اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي ميزانية "إسرائيل" 2026.. قناع سياسي يخفي أزمة اقتصادية عميقة

فلسطين

غزّة على حافة الكارثة البيئية بعد عامين من حرب الإبادة
فلسطين

غزّة على حافة الكارثة البيئية بعد عامين من حرب الإبادة

108

تتزايد المخاوف في قطاع غزّة من كارثة بيئية غير مسبوقة، بعدما خلّفت حرب الإبادة الصهيونية المستمرة منذ عامين دمارًا هائلًا طاول كلّ مظاهر الحياة، وحوّل المدن والبلدات الفلسطينية إلى أكوام من الركام الملوث بالمواد السامة والمعادن الثقيلة.

الغبار والأنقاض باتا جزءًا من يوميات سكان القطاع، في ظل غياب شبه تام لأي خطة جدية للإعمار أو إزالة الركام.

التقارير الأممية الأخيرة رسمت صورة قاتمة لما تبقّى من غزّة، إذ تضرر نحو 83% من منشآت القطاع، بينها 81 ألف وحدة سكنية في مدينة غزّة وحدها، فيما بلغ عدد المباني المدمرة أو المتضررة أكثر من 193 ألف مبنى في مختلف المناطق.

وقدّرت الأمم المتحدة حجم الركام المتراكم بأكثر من 61.5 مليون طن؛ أي ما يعادل 169 كيلوغرامًا من الأنقاض لكل متر مربع، بينها نحو 4.9 ملايين كيلوغرام ملوثة بمواد سامة، وفق مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية.

تلوث يفوق كارثة هيروشيما

ووصف المهندس رياض جنينة؛ مدير مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين في القطاع، هذه الأرقام بـ"المرعبة"، مؤكدًا أنّها تعبّر عن واقع يومي يعيشه السكان في ظل انعدام أي بيئة صالحة للحياة.

وقال جنينة: إنّ "كمية الأسلحة التي استخدمها الاحتلال في الحرب فاقت ما ألقي على مدينة هيروشيما اليابانية من قنابل"، محذرًا من آثار صحية وبيئية مدمرة ستطاول الأجيال القادمة، لا سيّما الأطفال والفئات الأكثر ضعفًا، مشيرًا إلى أنّ أكثر من 90% من شبكات مياه البلديات دُمّرت في بعض المناطق، وأنّ ما بين 70% إلى 75% من المياه المتبقية غير صالحة للاستخدام، ما ينذر بأزمة إنسانية مركّبة تشمل الماء والغذاء والصحة العامة.

وتُعدّ مادة الأسبستوس من أخطر التهديدات الراهنة، إذ كانت تُستخدم في أسطح المنازل القديمة وشبكات المياه. وقد حذّرت منظمة الصحة العالمية من أنّ جميع أشكالها مسرطنة وتسبّب أمراضًا قاتلة، أبرزها سرطان الرئة، خصوصًا بعد اختلاطها بالركام المنتشر في الهواء والمياه.
ويخشى الخبراء من أنّ استمرار استخدام أنابيب الأسبستوس في نقل المياه سيؤدي إلى تفاقم الأمراض السرطانية، في ظل انهيار شبه كامل لأنظمة الفحص والمراقبة الصحية.


من جانبه أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أنّ نسبة الدمار العام في القطاع بلغت نحو 90% بعد عامين على العدوان، مشيرًا إلى أنّ الكارثة تجاوزت كلّ المعايير الإنسانية والبيئية المعروفة.

واليوم، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني فوق أنقاض مشبعة بالسموم، ينتظرون تدخلًا دوليًا عاجلًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البيئة والصحة العامة. غير أنّ الاحتلال الصهيوني، كما يؤكد الحقوقيون والبيئيون، لا يكتفي بقتل الفلسطيني بالسلاح، بل يترك له بيئة ملوثة بالموت البطيء، تمتد آثارها إلى عقود مقبلة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة