عربي ودولي

هاجمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الخميس، 13 قاربًا متّجهًا نحو قطاع غزّة المحاصر، وعلى متنها ناشطون أجانب ومساعدات إنسانية، وفقًا لمنظمي "أسطول الصمود".
وقبل الهجوم "الإسرائيلي"، تأهب الأسطول إلى أقصى حد تحسبًا لاعتراض "إسرائيلي" وشيك له، إذ رصدت نحو 20 سفينة حربية "إسرائيلية" على مقربة من الأسطول، كما جرى رصد ألغام بحرية في المنطقة.
ويضم أسطول الصمود، والذي انطلق نهاية أغسطس/آب الماضي من إسبانيا، 44 سفينة تقل نحو 500 شخص، بينهم برلمانيون ومحامون وناشطون حقوقيون، ويحمل مساعدات من أدوية وأغذية إلى قطاع غزّة، من أكثر من 40 دولة. وأظهر مقطع فيديو نشرته وزارة خارجية كيان الاحتلال "الإسرائيلي، الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبري جالسة على سطح أحد القوارب محاطة بجنود الاحتلال.
العدو يقرّ بفعلته
قالت وزارة خارجية العدو عبر منصة "اكس": "جرى إيقاف عدّة قوارب لأسطول الصمود "بأمان"، ويجري نقل ركابها إلى ميناء "إسرائيلي"، حيث ستبدأ إجراءات ترحيلهم إلى أوروبا".
المنظّمون
نشر المنظمون عبر تطبيق "تلغرام" للتواصل الاجتماعي عدّة مقاطع فيديو لرسائل من المشاركين، ظهر فيها بعضهم وهم يحملون جوازات سفرهم، ويؤكدون أنهم "اختُطفوا واقتيدوا إلى "إسرائيل" رغمًا عنهم"، مشددين على أنّ مهمتهم "إنسانية وسلمية". وندّد منظمو الأسطول بمهاجمة قوات الاحتلال، ووصفوها بأنّها "جريمة حرب"، قائلين إنّ الجيش "الإسرائيلي" استخدم أساليب عدائية، منها توجيه خراطيم المياه نحو القوارب.
وأكدوا أنّ القوارب اعتُرضت في المياه الدولية، على بعد نحو 70 ميلًا بحريًا من غزّة، وجرى التشويش على اتصالات المشاركين، وحتى على البث المباشر بالكاميرات.
تضامن دولي مع "أسطول الصمود"
في هذا السياق، ندد متظاهرون إيطاليون في عدّة مدن بالهجوم "الإسرائيلي" على "أسطول الصمود" واحتجاز الناشطين المشاركين على متن سفنه. وفي العاصمة الألمانية برلين، أغلق متظاهرون محطة القطارات المركزية تنديدًا بالإجرام "الإسرائيلي". وكذلك، تظاهر العشرات أمام السفارة الأميركية في نواكشوط، عاصمة موريتانيا، استنكارًا للهجمات "الإسرائيلية". وفي تونس، خرجت تظاهرات منددة بالاعتداءات "الإسرائيلية".
وأدان الرئيس البوليفي لويس أرسي الهجوم الوحشي الذي شنته "إسرائيل" على "أسطول الصمود العالمي"، واصفًا ذلك بـ"العمل العنيف" الذي يشكل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وإهانة للكرامة الإنسانية". وأكد أرسي أن سياسة الإرهاب التي ينتهجها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ضد شعب، يعاني بسبب الحصار والجوع والاحتلال والإبادة، تستوجب إدانة شاملة. كما دعا المجتمع الدولي والمنظمات متعددة الأطراف وشعوب العالم الحرة إلى التعبئة ضد ما وصفه بـ"الوحشية الجديدة"، قائلًا إنّ :"الصمت تواطؤ، واليوم أكثر من أي وقت مضى يجب على البشرية أن تقف إلى جانب العدالة والحياة".
بدوره، قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إنّ نتنياهو: "ارتكب جريمة دولية جديدة". وعبّر بيترو عن خيبة أمله من مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ"السلام" الذي ظنّ في بدايته أنه يهدف إلى توفير الطعام لغزة، لكنّه اكتشف لاحقًا أنه "خطة سلام مع أناس ماتوا جوعًا".
كذلك، أدانت وزارة الخارجية الفنزويلية بأشد العبارات ما وصفته بعمل القرصنة الجبان الذي نفذته قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ضد أسطول الصمود العالمي. وأكدت الوزارة أن حصار المساعدات الإنسانية يمثل: "أداة حرب متعمدة، واستمرارًا لسياسات الإبادة باستخدام التجويع"، مضيفةً أنّ "التهديد الحقيقي الوحيد للسلام العالمي هو الصهيونية". وشددت على أن الصهيونية: "أيديولوجيا استعمارية وفصل عنصري تنتهك القانون الدولي والكرامة الإنسانية بشكل ممنهج"، مجددةً تضامنها الثابت مع الشعب الفلسطيني ومع من يخاطرون بسلامتهم لإبقاء شعلة الإنسانية متقدة.
أيضًا، أعربت الحكومة التشيلية عن قلقها البالغ إزاء اعتراض "إسرائيل" لقافلة أسطول الصمود العالمية في أثناء توجهها إلى غزة، معتبرةً أنّ هذا الاعتراض "يمثل انتهاكًا لحرية الملاحة التي تكفلها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، ويخالف الالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي"، مطالبةً "بالتقيد المطلق بقواعد القانون الدولي، وضمان سلامة وأمن المتطوعين وطاقم الأسطول".
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها تتابع عن كثب مسار: "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى غزة، وأنها "تولي سلامة مواطنيها على متن السفن أولوية قصوى في جميع الظروف". وأضافت أن: "وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية تعبّئت، بشكل كامل، وهي على تواصل وثيق مع شركائها الأوروبيين في هذا الشأن".
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ العدوان "الإسرائيلي" على قافلة الصمود المناصر للفلسطينيين انتهاك صارخ للقانون الدولي وعمل إرهابي. ورأت الوزارة أنّ استمرار التطهير العرقي والإبادة التي يقوم بها الاحتلال "الإسرائيلي" يحتم على المجتمع الدولي محاسبته.
كما أشار الأمين العام لحزب العمال التونسي حمه الهمامي أنّ ما جرى مع "أسطول الصمود" هو: "جريمة بدأت من تونس"، داعيًا إلى استغلال الزخم الشعبي الذي أثارته غزة من أجل تصعيد الضغط على الاحتلال. ودعا الهمامي إلى "محاصرة السفارة الأميركية في تونس"، مؤكدًا أهمية تحرك النقابات من أجل تجريم التطبيع، وقال: "نحن في تونس نضع هذا التجريم في مقدمة نشاطاتنا".
كذلك، دعت التنسيقية الجزائرية إلى نصرة الشعب الفلسطيني الحكومة الجزائرية إلى التحرك العاجل ضد ما وصفته بـ"الهجمات الصهيونية" على أفراد أسطول الصمود.
بدوره، لفت رئيس وزراء باكستان شهباز شريف إلى أنّ: "الهجوم الذي شنّته القوات الصهيونية على أسطول الإغاثة العالمي الصمود واعتقال ركّابه عمل جبان"، مشددًا على إدانته ومطالبًا بالإفراج الفوري عنهم.
كما استنكر عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله في اليمن محمد الفرح الاعتداء "الإسرائيلي" على "أسطول الصمود العالمي" والسيطرة على سفنه المدنية، مؤكدًا أن: "صمت المجتمع الدولي يشجع العدو على المزيد من الجرائم"، داعيًّا إلى "تحرّك عاجل من الأحرار كلهم في العالم لرفع الحصار عن غزة".