إيران
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس (06 تشرين الثاني 2025) بقضية فوز زهران ممداني في انتخابات عمدة نيويورك. كما اهتمت بالتطورات في المنطقة مع توقعات للتصعيد.
أميركا ضد أميركا
في هذا الصدد، قالت صحيفة همشهري: "انتُخب زهران ممداني، وهو سياسي أميركي مسلم ومعادٍ لـ "إسرائيل"، عمدةً لمدينة نيويورك في واحدة من أكثر الانتخابات المحلية إثارةً للجدل في البلاد، حيث تمكن ممداني، والذي سيبدأ ولايته في كانون الثاني/يناير 2026، من الفوز بهامش كبير على الرغم من الهجوم الشرس الذي شنته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمهورية واللوبي الصهيوني، معتمدًا على مواقفه المناهضة للصهيونية والدعم الواسع من الشباب والمهاجرين".
وأضافت: "كانت قد حطمت المشاركة في انتخابات عمدة نيويورك أرقامًا قياسية جديدة، حيث شارك ما يقرب من مليونين من سكان نيويورك في الانتخابات، وهو أعلى معدل مشاركة منذ العام 1969. ويتزامن تبلور الاحتجاجات العالمية في انتخابات نيويورك مع اندلاع الغضب العالمي إزاء الإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في جميع أنحاء العالم. وتظهر آثار المشاعر المعادية لـ "إسرائيل" بوضوح في فوز زهران ممداني، لا سيما بين الناخبين الشباب وحتى بين مختلف الجماعات اليهودية المقيمة في نيويورك التي دعمت مواقفه بشأن حرب غزة".
وتابعت: "يعتقد 39% من الناخبين أن ممداني اتخذ أفضل موقف بشأن حرب غزة، وأيد 66% من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا موقف ممداني المناهض للصهيونية. وقال 67% من يهود نيويورك الذين تقل أعمارهم عن 44 عامًا إنهم سيصوتون لصالح ممداني في احتجاج ضد "تل أبيب"، وقال 43% من إجمالي الجالية اليهودية في مدينة نيويورك معربين عن معارضتهم لحرب غزة والسياسات الأميركية بشأن هذه القضية، إنهم يؤيدون ممداني".
وبحسب الصحيفة، انتقد زهران ممداني مرارًا وتكرارًا حرب غزة خلال الحملة الانتخابية، وأعلن أنه إذا فاز، وإذا زار رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو نيويورك، فسوف ينفذ مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لاعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وذكرت شبكة سي بي إس سابقًا، في ذكرى حرب غزة العام 2024، أن سكان نيويورك نظموا آلاف المظاهرات المناهضة للحرب (كبيرة وصغيرة) منذ بداية الحرب احتجاجًا على الإبادة الجماعية في غزة وسياسات الحكومة الأميركية الداعمة لـ "إسرائيل". وسألت: "هل يمكن أن يكون ترامب عقبة أمام ممداني؟"، مضيفة: "دونالد ترامب، الذي أبدى معارضته المتكررة لممداني مستخدمًا أوصافًا مثل الشيوعي الصغير، هدد بخفض الميزانية الفيدرالية لنيويورك في حال فوز المرشح المسلم بالانتخابات." وتابعت: "مع ذلك، ووفقًا للدستور الأميركي، لا يحق للرئيس خفض الميزانية من جانب واحد، وسيواجه طعونًا قانونية إذا حاول ذلك، وفي الواقع، يُنظر إلى تهديد ترامب على أنه مجرد خطوة دعائية ورمزية من جانب الجمهوريين."
الخوف من حزب الله الجديد
من جهتها، ذكرت صحيفة وطن أمروز أن الأدلة الميدانية ومواقف المسؤولين "الإسرائيليين" والأميركيين تشير إلى سعيهما لبدء صراع عسكري جديد في المنطقة. وقالت: "يجري حاليًا تقييم المكالمة الهاتفية الأخيرة بين وزير الحرب الأميركي ووزير الدفاع العراقي في هذا الصدد، وقد صرح وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، والتي استمرت إحدى عشرة دقيقة، قائلًا: أجريتُ مكالمة قصيرة مع وزير الحرب الأميركي، وأبلغني فيها بقرب وقوع عملية عسكرية في المنطقة، وهذا آخر تحذير لنا: على الجماعات المسلحة العراقية عدم الرد بأي شكل من الأشكال". ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الخبراء رأوا أن هدف العملية العسكرية القادمة هو على الأرجح إيران أو حزب الله، وبالطبع، وبالنظر إلى معادلات منطقة غرب آسيا والتحركات العسكرية الكيان "الإسرائيلي"، فمن المرجح أن يكون لبنان وحزب الله".
وشددت الصحيفة على أن المحللين يعتقدون أن الكيان "الإسرائيلي" وترامب، بعد فشلهما في تحقيق نزع سلاح حزب الله من قبل الحكومة اللبنانية، يسعيان الآن إلى تحقيق هدفهما المتمثل في إقصاء حزب الله من المعادلات الإقليمية من خلال استهداف مواقع واغتيال قادة ومسؤولين سياسيين في حزب الله. وأردفت: "مع ذلك، تُظهر الوقائع الميدانية والسياسية أن الكيان الصهيوني يواجه عقباتٍ ومشكلات عديدةً في بدء صراعٍ عسكريٍّ جديدٍ مع حزب الله في لبنان".
وتابعت: "بعد وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحزب الله، تمكن حزب الله من إعادة بناء نفسه بقوة ودقة. وقد مرّ حزب الله بظروف صعبة للغاية خلال الأحد عشر شهرًا الماضية. وقد تسبب استشهاد السيد حسن نصر الله وعدد من كبار المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين رفيعي المستوى في مواجهة حزب الله لفراغ سياسي وعسكري كبير. وكان لهذا الفراغ تأثير كبير على التطورات الداخلية في لبنان. ومارست الولايات المتحدة ضغوطًا كبيرة على الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء لبدء واستكمال عملية نزع سلاح حزب الله"، بحسب قولها.
ورأت الصحيفة أن: "أهم عقبة تواجه الحكومة اللبنانية هي مكانة حزب الله في لبنان والقوة الاجتماعية للمقاومة، فمن حيث التركيبة السكانية وقبول حزب الله في المجتمع اللبناني، يكاد يكون نزع سلاح المقاومة اللبنانية مستحيلًا، ويعتقد العديد من المحللين أنه إذا سعت الحكومة بجدية إلى نزع سلاح حزب الله، فسيدخل لبنان في حرب أهلية كبرى، وبناءً على الوقائع على الأرض، سيكون حزب الله هو الرابح في هذه الحرب الأهلية".
وأكدت أن الخبراء يعتقدون أنه بعد هجوم الكيان الصهيوني على قطر ورحلة علي لاريجاني إلى المملكة العربية السعودية، حدث نوع من التحول في سياسات الرياض تجاه التطورات في بيروت. وبالمثل، يعتقد العديد من الخبراء أن هجوم الكيان الصهيوني على قطر دفع المسؤولين السعوديين إلى استنتاج أنه لا ينبغي لهم تحديد سياساتهم في المنطقة، وخاصة تجاه لبنان، بطريقة من شأنها أن تمهد الطريق لسياسة نتنياهو في التعدي على دول المنطقة. وقالت: "من ناحية أخرى، خطا حزب الله خطوات مهمة وفعّالة في مجال المعدات والقدرات العسكرية. على الرغم من أن الكيان "الإسرائيلي" ادّعى استهداف 90% من قدرات حزب الله الصاروخية والطائرات المسيّرة خلال حرب العام الماضي، إلا أنه، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام "الإسرائيلي"ة والمصادر الغربية، تمكّن حزب الله من تنفيذ عملية إعادة تسليحه بعناية خلال العام الماضي".
الثقافة العامة وضرورة إعادة بنائها
في سياق آخر، قالت صحيفة رسالت: "ينبغي فهم الثقافة العامة ليس كمجموعة من العادات والتقاليد، بل كأفق المعنى وسياق الحياة الجماعية للمواطنين، السياق نفسه الذي تتشابك فيه الأخلاق والسياسة والشعور بالانتماء، الثقافة العامة هي نتاج تقاطع اللغة والسلوك؛ حيث يصبح الفكر عادة، والعادة تُشكل الذاكرة الجماعية". وتابعت: "من هذا المنظور، تُعد الثقافة العامة روح المدنية التي تُضفي معنى على العلاقات الإنسانية من الداخل، وترسم الحدود بين المصالح الفردية والصالح العام. لذلك، لكل مجتمع ثقافة بقدر عمق الحوار ودرجة الكرامة الموجودة في علاقاته اليومية، وعندما يموت الحوار، تفرغ الثقافة أيضًا من داخلها."
وأردفت: "في إيران اليوم، تقف الثقافة العامة في خضم اضطراب تاريخي، لقد واجهنا الانتقال السريع من التقليد إلى الحداثة، وتوسع الفضاء الإلكتروني، وتفكك نظام القيم بنوع من الارتباك الثقافي. وفقدت مجالات التفاعل التقليدية، مثل السوق والمسجد والحسينية، وظيفتها، ولم تصل المجالات الجديدة بعد إلى نضج الحوار. ويبدو الأمر كما لو أن المجتمع عالق بين لغتين؛ لغة الأخلاق والأدب القديمة ولغة الإعلام والمنافسة الجديدة. في هذه الأثناء، تشتت المعنى وتلاشى الثقة، وأصبحت الثقافة العامة، والتي ينبغي أن تكون مكانًا للتواصل بين العقول والقلوب، ساحة للأصوات المتضاربة والروايات المتصدعة".
وختمت الصحيفة: "إذا مكّنت عملية صنع السياسات من تمهيد الطريق لحوار حرّ وأخلاقي بدلًا من الفرض، فستعود الثقافة العامة إلى الحياة".