لبنان
حزب الله في منطقة جبل عامل الثانية يُحيي ذكرى القادة الشهداء
النائب فيّاض: لن نخضع للأميركي ولن نقبل بالتطبيع مع العدوّ "الإسرائيلي"
تخليدًا لذكراهم العطرة، وتأكيدًا على استمرار النهج الذي خطوه بدمائهم الطاهرة، أقام حزب الله في منطقة جبل عامل الثانية احتفالًا تكريميًّا للشهداء القادة في حسينية مدينة النبطية.
حضر الاحتفال النائبان علي فيّاض وحسين جشي، مسؤول منطقة جبل عامل الثانية؛ الحاج علي ضعون، علي قانصوه ممثلًا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة؛ الحاج محمد رعد، علماء الدين، عوائل الشهداء، وحشد من الأهالي الذين جاؤوا ليجددوا العهد مع دماء القادة الشهداء ويؤكدوا أن طريق المقاومة سيبقى منارة للأحرار.
بدأ الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للقارئ محمد فوعاني، تلاه النشيدان اللبناني وحزب الله، وعُرض فيلم وثائقي تناول سِيَر القادة الشهداء، مستعرضًا محطات من حياتهم الجهادية ومسيرتهم الحافلة بالعطاء والتضحية.
وبعدها ألقى النائب علي فيّاض كلمة حزب الله، وقال فيها: لبنان يمرّ في مرحلة عصيبة وخطيرة نتيجة الإمعان "الإسرائيلي" في احتلال الأرض واغتيال المدنيين وتدمير المنازل والمؤسسات، ومنع سكان القرى الحدودية من العودة إليها، إضافةً إلى استمرار الاعتداءات اليومية على السيادة اللبنانية واحتجاز المعتقلين اللبنانيين".
كما أشار إلى ما كشفته الأجهزة الأمنية من مخطّطات "إسرائيلية" لاستهداف التجمعات المدنية، معتبرًا أن المؤشرات الراهنة تدلّ على تصعيدٍ "إسرائيلي" متواصل، في ظلّ التغطية الأميركية للأعمال العدوانية وخيانة واشنطن لدورها المفترض في رعاية وقف إطلاق النار، وانقلابها على التفاهمات السابقة مع الدولة اللبنانية.
وشدّد فيّاض على أنّ العدوّ "الإسرائيلي" لا يُظهر أي استعداد للانسحاب من الأراضي اللبنانية أو لوقف انتهاكاته، فيما يتحدث الأميركيون بوضوح عن هدف "الإخضاع"، أي فرض الاستسلام والرضوخ على لبنان، مع محاولات لدفعه نحو مسار تطبيعي، وصولًا إلى ما يسمّيه العدوّ "اتفاقية سلام"، وهو سلامٌ كاذب وموهوم. ودعا فيّاض إلى إعادة صياغة الموقف اللبناني وإستراتيجية التفاوض بما يعزّز الموقف الوطني، ويضع المسؤولية الكاملة على العدوّ "الإسرائيلي"، ومن خلفه الأميركي في تعطيل مسارات المعالجة.
وأكد أنّ "لبنان ملتزم بوقف إطلاق النار ويتموضع في موقعٍ دفاعيّ، لكنّه لن يتنازل عن حقّه المشروع في الدفاع عن النفس تحت أي ظرف"، مبيّنًا أنّ "الحقوق السيادية ليست مجالًا للمساومة أو التسوية، لا في الأرض ولا في الحدود ولا في القرار الوطني".
واعتبر فياض أنّ "الرضوخ للضغوط الخارجية يشكّل تهديدًا لحقوق لبنان واستقراره"، مجددًا التأكيد أنّ "لبنان لن يكون بلد تطبيع أو "سلام" مع العدوّ "الإسرائيلي"؛ لأن هويته الوطنية المتنوعة وخصوصيته التاريخية لا تقبل مثل هذه الرهانات".
وختم النائب فيّاض بالتأكيد على أنّ "أولوية لبنان يجب أن تكون العمل على إخراج الاحتلال من أرضه، باعتبار ذلك مدخلًا حقيقيًا للاستقرار وإعادة بناء الدولة والتعافي الوطني"، مشددًا على أنّ "قدرات لبنان على الدفاع عن نفسه والنهوض بإمكاناته الذاتية ثابتة وراسخة"، وأنّ "هذا الوطن يملك من الإرادة والوعي ما يجعله قادرًا على تجاوز المحن وصون سيادته واستقلاله".
واختتم الاحتفال بلطميّة حسينية للرادود حسن جركس عبّرت عن الحزن والفخر والولاء لخط الشهداء.