منوعات

حقَّق باحثون في كلية الطب في "جامعة إنديانا" الأميركية تقدّمًا مهمًا في تطوير نوع جديد من الإنسولين الذكي، يُقلّل من نوبات انخفاض السكر في الدم، ويُمثّل خطوة واعدة نحو علاج مبتكَر لمرضى السكري من النوع الأول.
ونُشرت نتائج الأبحاث، الخميس 9 تشرين الأول/أكتوبر 2025، في دورية "علوم الصيدلة والتحويل الحيوي"، وقال الباحثون، إنّ "العلاج المبتكَر يفتح الباب أمام تطوير أشكال طويلة المفعول من الإنسولين تُسهم في رفع مستوى الراحة وجودة الحياة للمرضى".
والإنسولين الذكي الجديد هو بروتين مُصمَّم مِخبريًا يجمع بين هرمونَي الإنسولين والغلوكاغون في جُزَيءٍ واحد، ويهدف إلى تنظيم مستويات السكر في الدم بدقة وفاعلية أكبر لدى مرضى السكري من النوع الأول. ويختلف هذا النوع عن الإنسولين التقليدي بقدرته على الاستجابة التلقائية لمستوى السكر في الدم، مما يُقلّل الحاجة إلى الحُقَن المُتكرّرة ويخفِّض خطر انخفاض السكر الحاد.
ويعمل البروتين الجديد من خلال محاكاة تأثير هرمونَي الإنسولين والغلوكاغون وإرسال إشارات إلى الكبد الذي يستجيب طبيعيًا وفق حاجة الجسم. فعندما يرتفع مستوى السكر، يُهيمن تأثير الإنسولين لخفضه، وعندما ينخفض، يتفوّق الغلوكاغون لرفعه، ممّا يحافظ على توازن السكر ويُقلّل من نوبات نقصه.
وأظهرت نتائج الأبحاث تحسُّنًا ملحوظًا في الفئران التي عُولجت بالبروتين الجديد؛ إذ تمكّن من تحقيق توازن طبيعي بين تأثير الإنسولين الخافض للسكر والغلوكاغون الرافع له، وهو ما يُعدَّ أمرًا حيويًا لمرضى السكري الذين يعانون من ضعف إنتاج الإنسولين بسبب مهاجمة جهاز المناعة لخلايا البنكرياس المُنتجة له.
ويخطِّط الباحثون لتطوير نوعَيْن من الإنسولين الذكي، أحدهما طويل المفعول يُحقَن مرّة أسبوعيًا، والآخر قصير المفعول مخصَّص للاستخدام مع مضخّات الإنسولين.
ويُواجه مرضى السكر تحدّيًا دائمًا في الموازنة بين ارتفاع مستواه (فرط السكر) وانخفاضه (نقص السكر)، إذ يمكن أنْ يؤدّي أيٌّ منهما إلى مخاطر صحية جسيمة، بما فيها الوفاة.