اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي ناصر الدين يعيد افتتاح وحدة الصحة النفسية  في مستشفى الحريري

فلسطين

الاحتلال يعرقل دخول المساعدات إلى غزّة ويعمّق المجاعة رغم وقف إطلاق النار
فلسطين

الاحتلال يعرقل دخول المساعدات إلى غزّة ويعمّق المجاعة رغم وقف إطلاق النار

52

منذ اللحظات الأولى لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تواصل حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" وضع العراقيل أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة المحاصر، في وقت يعاني السكان من مجاعة خانقة خلّفتها حرب الإبادة التي شنّها العدوّ على مدى عامين كاملين.

ورغم النص الواضح في الاتفاق على السماح بدخول 600 شاحنة مساعدات يوميًّا، يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أن المعدّل الفعلي لا يتجاوز 89 شاحنة يوميًا فقط، في حين لم يدخل القطاع سوى 986 شاحنة منذ بدء سريان الهدنة؛ أي ما يعادل 15% من الكمية المفترضة. وتضمّنت هذه الشحنات كميات محدودة من الوقود وغاز الطهي المخصص لتشغيل المستشفيات والمخابز.

برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حذّر من أن المساعدات لا تصل إلى المستوى المطلوب؛ بسبب إغلاق الاحتلال لمعابر زيكيم وإيريز، ما يعيق إيصال الطحين والطرود الغذائية إلى المناطق الشمالية التي تواجه خطر المجاعة. وقالت المتحدثة باسم البرنامج؛ عبير عطيفة من جنيف، إنّ "مكافحة المجاعة في غزّة ستتطلب وقتًا طويلًا"، داعيةً إلى فتح جميع المعابر البرية لإغراق القطاع بالغذاء وإنقاذ الأرواح.

وفي السياق نفسه، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الحد الأدنى المطلوب لتأمين الأمن الغذائي هو 62 ألف طن من الطعام شهريًا، في حين أن ما يدخل حاليًّا لا يفي حتّى بجزء يسير من هذا الاحتياج.

مديرة البرامج الدولية في مؤسسة "لايف للإغاثة والتنمية"؛ فيكي روب، وصفت المشهد الإنساني في غزّة بأنه "وصمة عار في سجل الإنسانية"، مشيرةً إلى وجود 180 ألف مصاب بحاجة إلى 400 ألف عملية جراحية، إضافة إلى 53 ألف مريض بأمراض مزمنة وأكثر من مليون ونصف نازح يفتقرون إلى الماء والغذاء والدواء والمأوى.

من جانبه، أكد المدير الإقليمي للمؤسسة؛ عبد الوهاب علاونة، أن ما يُسمح بإدخاله لا يلبي أدنى الاحتياجات، موضحًا أن فرق الإغاثة باتت تستخدم الحيوانات والمشي لمسافات طويلة لتوصيل المواد الغذائية بسبب نقص الوقود ودمار الطرق.

وفي موازاة ذلك، أشار المستشار الإعلامي للمجلس النرويجي للاجئين؛ أحمد بيرم إلى أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات عبر معظم المنظمات الدولية الكبرى، ويسمح فقط لـ15 منظمة بالعمل داخل القطاع، كما يحظر إدخال الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية بحجة "الاستخدام المزدوج".

أما رئيس المكاتب الخارجية لمؤسسة الخير البريطانية؛ محمد حسنا، فكشف أن الاحتلال يمنع دخول أكثر من ألف صنف من المواد المدنية، بينها الأسمنت والآليات الثقيلة وآلات الرفع والوقود، ما يجعل عمليات إزالة الأنقاض ونقل المساعدات شبه مستحيلة.

ورغم كلّ القيود، تواصل المؤسسات الإنسانية والدولية العمل في ظروف استثنائية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. هيئة الإغاثة التركية "İHH" أكدت أنها تكثف جهودها لفتح الطرق نحو شمال غزّة وتوفير المياه والغذاء والأدوية عبر مركز أربكان الطبي.

وفي ظل هذا المشهد المأساوي، تتفق جميع المنظمات الإغاثية على أن إصرار الاحتلال على خنق غزّة حتّى بعد وقف الحرب، يكشف نية مبيتة لإبقاء القطاع تحت سطوة التجويع والابتزاز السياسي، في تحدٍّ صارخٍ لكل الأعراف والقوانين الإنسانية.

الكلمات المفتاحية
مشاركة