اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الإسناد النوعي ينهي مشروع "طال شمايِيم" تمامًا

خاص العهد

 برّاك يتنكّر لحلفائه في لبنان: الفاسدون صنيعة الأميركيين
خاص العهد

 برّاك يتنكّر لحلفائه في لبنان: الفاسدون صنيعة الأميركيين

123

مرّة جديدة، يُثير المبعوث الأميركي توم برّاك جدلًا واسعًا بعدما وصف لبنان بأنه "دولة فاشلة تعاني من أزمات سياسية واقتصادية عميقة".

هذا الخطاب الذي يكرّر مقولات قديمة في السياسة الأميركية تجاه لبنان، رأى فيه العديد من المراقبين محاولة جديدة لتصوير الدولة اللبنانية ككيانٍ عاجز لتبرير المزيد من التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، أو لفرض وصاية مالية وسياسية تحت عناوين "الإنقاذ" و"الدعم الدولي".

جراده لـ"العهد": من أنتج الفساد في لبنان لا يحقّ له أن يمنح شهادات للناس

في هذا السياق، علّق النائب الياس جراده، في حديثٍ لموقع "العهد الإخباري، على تصريح برّاك، مؤكدًا أنّ "من صنع الفساد في لبنان لا يحقّ له أن يمنح شهادات للآخرين".

وقال جراده: "نحن شعب عمره آلاف السنين، أنتجنا حضارة وفلاسفة وأمراء وصناعة فكر وثقافة، بينما هم قومٌ سرقوا أرض غيرهم وادّعوا أنهم أصحاب قيم إنسانية، فيما يمارسون التمييز والاضطهاد بحقّ الشعوب الأخرى".

وأضاف: "من المؤسف أن يأتي من موقعٍ كهذا ليحاضر فينا بالأخلاق، وهو ومنظومته كانوا الداعمين الأوائل للفساد في لبنان. باراك وأمثاله هم من آزروا هذه المنظومة الفاسدة، وغذّوها بالمال والسياسة والإعلام والأمن، ووفّروا لها الغطاء الكامل على مدى سنوات طويلة".

وشدد على أنّ الحديث الأميركي عن مكافحة الفساد في لبنان "يفتقد لأي صدقية"، لأنّ واشنطن، بحسب قوله، "هي من دعمت المنظومة التي نهبت البلد، عبر رعايتها للنظام المالي والاقتصادي القائم على الاستدانة والارتهان، وعبر حماية السياسيين الفاسدين ما داموا يلتزمون بسياساتها".

وتابع جراده: "نحن اليوم نواجه الفساد الحقيقي في بلدنا، الفساد الذي صُنع في الخارج واستُورد إلينا تحت شعارات الإصلاح والدعم الدولي. من يتحدث عن فسادنا عليه أن ينظر أولًا في الدور الأميركي الذي كرّس الطبقة الفاسدة وحماها".

ورأى جراده في ختام حديثه لموقعنا أن "هذا الخطاب الأميركي ليس بريئًا، بل يأتي في سياق الضغط السياسي لإخضاع لبنان وتمرير مشاريع تستهدف سيادته واقتصاده. من يصفنا بالدولة الفاشلة هو نفسه من يريد تفكيك مؤسساتنا وتقسيم بلدنا طوائفيًا لمصالحه".

الدرّ لـ"العهد": تصريحات باراك إهانة دبلوماسية تستوجب ردًّا رسميًا

الكاتب والمحلل السياسي حسن الدرّ أكد من ناحيته لـ"العهد" أن ما صدر عن براك "يشكّل خرقًا فاضحًا للأعراف الدبلوماسية، واعتداءً على كرامة لبنان وموقعه بين الدول"، مشيرًا إلى أنّه "من غير المقبول أن يصف مبعوث رسمي دولةً مستقلة بأنها فاشلة، فهذا الوصف يحمل في طيّاته تحريضًا وتبريرًا لأيّ تدخل سياسي أو حتّى أمني ضدّها".

وقال الدرّ: "هذا الكلام خالٍ من أيّة لياقة دبلوماسية، وهو بمثابة إهانة مباشرة للبنان، ولشعبه ومؤسساته. في الأعراف الدولية، مثل هذا التصريح يستوجب تحرّكًا رسميًا فوريًا، وعلى وزارة الخارجية اللبنانية أن تستدعي السفيرة الأميركية وتقدّم احتجاجًا واضحًا وتطلب توضيحًا رسميًا".

وأضاف: "إذا كان باراك يرى لبنان دولة فاشلة، فليتذكّر أن من تسبّب بانهياره هي السياسات الأميركية نفسها التي فرضت الحصار والعقوبات، وأبقت البلد رهينة نظام مالي مرتبط بالخارج. واشنطن هي التي ساهمت في تفكيك المؤسسات ودعمت النخب التي أوصلت البلاد إلى هذه الأزمات".

وأشار الدرّ إلى أن خلفية هذا التصريح "ليست توصيفًا واقعيًا بقدر ما هي استمرار لسياسة الضغط على لبنان، سواء من البوابة الاقتصادية أو من خلال الترهيب السياسي والإعلامي"، موضحًا أن "براك يشكّل حلقة في هذه السلسلة التي تهدف إلى دفع الحكومة اللبنانية نحو تقديم تنازلات تصبّ في مصلحة "إسرائيل" والولايات المتحدة".

وختم الدرّ حديثه بالقول: "لبنان يمرّ بأزمة مُفتعلة ومقصودة، والولايات المتحدة تتحمّل مسؤولية أساسية فيها. من يريد مساعدة لبنان لا يصفه بالدولة الفاشلة، بل يرفع الحصار عنه ويتركه ينهض بإرادته الوطنية".

الكلمات المفتاحية
مشاركة