إيران
اهتمّت الصحف الإيرانية، اليوم الأربعاء (29 تشرين الأول/أكتوبر 2025)، بمتابعة الأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بموقع إيران وقدراتها الداخلية والخارجية، خصوصًا في ظل تصاعد سياسة "الضغط الأقصى" وتداعياتها على الاقتصاد الإيراني.
إيران واجهت أميركا
تحت عنوان "إيران حاربت أميركا"، كتبت صحيفة "وطن أمروز" أن: "المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي الصهيوني"، وهو أحد أبرز مراكز الضغط الأمني في واشنطن، نشر تقريرًا من 30 صفحة يُحلّل فيه الأداء للولايات المتحدة و"إسرائيل" الدفاعي، خلال حرب الـ12 يومًا ضدّ إيران. وبحسب الصحيفة، التقرير الذي أعدّه نائب مدير المعهد للسياسة الخارجية، آري سيكورل استند إلى مقابلات سرية مع قادة في الجيش الصهيوني والقيادة المركزية الأميركية و"البنتاغون"، إلى جانب تحليل مفصّل للبيانات العملياتية للحرب.
وأوضح التقرير أن الحرب التي بدأت بهجمات "إسرائيلية" على إيران كانت في حقيقتها مواجهة مباشرة بين طهران وواشنطن. إذ أُسندت أكثر من 70% من مهام التصدي للهجمات الإيرانية إلى أنظمة الدفاع الأميركية، بينما نفذت "إسرائيل" أقل من 30% من عمليات الاعتراض، معظمها ضد الطائرات المسيّرة، وليس الصواريخ الباليستية. كما أشار التقرير إلى أن أداء أنظمة الدفاع الإسرائيلية الضعيف أجبر واشنطن على إطلاق كميات كبيرة من الصواريخ الدفاعية، ما أدى إلى استنزاف سريع لمخزوناتها وتكاليف باهظة. كما كشف أن وقف إطلاق النار المفاجئ، والذي أعلنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لم يكن "نصرًا"، بل جاء نتيجة الخوف من انهيار منظومة الدفاع الجوي الأميركية بالكامل.
وخلصت الصحيفة إلى أن إيران، بفضل صناعتها الصاروخية المحلية وتكتيكاتها الجديدة في الحرب، احتفظت بمعظم قدراتها، بينما استنفدت واشنطن و"تل أبيب" جزءًا كبيرًا من ترساناتهما الدفاعية، ما يجعل أي حرب مستقبلية "أكثر خطورة عليهما من حرب الـ12 يومًا".
ترامب يبحث عن حرب جديدة
من جهتها، تناولت صحيفة "رسالت" تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أقرّ بتفويض وكالة المخابرات المركزية (CIA) بتنفيذ عمليات على الأراضي الفنزويلية. وقالت الصحيفة إن ترامب كشف، مؤخرًا، أن هدف الضغوط الأميركية على فنزويلا لا يتعلق بالهجرة غير الشرعية أو تجارة المخدرات، بل يرتبط بمحاولة تغيير الحكومة في كاراكاس. وبالتزامن مع ذلك، تحدث مسؤولون أميركيون عن احتمال تغيير النظام في فنزويلا، في ظل نشر قاذفات "بي-52" في البحر الكاريبي، ما يُعيد المشهد إلى سياسات ترامب خلال ولايته الأولى في العام 2019، حين سعت واشنطن إلى الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو عبر دعم زعيم المعارضة خوان غوايدو.
وأضافت الصحيفة أن فنزويلا أعلنت التعبئة العامة واستعدادها لمواجهة أي اعتداء، بينما أعلن مادورو أن عدد قوات المتطوعين الاحتياطية بلغ نحو ثمانية ملايين مقاتل، على الرغم من تشكيك واشنطن بقدرات هذه القوات. وحذّرت الصحيفة من أن تصاعد التوتر بين البلدين قد يُثير اضطرابات في منطقة البحر الكاريبي وأميركا الجنوبية، ويؤدي إلى موجات هجرة جديدة وتوسع للجماعات الإجرامية، وهي الذرائع نفسها التي يستخدمها ترامب لتسويغ سياساته العدوانية أزاء فنزويلا.
التقارب الإقليمي المتمركز حول إيران
أما صحيفة إيران؛ فقد سلطت الضوء على أهمية دور طهران الإقليمي في إطار منظمة التعاون الاقتصادي (ECO)، والتي تُعدّ من أقدم المنظمات الإقليمية في المنطقة، إذ أسست قبل أكثر من 60 عامًا، بمشاركة إيران وتركيا وباكستان. وأشارت الصحيفة إلى أن المنظمة، والتي يقع مقرها الرئيسي في طهران، تضم اليوم عشر دول من آسيا الوسطى والقوقاز وأفغانستان، وتمثل نموذجًا متقدمًا للتعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والإدارية.
ورأت الصحيفة أن استمرار نشاط المنظمة واستقرارها يعكسان مكانة إيران محورًا إقليميًا فاعلًا، مؤكدة أن موقع طهران الجغرافي ومقوماتها الاقتصادية والسياسية يمنحانها فرصة لتعزيز دورها القيادي إلى جانب تركيا وباكستان، على غرار ما تمارسه ألمانيا وفرنسا في الاتحاد الأوروبي أو ماليزيا وإندونيسيا في منظمة آسيان.
وختمت الصحيفة بالقول إن: "تعزيز التنسيق، بين الدول المؤسسة الثلاث، يمكن أن يجعل من إيران قلب المنظمة النابض ومركز ثقل اقتصادي وسياسي في المنطقة".