خاص العهد
أحيا المركز الإسلامي للتبليغ بالتعاون مع تجمع العلماء المسلمين، الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد سيد شهداء الأمة؛ سماحة السيد حسن نصر الله (رض) ورفيقه في الدرب؛ سماحة السيد هاشم صفي الدين (رض)، بإقامة الملتقى الديني الروحي الأول في مجمع أهل البيت (ع) في بيروت-الجناح.
الفعالية التي انعقدت عصر الخميس 2/10/2025، بحضور حشد من العلماء والفعاليات الدينية والاجتماعية والثقافية من مختلف الطوائف، شكّلت مناسبة لتجديد العهد مع خط المقاومة وقادتها، والتأكيد على أن دماء القادة الشهداء ستبقى نبراسًا يهدي الأمة في مواجهة التحديات والفتن.
الكلمات التي أُلقيت في الملتقى شددت على أن الشهيدين السيدين نصر الله وصفي الدين لم يكونا مجرد قائدين سياسيين، بل كانا مدرستين في الفكر والعقيدة والجهاد، وأن شهادتهما تفتح مرحلة جديدة من الحضور الإيماني المقاوم في وجدان الأمة.
المستشار البطريركي جورج صليبا: أحببت السيد نصر الله وتأثرت كثيرًا لغيابه
لم يكن الملتقى الديني الروحي الأول، مجرّد مناسبة خطابية أو وقفة رمزية، بل كان محطة وجدانية يلتقي فيها صوت الروح مع لغة الوفاء. وفي هذا السياق، عبّر المستشار البطريركي في دير مار غبريال (بيت السريان)، المطران جورج صليبا، عن مشاعره الفيّاضة تجاه الشهيد القائد، بكلمات امتزج فيها الحزن بالوفاء، والاعتراف بفضله بالشهادة على نُبله.
وقال صليبا في تصريح لموقع العهد الإخباري على هامش الملتقى: "لقد تعرَّفت الشهيد السيد حسن نصر الله عبر أكثر من مناسبة، وكنت أرى فيه شخصية فريدة، تمتاز بالنباهة والفصاحة والخلق الطيب. كنت أتابع خطبه على شاشة التلفزيون، فأقف مدهوشًا أمام لغته العربية الأصيلة التي كان يتقنها إتقانًا بليغًا، لا يترك لمستمعه مجالًا إلا للإصغاء بخشوع وإعجاب".
وأضاف: "ما شدّني أكثر في شخصيته أنّه كان يعرف كيف يملك زمام نفسه: إذا غضب كتم غيظه بحكمةٍ واتزان، وإذا فرح أشرق قلبه بما يحمله من صدقٍ ومحبة. تلك الصفات جعلتني أقترب منه بالروح، وأحببته دون أن ألتقيه عن قرب، بل من خلال حضوره وكلماته".
وتابع صليبا بتأثر: "إنّ غيابه لم يكن بالنسبة لي مجرّد غياب رجل، بل فقدان قمّةٍ من قمم الأمة، ورمزٍ جمع حوله قلوب الناس على اختلاف مشاربهم. تأثرت كثيرًا لرحيله، واعتبرت استشهاده خسارة كبرى لا تعوّض بسهولة".
وختم بالقول: "رحمه الله وجعل نصيبه مع الشهداء الأمينين الذين وهبوا حياتهم في سبيل الحق، فصاروا مناراتٍ خالدةً على درب الإنسانية والإيمان".
مالك عزام: المناسبة أليمة لكنها إرث ينقل إلى الأجيال لمواصلة النهج
بدوره عضو "اللقاء اللبناني المستقل" الشيخ مالك عزام عبّر في تصريحه لموقعنا عن عمق الحزن الممزوج بالمسؤولية الكبرى التي تركها القادة الشهداء في وجدان الأمة.
وقال عزام: "إنها مناسبة أليمة، تغمر قلوبنا بالأسى لفقدان رجال عظام، لكنها في الوقت عينه إرث عظيم نُقل إلينا، لنحمله بأمانة ونور، ولينتقل بدوره إلى جيل جديد يتسلّم مسؤولية جسيمة: مسؤولية المضي في هذا النهج المبارك الذي خطّه الشهداء بدمائهم".
وأضاف: "اليوم نجتمع إخوة، متوحدين تحت راية المحبة والسلام والإسلام، لا لنذرف الدموع فقط، بل لنعلن أن رسالتنا هي صون هذا النهج، وحماية هذه الأمانة، والسير قدمًا على الطريق نفسه، حتى تتحقق القيم والمبادئ التي ضحّى من أجلها قادتنا".
وتابع قائلاً: "الوفاء الحقيقي للشهداء ليس بالكلمات وحدها، بل بمتابعة الدرب الذي سلكوه، وبإكمال الرسالة التي استشهدوا لأجلها. وفي طليعة هؤلاء الشهداء الخالدين، سيد شهداء الأمة؛ سماحة السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه) الذي بدمه وتضحياته رفع الأمة إلى مقامات العز والكرامة".
وختم عزام: "هذه هي رسالتنا، وهذا هو عهدنا، أن نظل أوفياء، أن نحفظ الأمانة، وأن نبقى على خط الشهداء حتى آخر الدرب".
وفد من المشايخ العلويين: الذكرى أليمة لكن النصر للمقاومة
وأكّد وفد من المشايخ العلويين في تصريح لموقعنا أنّ وقع المناسبة عظيم على قلوب اللبنانيين جميعًا، مشيرًا إلى أنّها لحظة أليمة بكت لها العيون، لكنها في الوقت نفسه أعادت التمسك بخيار المقاومة ونهج الشهداء.
وقال الوفد: "اللسان يعجز عن التعبير أمام هذه الذكرى الأليمة التي مرّت على اللبنانيين، ذكرى بكت لها العيون، وزادت من وجع القلوب في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها بلدنا. ومع كل هذا الألم، نستمد العزم من دماء الشهداء، ونسأل الله أن يحمي لبنان وأهله من كل شرّ".
وأضاف: "الخطر ما زال محدقًا، فالعدو "الإسرائيلي" يتربص بنا في كل لحظة، يسعى لنهب ثرواتنا واستغلال مقدراتنا، ولا يتورع عن إثارة الفتن وزرع الفرقة بين أبناء الوطن الواحد".
وختم الوفد بالقول: "نحن على يقين أن دماء الشهداء ستحبط كل مؤامرات العدو، وأن النصر سيبقى حليف المقاومة، والخلود سيكون للشهداء الأبرار الذين صنعوا بعزيمتهم تاريخ لبنان المقاوم".
الشيخ حمّود: الملتقى خطوة مباركة في طريق وحدة الأمة
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة؛ الشيخ ماهر حمّود رأى أنّ "هذه الفعالية، رغم تواضعها أمام حجم المأساة بفقدان القادة الشهداء، تشكّل لبنة أساسية على طريق بناء المقاومة وتعزيز حضورها".
وقال الشيخ حمّود في حديث لموقعنا على هامش الملتقى: "هذا المؤتمر يتواضع أمام عظمة المصاب الذي نزل بنا بفقدان قادتنا الشهداء، ولكنه في الحقيقة لبنة على طريق بناء المقاومة، هذا البناء الذي لن يكتمل إلا بتضافر جهود العلماء، وتلاقي الكلمة، وتحقيق وحدة المسلمين، وحدة الأمة، ووحدة لبنان".
وأضاف: "إنها خطوة مباركة في الاتجاه الصحيح، تفتح الأفق أمام المزيد من اللقاءات الجامعة التي تكرّس ثقافة الوحدة وتُسقط كل محاولات التفرقة التي يسعى إليها العدو".
وختم الشيخ حمّود بالقول: "هذه الروح الجامعة هي الضمانة الحقيقية لمستقبل المقاومة، وهي الوفاء العملي للشهداء الذين ضحّوا بأنفسهم كي تبقى الأمة عصيّة على التفرقة والهيمنة".
الشيخ علي سليم: الشهيدان جسّدا أسمى معاني الثبات
أما الشيخ علي سليم فأكد في حديث لموقعنا أنّ" الشهيدين جسّدا أسمى معاني الثبات على المبادئ والقيم التي عاشا من أجلها واستشهدا دفاعًا عنها".
وقال الشيخ سليم: "ينطبق على هذين السيدين الشهيدين أنهما اجتمعا على الثبات على المبادئ التي عاشا واستشهدا من أجلها، مبادئ الحرية والسيادة والدفاع عن الحق في مواجهة الظلم والاستكبار، والانتصار للمظلومين والمستضعفين في هذه المنطقة والعالم".
وأضاف: "إن وجودنا اليوم في هذه المناسبة هو تأكيد جديد على أن قضية فلسطين ستبقى القضية المركزية للأمة، وهي البوصلة التي لا تنحرف مهما حاول العدو أن يزرع الفتن ويصنع الأزمات".
وختم قائلًا: "كل ما يرتكبه العدو الأمريكي و"الإسرائيلي" من جرائم ومجازر بحق قيادتنا، وأوطاننا، وشعوبنا، لن يفتّ في عضدنا، ولن يزعزع عزيمتنا. سنبقى ثابتين وصامدين حتى يتحقق النصر الموعود".