عين على العدو
نشرت صحيفة "معاريف" استطلاع رأي أجراه ما يُسمّى "معهد سياسات الشعب اليهودي" عكس صورة تعتبر مقلقة بالنسبة لمجتمع العدو: تصاعد الخوف من اغتيال سياسي، وانقسام حول اتفاق أوسلو، وانتقادات للسلطات.
بحسب "معاريف"، بعد مرور ثلاثين عامًا على اغتيال رئيس حكومة الاحتلال إسحاق رابين، ما يزال المجتمع "الإسرائيلي" يعتبر الحدث نقطة انكسار في المجتمع والسياسة.
ويعرض "مؤشر المجتمع الإسرائيلي لعام 2025" الصادر عن المعهد نفسه صورة معقّدة تجمع بين الخوف، وانعدام الثقة، واستمرار الانقسام العميق، إلى جانب التقدير الكبير لشخص رابين نفسه.
ويعرض "مؤشر المجتمع "الإسرائيلي" لعام 2025" الصادر عن المعهد صورة معقّدة تجمع بين الخوف، وانعدام الثقة، واستمرار الانقسام العميق، إلى جانب التقدير الكبير لشخص رابين نفسه.
الخوف من اغتيال سياسي: الهواجس لم تتلاشَ
وفق الاستطلاع، فإن 52% من "الإسرائيليين" يعتقدون بأن هناك اليوم احتمالًا كبيرًا لوقوع اغتيال سياسي جديد يستهدف زعيمًا بارزًا في الحياة العامة، في المقابل، يرى 29% أن الخطر منخفض، بينما لا يعتبره 12% خطرًا حقيقيًا.
كما بيّن الاستطلاع أنّ الخشية موجودة في جميع المعسكرات، لكنّها تزداد كلما انتقلنا من اليسار إلى اليمين حيث إنّ 42% من "الإسرائيليين"، ونحو نصف اليهود (49%)، يخشون بالأساس من اغتيال زعيم ينتمي إلى اليمين. كذلك يخاف 15% من استهداف زعيم يساري، و4% من اغتيال زعيم من التيار الوسطي. أما ربع اليهود (24%) فيتخوفون بدرجة متساوية من استهداف قادة من جميع الأطراف.
وعلى الصعيد الأيديولوجي، أظهر الاستطلاع أنّ 83% من أنصار اليمين يخشون من اغتيال زعيم يميني، في حين أن 69% من أنصار اليسار يخافون من المساس بزعيم يساري. يرى الجمهور "الإسرائيلي" في خطر الاغتيال السياسي واقعًا قائمًا، لكن كلّ طرف منشغل أساسًا بخطر يتهدّد زعماء معسكره.
وبما يرتبط بالتعامل مع التحريض، بينّت النتائج أنّ أغلبية ساحقة من "الإسرائيليين" - 80% - يرون أن السلطات تتعامل مع التحريض بدرجة أقل مما هو مطلوب، في حين يعتبر 4% فقط أن المعالجة كافية. وبين اليهود، تبدو الانتقادات أشد حدّة، إذ يقول 86% إن التعامل مع الظاهرة شائب، مقابل 3% فقط راضون عنه. وتبرز هنا أيضًا نزعة واضحة: فكلما انتقلنا من اليسار نحو اليمين، تتزايد القناعة بأن "إسرائيل" تفشل في مواجهة التحريض، من 69% في صفوف اليسار إلى 94% في أوساط اليمين. فيما توحّد الجمهور "الإسرائيلي" في شعوره بالإحباط من تقاعس السلطات، لكن كلّ معسكر يعتقد أن الطرف الآخر هو المسؤول الأساسي عن هذا الوضع.
اتفاق أوسلو: الرأي العام منقسم
كذلك أظهر الاستطلاع انقسامًا في الرأي حول اتفاق أوسلو، إذ حمّل 87% من "الإسرائيليين" إسحاق رابين مسؤولية اتفاق أوسلو، من بينهم 69% يعتبرونه المسؤول بدرجة كبيرة. وبين اليهود ترتفع هذه النسبة إلى 93%. في حين يرى 48% من "الإسرائيليين" أن أوسلو كان خطوة في الاتّجاه الخاطئ، بينما يعتقد 45% أنه كان خطوة صحيحة لكن فرص نجاحه كانت ضئيلة. في أوساط اليهود، يرى 55% أن الاتفاق كان خطأً، مقابل 41% يرونه خطوة صائبة.
وفي الخلاصة يواصل اتفاق أوسلو تقسيم المجتمع "الإسرائيلي" إلى معسكرين شبه متكافئين: أحدهما يرى فيه أملًا لم يتحقق، والآخر يعتبره خطأً تاريخيًا.
هل أوقف الاغتيال اتفاق أوسلو؟
وردًا على سؤال "هل أوقف اغتيال رابين اتفاق أوسلو"، جاءت الإجابات على الشكل التالي: ثلث "الإسرائيليين" (33%) يعتقدون بأن الاغتيال أوقف بالفعل المسار السياسي، في حين يرى ثلث آخر أن العملية كانت ستتوقف حتّى من دونه، بينما يعتقد 25% بأنها لم تتوقف أصلًا.
أما في معسكر اليسار، فتظهر أغلبية كبيرة - 83% - تؤكد أن اغتيال رابين هو ما أوقف اتفاق أوسلو، مقابل 18% فقط في معسكر الوسط - اليمين و12% في اليمين، وانطلاقًا من هذه النتائج تظل النظرة إلى تأثير الاغتيال منقسمة وفق خطوط الصدع السياسية، إذ يفسّر كلّ معسكر التاريخ بما يتوافق مع مواقفه الأيديولوجية.