اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي "يديعوت أحرونوت": الجندي الأسير تمير نمرودي قُتل في قصف الجيش "الإسرائيلي"‎

عين على العدو

مقال في
عين على العدو

مقال في "هآرتس": نتنياهو قرّب "إسرائيل" من جنازتها.. وعليه أن يرحل

74

أشار الكاتب السياسي في صحيفة "هآرتس" غيدي فايتس إلى أنَّه في عام 2016، شارك عدد كبير من زعماء العالم للمشاركة في جنازة رئيس الوزراء "الإسرائيلي" ورئيس الكيان الراحل شمعون بيريز. وذكر أنَّ أحد الضيوف الرفيعي المستوى الذين شاركوا في المراسم، نقل إلى بنيامين نتنياهو رسالة عبر صديقٍ مشترك بينهما، قال فيها: "إذا أراد بيبي أن يُودَّع بمثل هذا الاحترام، فعليه أن يسير في درب بيريز - أن يحرّك العملية السياسية، ويسلك طريق السلام، ويعمل على إقامة دولة فلسطينية".

وأضاف: "لكن نتنياهو ردّ على الشخصية الرفيعة برسالة معاكسة قال فيها: "لا تأتِ إلى جنازتي، لأنني إن سلكت الطريق الذي تقترحه، فستكون أنت في جنازة "الدولة"".

وبعد مضي تسع سنوات منذ ذلك الحين، رأى أنَّه بات واضحًا أنه عندما يرحل نتنياهو عن الدنيا، لن يهبط في "إسرائيل" جسرٌ جوي من قادة العالم لمرافقته في رحلته الأخيرة، فبدلًا من ذلك، كان هو من قرّب "إسرائيل" من مسيرة جنازتها، بعدما جعل دوائر واسعة في الغرب تشكّك اليوم في حق "إسرائيل" نفسه في الوجود.

نتنياهو قال في تأبينه لشمعون بيريز: "البقاء للأقوى". ووفق الكاتب فإنه على امتداد مسيرته السياسية الطويلة، استخدم دائمًا لغة "داروينية" تقوم على فكرة أن من يُظهر ضعفًا، سواء أمام "الأعداء"، أو الولايات المتحدة، أو الخصوم والشركاء السياسيين، وكانت الشعارات  أدواته الدعائية الدائمة لتسويق نفسه، لكنّها اليوم تبدو شعارات جوفاء ومنفصلة عن الواقع في ظل ما يحيط بالكيان من فشلٍ وحزنٍ وخسائر ثقيلة.

ولفت الكاتب إلى أنَّ "خصومه - من بيريز ورابين وصولًا إلى لابيد وبينيت - صوّرهم نتنياهو دائمًا على أنهم ضعفاء بطبيعتهم وبنهجهم، وأن هذا الضعف سيقود "إسرائيل" إلى الهلاك. غير أن نظرة باردة إلى مسيرته تكشف زعيمًا ضعيفًا، منقادًا، يتصرّف تحت الخوف لا القيادة. فقد أفشل صفقات تبادل الأسرى بدافع القلق من أن تؤدي اعتراضات التيارات المتشددة داخل حكومته إلى أنهيار الائتلاف، ثمّ عاد لاحقًا ليدفع بالصفقة نفسها إلى الأمام، مدفوعًا هذه المرة بخوفه من ردّ فعل ترامب، الذي هدّده بأنه إذا واصل رفضه فسيوقف الدعم الأميركي لـ"إسرائيل"".

وتابع: "يُعتَقَد أن الانقلاب السياسي، الذي سعى لإنقاذه من الورطة الجنائية، هو خطيئته الكبرى، والتي دفعت حماس إلى استنتاج أن "إسرائيل" تمر بأضعف لحظاتها في تاريخها، وأنها اللحظة المناسبة للهجوم. لكن يبدو أن الخطيئة الأقدم، المرتبطة أيضًا بالمجازر والحرب الطويلة التي أعقبتها، هي مشروع حياته السابقة قبل أن يتحوّل إلى متهم: إحباط كلّ فرصة للحل الوحيد للصراع. ومن أجل تنفيذ هذا المخطّط الخبيث، عمل على تعميق الانقسام داخل المجتمع الفلسطيني، وضمان تدفق أموال قطرية إلى حماس، ولم يُحاول إطلاقًا دفع أي مسار تفاوضي سياسي ولو قيد أنملة واحدة".

وبيّن أن حتّى إصراره على تخليد النزاع، سوّقه بلغة القوّة، بينما في الواقع، ضعفه في قراءته للواقع، إلى جانب غياب جرأته، أديا إلى أن أصبح النزاع على حافة تدويله، وبالوتيرة الحالية قد يُفرض حل الدولتين على "إسرائيل".

ولفت إلى أنَّ الميزان المرحلي يكشف أن نتنياهو قوي جدًا في مجال واحد: البقاء الشخصي والسياسي، وقدرته غير العادية على الصمود على الحبل الرفيع حتّى أمام تسونامي (قتل رابين) وإعصار (7 تشرين الاول/أكتوبر). أما باقي إنجازاته، فهي ضعف وإضعاف.

وشدّد على أنّه "الآن، يجب عليه أن يرحل وهو يحمل على كتفيه حقيبة مليئة بالأخطاء. لا يمكنه ولا يستحق أن يكون الشخص الذي سيدفع خطة ترامب، مثلما شهد غيابه عن قمة شرم الشيخ. لكن أيضًا أولئك الذين يبالغون في التطلع إلى خلافته يجب أن يفهموا، أنهم إذا استمروا في عدم تقديم سبيل لمحاولة حل النزاع الوطني، هم أيضًا سيحملون تابوت "إسرائيل" بأيديهم".

الكلمات المفتاحية
مشاركة