لبنان
تخليدًا للدماء الزاكية، ووفاء للتضحيات التي بُذلت من أجل حفظ كرامة الوطن وأهله، أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي في الذكرى السنوية الأولى لشهداء المجادل الجنوبية في النادي الحسيني للبلدة، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشّي، إلى جانب عوائل الشهداء، وعلماء دين، وفعاليات، وشخصيات، وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
استهل الاحتفال بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، ثم ألقى النائب جشّي كلمةً حذر من خلالها من التهويل الأمريكي على اللبنانيين عبر موفدها توم براك وبعض المسؤولين، الذين قالوا إن على الدولة اللبنانية نزع سلاح حزب الله وإلا فإن "إسرائيل" ستتحرك بشكل فردي، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي يكرر ما تقوله الإدارة الأميركية.
وأوضح النائب جشي أن الإدارة الأميركية تتصرف وكأنها الحاكم المطلق على دول وشعوب المنطقة، وعلى الجميع أن يخضعوا للإرادة الأميركية. وأضاف أن الهدف من الضغط على الدولة هو دفع لبنان نحو حرب أهلية، لا يعلم إلا الله كيف تنتهي، وبعد ذلك يُطبق العدو على ما تبقى من البلد، مؤكداً أن لبنان وُضع أمام خيارين: الحرب الأهلية أو الاجتياح "الإسرائيلي" بذريعة نزع سلاح حزب الله.
وأشار النائب جشي إلى أن المؤسف أن بعض أدعياء السيادة من اللبنانيين وبعض أركان السلطة يساعدون الأميركي و"الإسرائيلي" في تضخيم التهويل، ويقولون إن على المقاومة أن تخضع وأن تقرأ الواقع الجديد للمنطقة، وإلا سيكون مصير لبنان الويل والثبور.
وأكد النائب جشي أن ما يريده الأميركي ليس قدراً محتوماً على الشعوب، مستذكراً إخفاقاته في فيتنام، وخروجه من العراق بخسارة 2000 جندي وتريليونات الدولارات، وخروجه من أفغانستان بعد 20 عاماً بطريقة مهينة، دون تحقيق أهدافه، ومطالبته بالعودة إلى أحد قواعده العسكرية هناك.
وأضاف النائب جشي: إن "الأميركي دخل إلى لبنان عام 1982 تحت نيران الحاملة نيوجرسي وخرج يجر أذيال الخيبة، مع مقتل حوالي 240 من جنود المارينز، أما العدو "الإسرائيلي"، فاعتدى على لبنان عام 1993 وسمّى العملية حينها بـتصفية الحساب، وهو من طلب وقف إطلاق النار، ولم يستطع تحقيق هدفه بالقضاء على المقاومة المظفرة في لبنان، وكرر العدو الإسرائيلي عدوانه عام 1996 وسمّى العملية "عناقيد الغضب"، وتكررت هزيمته، وخرجت المقاومة أقوى".
وأشار النائب جشي إلى العدوان الواسع على لبنان عام 2006، انتقاماً لخروج "إسرائيل" المذل من الشريط الحدودي عام 2000، حيث هُزم العدو ولم يحقق أهدافه، وكان من أهدافه المعلنة “سحق حزب الله”؛ وفي عام 2024 كان أحد أهدافه القضاء على المقاومة، ورغم تفوقه التكنولوجي وقتله للأمينين العامين لحزب الله وعدد من القادة من الصف الأول، وفعل كل ما بوسعه من أعمال القتل والتدمير والوحشية، لم يستطع التقدم في ميدان المواجهة مع أبطال المقاومة، ولم يحتل بلدة واحدة أو يثبت فيها على مدى 66 يوماً، رغم حشده لخمس فرق عسكرية، والمقاومة على أتم الاستعداد لمواجهة العدو إذا أراد الدخول إلى لبنان.
ودعا النائب جشي السلطة اللبنانية إلى أن تكون على قدر المسؤولية التي ارتضت أن تتحملها في حماية اللبنانيين وبيوتهم وأرزاقهم، مشيراً إلى أن الدولة التي تعلن أن حماية لبنان واللبنانيين تقع على عاتق القوى الأمنية حصراً، يجب أن تثبت كفاءتها وجدارتها في حماية اللبنانيين الذين يستهدفهم العدو يومياً.
وطالب النائب جشي الحكومة بما التزمت به بخصوص إعادة الإعمار، وأن تدرج مبلغاً ولو متواضعاً في الموازنة لذلك ضمن إمكاناتها، حتى تثبت مصداقيتها أمام المواطنين المتضررين، وأن على الحكومة أن تصحح ما صدر عن حاكم مصرف لبنان ووزير العدل بخصوص المشمولين بالعقوبات الأميركية، وتؤكد للبنانيين أنها تعمل لمصلحتهم ولا تخضع للإملاءات الأميركية.
وختم النائب جشي مشدداً على أن التهويل والتهديد وقرع الطبول لن يجدي نفعاً مع الشعب اللبناني والمقاومين، بل يزيدهم عزماً وصلابة بالتمسك بالمقاومة التي حررت الأرض ورفعت رأس الأمة عالياً، ويزيدهم يقيناً بأنهم يسيرون على الطريق الصحيح في مواجهة المشروع الأميركي-"الإسرائيلي" لإخضاع المنطقة وشعوبها، مؤكداً أن هذا شرف لهم أن يكونوا في الموقع المواجه للعدو الصهيوني الغاصب والمحتل لأرضهم.