اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي بيرم: نريد دولة قادرة تبدأ بالإعمار وتؤكد ثقافة الحياة

عين على العدو

 مستشفى
عين على العدو

 مستشفى"سوروكا"بعد أربعة أشهر على استهدافه بصاروخ إيراني..دمارٌ واسع وانتظار للترميم

76

خلال عدوان "الأسد الصاعد" الذي شنته "إسرائيل" على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تعرّض مستشفى "سوروكا" في بئر السبع لإحدى الضربات الأشد في الحرب، عندما أصابه صاروخ إيراني إصابة مباشرة أدت إلى تدمير مبنى كامل. وبعد مرور أربعة أشهر، لا يزال المستشفى ينتظر تحويل الأموال من الدولة من أجل بدء أعمال الترميم.

ووفق موقع "القناة 12 الإسرائيلية" فإنّ "مدير المستشفى شلومي كودش لن ينسى اليوم الذي اهتزّت فيه عاصمة النقب. حدث ذلك في 19 حزيران/يونيو، بعد أسبوع من اندلاع الحرب، في الساعة 7:15 صباحًا. وأوضح كودش أنه قبل 16 ساعة من ذلك، وفي توقيت يبعث على "القشعريرة"، تم إخلاء قسم المسالك البولية الذي كان يقع في المبنى الذي تضرر. وقال كودش "عندما قمنا بإخلائه، قمنا بذلك بسرعة نسبية، ليس لأنه كان هناك إنذارات محددة، لكننا خرجنا".

وأضاف كودش واصفًا ما حدث: "في صباح اليوم التالي، عندما راجعتُ كاميرات المراقبة بعد سقوط الصاروخ، رأيت عاملة نظافة تأتي لإيصال وجبات الإفطار إلى أقسام فارغة تمامًا".

خسائر بشرية ومادية جسيمة

ووفق موقع "القناة 12"، "يوجد في الطابق الواقع فوق القسم الذي أُخلي المختبرات"، ووصف كودش المشهد بالقول: "السقف انهار، وبعدها اشتعل كل شيء بالنار. بقيت هنا أنابيب أبحاث وعينات سريرية ضاعت بالكامل. هناك أشخاص عملوا سنوات طويلة على أبحاثهم، وكل المواد كانت هنا… وضاعت".

الدمار الذي تسبب به الصاروخ لم يقتصر على المبنى الذي أصيب مباشرة، بل امتد إلى جميع المباني المحيطة التي تضررت بدرجات مختلفة بفعل قوة الانفجار. ممرات دُمّرت، أقسام خرجت عن الخدمة، وقاعة الطعام التي كانت في المكان لم تعد موجودة.

كما تضرر جناح العناية المركزة بشكل كبير. ونتيجة لذلك اضطر الطاقم إلى نقل الجناح إلى مكان آخر أصغر بكثير. وقال أوري غالانتا، مدير وحدة العناية المركزة الداخلية في "سوروكا": نحن نعيش حالة طوارئ منذ خمس سنوات، جائحة كورونا ثم الحرب. والآن كل هذا العبء وكل هذا العمل نضطر إلى دفعهما نحو مساحة ضيقة جدًا".

مستشفى خط المواجهة

شهد المستشفى مشاهد صعبة خلال الحرب، فهو يبعد عشر دقائق طيران فقط عن غزة، وكان المكان الأول الذي نُقل إليه الجرحى لتلقي العلاج العاجل. وقال غالانتا: "في نهاية المطاف، هذا المستشفى تلقى ضربة بصاروخ باليستي وتضرر بأكمله". 

حتى قبل الضربة التي تلقّاها مستشفى "سوروكا"، كان مستوطنو الجنوب يعانون من التمييز منذ سنوات طويلة. ففي تل أبيب هناك 7.5 أسرّة مستشفيات لكل ألف شخص، بينما في منطقة جنوب الكيان لا يوجد سوى 4.1 أسرة. أما بالنسبة لعدد الأطباء لكل فرد، ففي تل أبيب هناك 5 أطباء لكل ألف نسمة، بينما في الجنوب النسبة نصف ذلك فقط: 2.5 طبيب.

خسائر تقدّر بمليار ونصف شيكل

وأوضح البروفيسور كودش: "نحن اليوم نشغّل فقط 75% من الأسرة المتوفرة لدينا، أي أن 250 سريرًا لا يعمل. وكل من يعرف نظام الصحة في "إسرائيل يدرك أنه لم يكن لدينا فائض أصلًا".

وبحسب كودش، فإن الضرر المالي الناتج عن إصابة الصاروخ يصل إلى نحو مليار ونصف شيكل، بما يشمل حل مشكلات التحصين والحماية في المستشفى. وحتى الآن، لم يصل إلى المستشفى سوى أقل من مئة مليون شيكل من صندوق "كلاليت" للخدمات الصحية.

وعود حكومية مؤجلة

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نفسه قام بجولة في المكان يوم سقوط الصاروخ، ووعد بأن الأضرار ستُرمَّم سريعًا. لكن بعد أربعة أشهر، يقول كودش إن تقدمًا ملموسًا لم يحدث: "نحن نعمل مع مختلف الوزارات الحكومية، وهناك تفهّم كامل للحاجة، وهم يبحثون عن مصادر التمويل. أنا أريد أن أكون متفائلًا وأقول إنه خلال الأسابيع القريبة يفترض أن يصدر قرار حكومي يوفّر الميزانية المطلوبة".

وعند سؤاله لماذا يحدث ذلك فقط بعد مرور أربعة أشهر، أجاب كودش: "طواحين العدالة تدور ببطء… وسأكتفي بهذا القول. كنت أريد أن يجري الأمر بسرعة أكبر بكثير".

غضب داخل الطواقم الطبية

المتحدثون الذين التقتهم وسائل الإعلام كانوا متحفظين جدًا في كلامهم، إذ لا أحد يريد أن يغضب السياسيين الذين يُفترض أن يقرّروا تحويل الأموال لإعادة التأهيل. لكن الدكتورة إستير لوتساتو، عضو اللجنة الإدارية في جمعية أصدقاء مستشفى "سوروكا"، لم تستطع إخفاء غضبها، فقالت: "سوروكا لم يتلقَّ بعد الأموال التي التزمت "الدولة" (الكيان) بتوفيرها. برأيي كان يجب على الدولة أن تتحرّك فورًا وتوفر الحل مباشرة".

الحاجة إلى إعادة إعمار عاجلة

وتحدث كودش عن الحاجة الملحّة لترميم المستشفى، قائلًا: "لا يوجد ما هو أكثر إلحاحًا من هذا. لا يمكن ترك سكان النقب بلا أفق، على الأقل أن يعلموا أن عملية بناء بدأت، أن يروا رافعة ترتفع في المكان. لكن ليس هذا فقط؛ فهناك الطاقم. رؤية الموظفين لهذا المشهد كل يوم أمام أعينهم تسبب لهم ضررًا نفسيًا غير بسيط. أصبح من الصعب أكثر الحفاظ على الكادر أو جذب موظفين جدد. هذا يجب حله فورًا".
 

الكلمات المفتاحية
مشاركة