عربي ودولي
يستكمل العراق استعداداته للاستحقاق الانتخابي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل الذي سيحدد ملامح السلطة التشريعية ومستقبل المشهد السياسي.
ويشهد هذا الاستحقاق تنافسًا حادًا بين 31 تحالفًا، و38 حزبًا، و75 قائمة منفردة، على 329 مقعدًا.
وبحسب وثيقة رسمية صادرة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق لعام 2025، والمتعلقة بـ"الانتشار النهائي لمراكز ومحطات الاقتراع لانتخابات مجلس النواب العراقي"، بلغ إجمالي عدد الناخبين المسجلين بايومتريًا في عموم العراق 21,404,291 ناخبًا.
رئيس الحكومة يحذّر من التفريط بالحق الدستوري في صنع مستقبل العراق
وفي ظل مقاطعة التيار الصدري للانتخابات إلى جانب المئات من الناشطين المدنيين، ومنظمات مجتمع مدني، وأحزاب ناشئة، حذر رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، من التفريط بالحق الدستوري في صنع مستقبل العراق، مؤكدًا أن العزوف عن المشاركة في الانتخابات سيفسح المجال لعودة الفاشلين والفاسدين.
وقال السوداني إنه "لا يجوز التفريط بالحق الدستوري في صنع مستقبل العراق من خلال المشاركة في الانتخابات ولا يمكن القبول بأي مبرر للعزوف عنها"، مشيرًا إلى أنَّ "العزوف عن الانتخابات سيفسح المجال للفاشلين والفاسدين بالعودة".
وعوَّل رئيس الوزراء على "المشاركة الواعية والفاعلة في الانتخابات يوم 11/11 وهو اليوم الذي سنرسم فيه مستقبل العراق السياسي الجديد"، مبينًا أن "العراق يشهد حالةً من الاستقرار والتعافي، ومؤشراتٍ إيجابيةً على الاقتصاد العراقي".
وأضاف: "نريد لسياسة الحكمة وتغليب مصلحة العراق والعراقيين أن تستمر ولا نريد العودة إلى سياسة خلق الأزمات والانفعال وتوريط العراق في مشاكل داخلية وخارجية"، لافتاً إلى أن "طريق التنمية هو المشروع الحلم ومشروع الشعب الذي يضم فرصًا استثماريةً تزيد على 450 مليار دولار".
وختم السوداني بالقول: "سننتخب جميعًا في يوم 11/11 لأننا نعوِّل على استمرار نجاح التجربة".
نقل البيانات الانتخابية مؤمَّن في 3 مراحل
بدوره، أكد عضو الفريق الإعلامي في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حسن هادي زاير أن المفوضية تتابع عن كثب ملف الدعاية الانتخابية بالتنسيق مع أمانة بغداد والدوائر البلدية في المحافظات، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن نقل البيانات الانتخابية مؤمَّن بثلاث مراحل لضمان سلامة أصوات الناخبين.
وقال زاير لوكالة الأنباء العراقية إنّ "هناك لجنة عليا للمتابعة والرصد تعمل وفق النظام رقم (4) لسنة 2025 الخاص بالدعايات الانتخابية"، موضحًا أن "أمانة بغداد تتولى متابعة الإعلانات الموضوعة على الجزر الوسطية، في حين تختص المفوضية بمتابعة الدعايات في الدوائر الحكومية والجوامع والحسينيات ومراكز الاقتراع"، وأضاف أن "الإجراءات المتخذة بحق المخالفين تشمل فرض غرامات مالية ورفع الدعايات المتجاوزة، وقد تم تنفيذ عدد كبير من الغرامات فعلياً"، داعياً المرشحين إلى "الاطلاع على الأنظمة والتعليمات الصادرة قبل ثلاثة أشهر، خصوصاً أن هذه التجربة الانتخابية هي السادسة في البلاد".
زاير أشار إلى أن "الانتخابات الحالية تتميّز باعتماد البطاقة البايومترية حصرًا وفق القانون رقم (4) المعدل، ما جعل عملية التصويت أكثر أمانًا"، مبيّنًا أن "الأجهزة الإلكترونية أسهمت في حماية العملية الانتخابية بشكل كبير، لتصل نسبة التزوير إلى الصفر في المحطة الواحدة".
وأوضح أن "المفوضية طبعت نحو 23 مليون ورقة اقتراع، تتضمن 19 نوعاً منها، بينها ورقة خاصة للتصويت الخاص والنازحين"، مؤكداً أن "الورقة الانتخابية مؤمنة بخوارزميات وتفاصيل دقيقة تمنع استنساخها أو تزويرها، وتشبه في حمايتها العملة الورقية".
ولفت إلى أن "المفوضية تولي الأمن السيبراني أهمية كبيرة، حيث تضمن ثلاث مراحل رئيسية حمايةً للصوت الانتخابي، هي نقل البيانات عبر الوسط الناقل مباشرة، ونقلها عبر الفلاش ميموري خلال ست ساعات من انتهاء التصويت، إضافة إلى العد والفرز اليدوي الذي يبدأ في السادسة مساءً ويستمر حتى منتصف الليل"، مشدداً على أن "هذه الإجراءات تجعل نتائج الانتخابات أكثر شفافية ودقة".