اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي حماس: حكومة نتنياهو تعرقل دخول معدات رفع الأنقاض لانتشال جثامين الأسرى "الإسرائيليين"

فلسطين

بين الإعدام والتنكيل... الجثامين العائدة من معتقلات الاحتلال تفضح آلة القتل الصهيونية
فلسطين

بين الإعدام والتنكيل... الجثامين العائدة من معتقلات الاحتلال تفضح آلة القتل الصهيونية

الاحتلال أعاد جثامين الشهداء الأسرى في غزة وقد بدت عليها آثار الإعدام والتنكيل
82

في مشهد يختصر وحشية الاحتلال الصهيوني وجرائمه ضد الإنسانية، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة عن معطيات صادمة تتعلق بالجثامين التي أعادها الاحتلال بعد احتجازها طوال فترة العدوان، مؤكداً أنّ ما تم توثيقه يُشكّل دليلاً دامغاً على تنفيذ إعدامات ميدانية وتعذيب وحشي بحق الشهداء الفلسطينيين.

وبحسب البيان، فقد سلّم الاحتلال عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر 120 جثماناً من جثامين الشهداء، بينها عشرات الجثامين مجهولة الهوية، أُعيدت على ثلاث دفعات خلال الأسبوع الجاري. وأظهرت الفحوصات الطبية الرسمية أن عدداً كبيراً من الجثامين تحمل آثار شنقٍ وتقييدٍ بالأغلال البلاستيكية، إلى جانب طلقات نارية من مسافات قريبة جداً، فيما بدا على أخرى علامات تعذيبٍ وحروقٍ ودهسٍ بمجنزرات الاحتلال، في مشهد يُعيد إلى الأذهان أبشع صور الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة.

زغاري: جرائم إعدام ميداني وسرقة أعضاء بشرية

في تصريح لموقع العهد الإخباري، أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني؛ عبد الله زغاري، أن هناك معطيات صادمة وأدلة دامغة تؤكد ارتكاب الاحتلال الصهيوني جرائم إعدام ميداني وتعذيب وحشي وسرقة أعضاء بشرية من الجثامين المباركة التي سلّمها خلال الأيام الماضية عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأوضح زغاري أنّ التقارير الطبية والميدانية التي اطّلعت عليها الجهات المختصة توثّق حجم الانتهاكات المروّعة التي ارتُكبت بحق الأسرى والمعتقلين، مشيراً إلى أنّ عدداً كبيراً من الجثامين التي أعادها الاحتلال تحمل آثار تقييد وتعذيب شديد، وإعدامات من مسافة قريبة، وقظ تُرك بعض الشهداء ينزفون حتى الموت داخل مراكز الاحتجاز الصهيونية.

ولفت إلى أنّ الاحتلال نهب أعضاء بشرية من بعض الجثامين، بينها القرنية والكلية والكبد، بطريقة منظّمة ودقيقة، ما يعكس طابعاً إجرامياً ممنهجاً يتجاوز كل القيم الإنسانية والأعراف الدولية.

وأضاف أنّ فرق الطب الشرعي وثّقت آثار شنقٍ وتقييد بالأغلال البلاستيكية على عدد من الجثامين، إلى جانب عيونٍ معصوبة وملامح تعذيب وحروق ودهسٍ بمجنزرات الاحتلال، في مشاهد تؤكد أنّ الضحايا اعتُقلوا قبل تصفيتهم ميدانيًا بدمٍ بارد.

وأشار زغاري إلى أنّ بعض الجثامين سُحقت تحت جنازير الدبابات "الإسرائيلية" في جريمة تعكس نهج الاحتلال القائم على الانتقام والتنكيل بالجسد الفلسطيني حياً وميتاً، مؤكدًا أنّ هذه الممارسات تمثّل انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، وتكشف عن سياسة "إسرائيلية" ممنهجة في القتل خارج نطاق القانون.

ودعا رئيس نادي الأسير الفلسطيني إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة وعاجلة للتحقيق في هذه الجرائم المروّعة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، مشدّدًا على أنّ ما يجري هو جريمة إعدام جماعي منظم تمارسها سلطات الاحتلال في معسكراتها وسجونها ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

وختم زغاري تصريحه لـ"العهد" بالتأكيد على أنّ ما كشفت عنه التقارير الطبية والميدانية يؤكد الطابع الإبادي للعدوان "الإسرائيلي" على غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية إزاء "الجرائم التي تهزّ الضمير الإنساني، وتكشف الوجه الحقيقي للاحتلال بوصفه كيانًا خارجًا عن كل القوانين والمعايير الإنسانية".

مناع: الاحتلال يمارس سلوكًا يناقض الفطرة البشرية

في السياق نفسه، اعتبر الباحث في مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات؛ الدكتور معين مناع، في حديثه  لـ"العهد"، أنّ ما ظهر على الجثامين التي أعادها الاحتلال "الإسرائيلي" من آثار تعذيب وتنكيل وتكسير عظام وشنقٍ وإطلاق نار من مسافة قريبة، يكشف عن درجة غير مسبوقة من الانحطاط الإنساني والوحشية "الإسرائيلية"، مؤكدًا أنّ هذه الممارسات تعبّر عن تخلّف حضاري وأخلاقي، وأنّ الصهاينة في الكيان "غرباء عن قيم هذه المنطقة وشعوبها".

وأوضح مناع أنّ "شعوبنا العربية والإسلامية التي تُقدّس الكرامة الإنسانية، تحترم الإنسان حيًّا وميتًا، في حين يمارس الاحتلال سلوكًا يناقض الفطرة البشرية"، مضيفًا أنّ ما جرى من إعدامات ميدانية وتعذيبٍ للأسرى بعد اعتقالهم، يثبت أنّ الكيان "الإسرائيلي" لا ينتمي إلى أي منظومة أخلاقية أو إنسانية.

وأشار  إلى أنّ سلطات الاحتلال لا تخشى العقاب الدولي لسببين أساسيين: الأول، أنّها تتحرك تحت مظلّة أمريكية كاملة تضمن لها الإفلات من أي مساءلة مهما بلغ حجم جرائمها؛ والثاني، أنّ النظام الدولي القائم صُمّم بخلفية غربية عنصرية، تعمل قوانينه فقط حين يكون المستهدَف غير غربي، فيما تُشلّ هذه القوانين أمام جرائم الكيان الصهيوني.

وشدّد مناع على أنّ ما ارتكبه الاحتلال من تعذيبٍ وقتلٍ خارج القانون يندرج ضمن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تستوجب العقاب الجماعي والفردي، موضحًا أنّ المسؤولية لا تقع فقط على الجندي المنفذ، بل على القيادة السياسية والعسكرية "الإسرائيلية" التي أصدرت الأوامر وشرّعت هذا السلوك الإجرامي.

ودعا مناع إلى تفعيل المسارات القانونية والإعلامية لملاحقة قادة الاحتلال، واستخدام هذه الجرائم كـ"دليل حيّ على السادية الإسرائيلية"، والعمل على كشف وجه الكيان الحقيقي أمام الرأي العام الغربي، وخصوصًا بين الشباب وطلاب الجامعات الذين ما زالوا يمتلكون حسًّا إنسانيًا نقيًا لم تلوّثه السياسات العنصرية.

وختم حديثه لموقعنا بالتأكيد على أنّ مواجهة هذا الانحراف الأخلاقي والإنساني "الإسرائيلي" تحتاج إلى جهد مهني منظم، يجمع بين العمل القانوني والإعلامي والسياسي، ويستند إلى دعم من محور المقاومة وحلفائه الإقليميين، "حتى لا تبقى جرائم الاحتلال طيّ الصمت، بل تتحول إلى قضية ضمير عالمي تُدين الكيان وتُعرّيه أمام الإنسانية جمعاء".

الكلمات المفتاحية
مشاركة