اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي تحضيرات مكثّفة في مقام السيد عباس الموسوي لإحياء الذكرى السنوية لاستشهاد السيدين

خاص العهد

خاص العهد

شقيقة السيد الأسمى لـ"العهد": كان أمان السنين وهكذا ودّع والدته

122

هو فراق الأحبّة، يصعب فيه الحديث واستحضار ما سَلَف، فكيف مع قائد تاريخي يستحيل تكراره. حالُ عائلة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله قد يكون الأصعب بين أحوال شعبه ومُحبّيه. ظروفٌ شاقّة عاشتها في حياته، وفي آخر محطّات عمره الجهادي. 

عَنَت العائلة كثيرًا للسيد. على الرغم من المتاعب والمراحل القاهرة والمُرهقة في يومياته، لم يُهمل سماحته أيّ تفصيل مُتعلّق بوالديْه، أشقّائه، وعائلته الصُغرى وأبنائه. الرحِم كان بالنسبة إليه أولوية دينية وأخلاقية وإنسانية. بعد عام على الارتقاء، تستعيد شقيقته، السيدة أمينة نصر الله، في حديث لموقع "العهد" الإخباري بعضًا من جوانب وطبيعة هذه العلاقة الأُسرية.

الأخ البارّ

بحسب السيدة أمينة، السيد كان رفيق الروح وأمان السنين. كان حنونًا يدفق عطفه على المحبّ والمُشتاق، تُناديه بلا ألقاب "خيي". ووفق كلامها، حرص السيد على مواكبة شؤون إخوانه وأخواته في كلّ المناسبات دون أن ينسى أيًّا منها، يتابع أمورهم بالمباشر أو غير المباشر. يقدّس الجلسات العائلية، يعطي تراتبية من الكبير الى الصغير، يسأل عن أحوالهم ودراستهم واختصاصاتهم. 

وتضيف "كان يستسفر مني عن مسائل أُصدم حين أعرف أنه يدري بها، فكان أخي وصديقي وكلّ شيء حتى لأحفادي وأحفاد أشقّائي، كان أبانا مع وجود الوالديْن".

هذه الشخصية الاستثنائية برأي السيدة أمينة، مردُّها الى أن اللّه إذا أحب انسانًا ميّزه منذ صغره بسلوكه وتصرفاته وأفعاله. فكانت محبّته تُحيط بالعائلة الكبيرة من الجدّ والأعمام الى إخوانه وأخواته. بخُلق حسن وطيبة وتسامح مع الجميع، لم يبدر منه في حياته أيّ تصرف منافٍ أو غير لائق.

وداع الوالدة

تصف السيدة أمينة علاقة الأمّ والأبّ مع السيد قائلةً: كـ"حضرة النبي يوسف(ع) لوالديْه.. شأنه عظيم، منحَ والديه كرامةً في الدنيا والآخرة". 

وفاة الوالدة شكّل حدثًا مؤلمًا جدًا للسيد ولا سيّما أنه كان بارًا بأمّه وأبيه طيلة حياته كما تقول السيدة أمينة التي تُشير الى أن سماحته كان متأثّرًا بوفاتها وصلّى عليها، ثمّ دعا لها وودّعها بحرقة، دون أن يحضر جنازتها في اليوم التالي، فالأوضاع كانت ما زالت مُربكة بسب حرب غزة، وإمكانية الاجتماع به صعبة جدًا.

آخر لقاء 


اللقاء العائلي الأخير بين السيد وإخوانه وأخواته حصل قبل 4 أشهر من الاستشهاد، رغم مشقّة التواصل وخصوصًا إبّان إدارته لمعركة الإسناد وهي التي كانت ممتدّة منذ ما بعد انتهاء حرب تموز 2006. حينها، عمل على لقاء أشقّائه لمواساتهم بعد وفاة الوالدة، على ما تورد السيدة أمينة التي تتذكّر جيدًا كيف خرجت وشقيقاتها من الجلسة حزينات يتخيّلن مدة اللقاء المقبل الذي سيطول، لكن دون توقّع أن الجلسة كانت الأخيرة.

تجرّعت عائلة السيد الفقْد بالصبر والاحتساب عند الله والتسليم بمشيئته. وهي ترى اليوم أن مسيرته وما أسّس وكرّس من تعاليم جهادية وإسلامية وإنسانية وأخلاقية مستمرة عبر توجيهاته ومحاضراته للأجيال القادمة. هكذا تتحدّث السيدة أمينة وتختم "استشهد حتى نبقى، وعمل كي نُكمل. باقٍ ما بقيت النفس والروح والهواء والليل والنهار، كما كان يعدنا بالصبر نحن على وعده بالصبر حتى النصر أو الشهادة".

الكلمات المفتاحية
مشاركة