عين على العدو

قالت المراسلة السياسية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" موران أزولاي إنَّ "دورة الشتاء افتُتحت "للكنيست"، وفي الخلفية تواجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو معضلة جوهرية"، وأضافت "من ناحية، هناك رغبة في استثمار شعبيته التي تعززت بعد توقيع الاتفاق الذي قاده الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإعادة جميع الأسرى الأحياء، من أجل التوجّه إلى الانتخابات، ومن ناحية أخرى، يوجّه نتنياهو رسالة واضحة: "لن أتنازل عن يوم واحد من ولايتي، بينما تستمر في الخلفية المحاولات لوقف محاكمته الجارية". أي أن نتنياهو يفضّل عدم التوجّه إلى الانتخابات قبل أن تتوقف محاكمته".
أزولاي رأت أنَّ الائتلاف الذي يواجهه رئيس الحكومة في دورة الشتاء ليس ائتلافًا سهلًا، ومن بين كلّ فتراته، تعدّ هذه المرحلة الأكثر حساسية، لافتة الى أن الأمر لا يقتصر على قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية الذي يهدّد بتفجير الائتلاف منذ أشهر طويلة، بل يشمل أيضًا الحرب في قطاع غزّة والوضع القائم لحماس التي ما تزال واقفة على قدميها، ما يزيد من حدة التوتر، الى جانب التوتر الشخصي بين مكونات الائتلاف الذين يشعرون بأن نهاية الولاية تقترب، وبطبيعة الحال يشدد كلّ طرف مواقفه".
وعن قانون التجنيد، توقّعت أن يعرض رئيس لجنة الخارجية والأمن بوعز بيسموت في الأسبوعين المقبلين مسودة قانون التجنيد التي ستبدأ مسار التشريع في "الكنيست""، مبيّنة أن المسودة تتضمن تسهيلات للمتدينين "الحريديم" وتقدّم صيغة أكثر مرونة من تلك التي عرضها الرئيس السابق للجنة يولي إدلشتاين، وأوضحت أن "الحريديم" يجدون صعوبة في الاصطفاف خلف المسودة حتى في الكواليس.
كذلك رأت أنَّ مسألة قانون التجنيد تُثير العديد من علامات الاستفهام وتُهدّد وحدة الائتلاف، لأنها تعتمد على حالة الغليان في الشارع "الحريدي" وفي أروقة الحاخامات، وهي أحداث قد تخرج أحيانًا عن سيطرة السياسيين الذين يحاولون في هذه الأثناء الحفاظ على الائتلاف وكسب الوقت، واعتبرت أنَّه من الصعب في هذه المرحلة معرفة ما إذا كانت هذه التوترات ستصل إلى درجة الانفجار قريبًا، ما قد يدفع أعضاء "الكنيست" "الحريديم" إلى الزاوية ويجبرهم على دعم حلّ "الكنيست".
ولفتت إلى أنَّه حتّى هذه اللحظة، يجب القول إن "الحريديم" ليسوا جزءًا رسميًا من الائتلاف، لكنّهم ما زالوا يدعمون استمراريته ويستفيدون من الميزانيات المتدفقة والمناصب المحفوظة، ولذلك فإن كونهم خارج الائتلاف - على الأقل على المستوى السياسي الرسمي - لا يحمل وزنًا فعليًا كبيرًا.
المراسلة السياسية لـ"يديعوت أحرونوت" أشارت فيما يخصّ الحرب في غزّة، إلى أنَّ الحديث يدور عن حدث متفجر بالنسبة لحزبين مركزيين في الائتلاف: "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت" (قوة يهودية)، وأضافت: "الحزبان حدّدا خلال العامين الأخيرين هدفًا رئيسيًا واضحًا: القضاء على حكم حماس عسكريًا ومدنيًا وإداريًا، لكن نهاية الحرب بالطريقة التي ظهرت بها، والتي أبقت على حماس في الحكم، أدت إلى حالة من التوتر داخل الجناح اليميني في الائتلاف، الذي ينتظر خرق حماس للاتفاق كي تتلاشى الهدنة.
وختمت: "إذا لم يعد الجيش "الإسرائيلي" إلى العمل بقوة ضدّ حماس في غزّة، فقد يطلب رئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش ورئيس حزب "قوة يهودية" إيتمار بن غفير تنفيذ تهديدهما وربما استغلال هذا الحدث كمنصة للذهاب إلى انتخابات جديدة".