة الغدر المسمّاة عمليّة "البيجر"، وهي محاولة اغتيال أكثر من عشرة آلاف شخص فقدوا بصرهم ولكنّهم لم يفقدوا بصيرتهم الثاقبة والإستراتيجيّة الداعمة للمقاومة".