عين على العدو

أشار المتخصص بالشؤون الفلسطينية آفي يسسخروف، في صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية"، إلى أنّه بينما يحتفل الكيان الصهيوني بإطلاق سراح 20 أسيرًا وإعادةِ أربعة جثامين، فإنّ حماس بالفعل تتحضّر للمرحلة التالية من المواجهة مع "إسرائيل".
ورأى أنه كما ظهَر في غزة، خلال الأيام الماضية، فإن حماس تُظهِر قدرة على الحكم وتستعيد سيطرتها على مناطق غزة. وتوقّع أنه في الأسابيع القادمة ستستقطب حماس آلاف المقاتلين الجدد، وسيكون هناك في غزة من يرغب بالالتحاق بصفوف الحركة، ستزوّدهم بأسلحة خفيفة، وستحاول بالتأكيد إحياء خطّ إنتاج صواريخها وباقي الأسلحة، وفقًأ لقوله.
وسأل الكاتب الصهيوني: "ماذا ستفعل حكومة "إسرائيل" حينئذ، بعد إعلان الرئيس ترامب أنّ الحرب في غزة قد انتهت؟ هل ستحافظُ لنفسها على حرية العمل وتهاجم مجددًا أهدافَ حماس، أم أنّها ستعود إلى وهم 6 تشرين الأول/أكتوبر القائل إنّ حماس مردوعة، وقد تُسمَح حتى بتحويل أموال قطرية إلى قطاع غزة لأغراضٍ "إنسانية" فقط؟".
وذكر أنه: "بعد صفقة جلعاد شاليط، والتي أُفرِجَ فيها عن 1,027 أسيرًا وأسيرةً فلسطينية، اكتسبت حماسُ دعمًا شعبيًا هائلًا من الجمهور الفلسطيني، في الضفة وغزة على حدٍ سواء. وبدا مستقبل غزة والضفة نابضًا بالخضرة: رفعَت أعلام المنظمة الخضراء في كل مكان واستطاعت استثمار إطلاق سراح يحيى السنوار وآخرين في تعزيز قبضتها على غزة، وتحسين قدراتها العسكرية والتحوّل إلى جيشِ حرب عصابات مُدرّب ومنظَّم جيدًا".
ولفت إلى أنه إذا لم تنجح خطة ترامب في تفكيك سلاح حماس واستبدال الحكم في غزة، فبعد سنوات من أفضل السيناريوهات أو بعد أشهر، في أسوأها، سنواجه جيش حرب عصابات لا يقلّ خطرًا. وسأل: "هل ستعرف حكومة "إسرائيل" كيف تُثمّن سياسيًا الوضع الجديد الذي نشأ على الأرض إثر هذه الحرب الطويلة؟".
ورأى الكاتب الصهيوني أنه يجب الاعتراف أيضًا: "عدنا إلى 6 تشرين الأول/أكتوبر على مستوى الداخل "الإسرائيلي" وفي سياق غزة. حماس استعادت السيطرة على القطاع، ولا يوجد ترتيب واضح بينها وبين "إسرائيل". وفي الحكومة هناك من يروّج لنا أن حماس مُردوعة أكثر من أي وقت؛ بينما في الواقع حماس تستعدّ للمعركة القادمة. وما يثير القلق بقدر لا يقل أهمية هو الانقسام الداخلي "الإسرائيلي" الذي لم يلتئم بعد الحرب؛ بل يبدو أنّه تزايد خلال الأيامِ الأخيرة، وهذا الأمر ينبغي أن يوقظ ضميرَنا جميعًا".
ولفت إلى أنه حتى بعد إطلاق سراح الأسرى وانتهاء الحرب، فقد بذَل رئيس "الكنيست"، والذي اتّصف بميول قمعية واضحة، عناءَ عدم دعوة رئيس المحكمة العليا يتسحاق عميت والمستشارة القانونية غالي بهارف-ميارا إلى الجلسة الخاصة لمناسبة خطاب ترامب لمواصلة الإظهار أن قوانين "دولة إسرائيل" أقلّ أهميةً لديه، وأن الجمهور الوحيد الذي يخاطبه هو ناخبو نتنياهو.
وأكد أنه لإجراء مصالحة حقيقية داخل "الشعب الإسرائيلي"، "علينا أن نُجري تحقيقًا وفحصًا عمّا انهار في 7 تشرين الأول/أكتوبر والسنواتِ التي سبقتها. لذلك يجب أن تُنشأَ لجنة تحقيق تُقدّم للمجتمع برمته كشف حساب عن فشل "دولة إسرائيل" والمؤسسة الأمنية في ذلك اليوم".