اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الكيان المنبوذ.. عداء تاريخي بين إسبانيا و"إسرائيل"

إيران

الصحف الإيرانية: قمة شرم الشيخ حفلة إذلال وإهانة للقادة المشاركين 
إيران

الصحف الإيرانية: قمة شرم الشيخ حفلة إذلال وإهانة للقادة المشاركين 

92

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الأربعاء (15 تشرين الأول 2025)، بقمة شرم الشيخ وسلوك ترامب المتعجرف في تعامله وإذلاله لزعماء العالم. وسلطت الضوء على عدم مشاركة إيران في هذه القمة؛ فلم تره تفويتًا لفرصة اللقاء والتفاوض مع الولايات المتحدة كما يروّج له بعض الإصلاحيين بقدر ما هو نجاة من عدم الوقوع في فخ ترامب الذي نصبه لإيران إذا شاركت في القمة.

عدم مشاركة إيران في فخ شرم الشيخ
كتبت صحيفة وطن أمروز: "ما حدث في شرم الشيخ كان عرضًا مخزيًا؛ عرضًا حاول التستر على حقائق الحرب وجرائم أميركا ضدّ المسلمين. وعلى الرغم من فشل ترامب في الفوز بجائزة نوبل للسلام، إلا أنه لا يزال يحاول تقديم نفسه صانعًا للسلام ومنقذًا لغزّة؛ وهو ادعاء كاذب ومثير للاشمئزاز. وقد جعل سلوك ترامب السخيف في حفلة شرم الشيخ هذا الاجتماع أكثر إثارة للاشمئزاز. وحولت نكاته المثيرة للاشمئزاز والسخيفة والمهينة مع قادة العالم هذا الاجتماع إلى سيرك لا طعم له. من سلوكه المهين تجاه رئيس الوزراء البريطاني، إلى تلميحاته الجنسية تجاه رئيسة الوزراء الإيطالية، إلى تصريحاته عن الكثير من المال عند مواجهة ممثل الإمارات، جعل الاجتماع يبدو وكأنه حفلة لشخص متعجرف جمع أطفاله حوله ولعب كلّ واحد منهم بطريقة مختلفة لإضحاك الجمهور.

تتابع الصحيفة: "لقد كان اجتماع شرم الشيخ، مساء الاثنين، بمثابة عرض جديد لدناءة ترامب. حتّى إنه حاول، في محاولة يائسة، جر إيران إلى حفلة شرم الشيخ. لكن إيران، بالنظر إلى الحقائق المتعلّقة بحرب غزّة ودور الولايات المتحدة في جرائم النظام الصهيوني ضدّ غزّة، وكذلك معرفة أهداف ترامب من هذه المسرحية السخيفة، رفضت الدعوة. لقد كان لغياب إيران عن الاجتماع عدة رسائل مهمة. على الرغم من أنها رحبت وترحب بنهاية الحرب على غزّة، إلا أنها لم تعترف قط ولا تعترف ببادرة ترامب ومطالبته بالسلام. كان حضور إيران في الاجتماع بمثابة قبول لادعاء ترامب، ولكن بغيابها، أظهرت إيران أنها لن تتجاهل الحقائق المتعلّقة بدور أميركا في جرائم العامين الماضيين. ومن النقاط المهمّة الأخرى أن إيران، بصفتها قائدة المقاومة، لم تُضحِّ بمصداقيتها وسمعتها من أجل استعراض ترامب. وجاءت دعوة ترامب لإيران لحضور الاجتماع لتتمكّن إيران، بصفتها محور جبهة المقاومة، من تأييد ادعاء ترامب بالسلام". 

كما أكدت الصحيفة أنه من النقاط المهمّة الأخرى لغياب إيران عن الاجتماع هو إدراك طهران لاستغلال ترامب لهذا الحضور. ومما لا شك فيه أنه لو حضرت إيران الاجتماع، لأشار إلى ذلك مطولًا وحاول التظاهر بأن حضور إيران كان نتيجة حرب الـ 12 يومًا وتراجعها عن مبادئها وسياساتها الإقليمية. في الواقع، كان هدف ترامب من توجيه الدعوة لإيران هو الادّعاء بأن حرب الـ 12 يومًا قد أضعفتها وأن الجمهورية الإسلامية اتبعت سياسات أميركا الإقليمية. ولذلك كانت هذه الدعوة فخًا كبيرًا لتشويه سمعة إيران. في غضون ذلك، رأى البعض في إيران أن دعوة إيران لحضور قمة شرم الشيخ يجب أن تُقيّم بمعزل عن قضية غزّة، وبما يتماشى والعلاقات بينها وبين الولايات المتحدة. وزعم هؤلاء أن حضور إيران في قمة شرم الشيخ كان بمثابة ضوء أخضر لإدارة ترامب للجلوس على طاولة المفاوضات مرة أخرى والتوصل إلى اتفاق بشأن القضية النووية الإيرانية. وهذا موقف ساذج ينم عن عدم فهم واضح لواقع سياسات الإدارة الأميركية أزاء إيران".

حفلة الإذلال
كتبت صحيفة همشهري: " كان الاجتماع الأخير، في شرم الشيخ تحت ستار توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة، انعكاسًا واضحًا للإذلال والإهانات التي تعرض لها القادة السياسيون والدوليون المشاركون في الاجتماع؛ اجتماعٌ، بدلًا من أن يتناول جذور القضية الفلسطينية الحقيقية ويركز على مشكلاتها وأزماتها الحقيقية، تحول إلى وليمة وسخرية من الآخرين من الرئيس الأميركي، حيث سخر ترامب من العديد من مسؤولي الدول. على الصعيد المحلي، انقلبت بعض التيارات السياسية على الرئيس، وحثته على عدم تفويت فرصة لقاء ترامب ... لقد أهان ترامب وسخر من كلّ رئيس دولة بطريقة ما خلال مشاركته في قمة شرم الشيخ في مصر. 
•    أنا لا أحب أحدًا: قال الرئيس الأميركي لجميع القادة الأوروبيين والعرب في قمة شرم الشيخ: أنا لا أحب بعضكم، لكنني لن أقول ذلك. 
•    اتهام العراق بالجهل: قال ترامب لرئيس الوزراء العراقي: لديك الكثير من النفط، لكنك لا تعرف ماذا تفعل به.
•    أموال الإمارات العربية المتحدة: قال لممثل الإمارات العربية المتحدة: الكثير من المال، أموال لا نهاية لها.
•    السخرية من باكستان: سخر من خطاب رئيس الوزراء الباكستاني وقال لمسؤول باكستاني كبير لا أعتقد أنك تستطيع التحدث بهذه الطريقة.
•    قل مرحبًا لزوجك الجميلة: قال ترامب أيضًا لأردوغان، رئيس دولة تركيا المسلمة: قل مرحبًا لزوجك الجميلة.
•    عدم احترام المضيف: لم يمنح دونالد ترامب حتّى الرئيس المصري، والذي كان المضيف ومد يده لمصافحة ترامب.
 تُظهر تقارير أن الرئيس الأميركي لديه تاريخ طويل من السخرية والاستهزاء بالآخرين، وخاصة قادة الدول الإقليمية. تُظهر نظرة على رحلات ترامب الخارجية أن الرئيس الأميركي قد فعل كلّ ما في وسعه لإذلال القادة السياسيين الآخرين في العالم".

الدرع الأفضل بعد الحرب
كتبت صحيفة رسالت: "لا تخرج أي دولة من الحرب والأزمات سالمة. ولكن ما يحدد ما إذا كان مستقبل الأمة قد استعاد عافيته أم لا ليس نهاية الحرب، بل طبيعة التماسك الوطني بعدها. في عالم اتّخذت فيه الأزمات أشكالًا جديدة واختفى الخط الفاصل بين الحرب الصلبة والناعمة، لم يعد التماسك الوطني شعارًا عاطفيًا، بل ركيزة للأمن المستدام والتنمية الذكية. وفي منطقة تشتعل فيها شعلة صراع جديدة كلّ يوم، فإن التهديدات ليست مؤقتة ولا مجرد تهديدات عسكرية. إن البنية الجيوسياسية للشرق الأوسط هي أنه حتّى في أوقات السلم، تستمر الضغوط السياسية والاقتصادية والإعلامية ضدّ الدول ذات المواقع الإستراتيجية. لذلك، فإن مرحلة ما بعد الحرب في إيران أو المنطقة لا تعنى مرحلة ما بعد التهديد؛ بل هي بداية مرحلة تتّخذ فيها الأعمال العدائية شكلًا أكثر ليونة وتعقيدًا.
تابعت الصحيفة: "في مثل هذه البيئة، يؤدي التماسك الوطني دور الدرع الأخير. درع لا يمكن لأي جدار دفاعي آخر أن يصمد إذا تصدع. الوحدة الوطنية تعنى وضع القوى المختلفة في منطقة مصالح مشتركة، لا في تطابق في وجهات النظر. الاختلافات طبيعية، لكن التناقضات غير المنتظمة تبتلع فرص البلاد. وتُظهر التجربة التاريخية أنه كلما تعاطف المجتمع الإيراني داخليًا، انهارت التهديدات الخارجية. بعد الحرب المفروضة، أصبح إعادة ترميم البلاد ممكنًا بفضل الروح الوطنية التي كانت حاضرة في الميدان؛ حيث كان لدى الشعب والحكومة فهم مشترك للخطر والضرورة. ولكن كلما ضعفت هذه الرابطة، ضعفت حتّى النجاحات العسكرية والسياسية في المجال الاجتماعي. اليوم، في ظل اضطراب يسود المنطقة من لبنان وسورية إلى القوقاز والخليج، تحتاج إيران أكثر من أي وقت مضى إلى استعادة رأس المال الاجتماعي وإعادة تعريف الوحدة الذاتية. وحدة لا تُبنى بالقوّة، بل تُعزز بالحوار والعدالة والمشاركة الحقيقية. إذا شعر الشعب بمشاركته في مصيره، وإذا استُعيدت الثقة في فعالية القرارات، فإن التماسك الوطني سيتحول من شعار إلى واقع".

كما أكدت الصحيفة: "في مواجهة التهديدات الجديدة، من الحرب المعرفية إلى العقوبات الاقتصادية، لا توجد قوة أكثر فعالية من ثقة الجمهور. لقد أدرك أعداء البلاد لسنوات أن الأمة الإيرانية لا تُهزم بالرصاص، بل يُمكن إضعاف المقاومة بانعدام الثقة والازدواجية. لذا، فإن الحفاظ على التماسك الوطني يعني منع وجود فجوة بين الشعب والحكومة، وبين الجماعات العرقية، وبين النخب والمجتمع.
وقالت: "في حقبة ما بعد الحرب، كانت العديد من الدول هادئة ظاهريًا ولكنها تتفكك داخليًا. إذا تصرفنا بحكمة، يُمكننا أن نكون عكس ذلك: بلدًا يتقدّم بهدوء وثبات، بفضل تماسكه الداخلي وثقته، في خضم الأزمات المستمرة التي تشهدها المنطقة. في نهاية المطاف، لا بد من القول: في عالمٍ مليءٍ بالفوضى، لا يُمثل التماسك الوطني ثروةً للأمة فحسب، بل هو أيضًا آخر بوابات البقاء وأولى خطوات النمو".

الكلمات المفتاحية
مشاركة