لبنان
في مشهد إنساني عابق بالعاطفة والأمل، شهد معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس انطلاق المرحلة الثامنة من خطة العودة المنظمة للنازحين السوريين، التي تنفذها المديرية العامة للأمن العام عبر مركز العريضة الحدودي، بالتنسيق الكامل مع السلطات السورية، وبمشاركة من منظمات أممية وإنسانية.
وأشرف على الحملة العقيد هادي حريري رئيس شعبة لبنان الشمالي في دائرة الأمن القومي، والعقيد عازار الشامي رئيس دائرة الأمن العام في الشمال، والعقيد طلال حمدان رئيس مركز طرابلس الإقليمي، والرائد وسام الدهيبي من شعبة الأمن القومي، والنقيب علاء الشامي رئيس شعبة التحقيق والاستقصاء في دائرة لبنان الشمالي.
وأكدت مصادر الأمن العام أن جميع الإجراءات الإدارية، من إعفاء العائدين من الرسوم والمخالفات المتراكمة على إقاماتهم، جرت بسلاسة بهدف التخفيف عنهم وضمان عودتهم بكرامة، ضمن خطة متكاملة تترجم التزام الدولة اللبنانية بإنهاء معاناة النازحين.
القوافل التي انطلقت من الشمال بمواكبة أمنية باتجاه معبر العريضة الحدودي، حملت معها مشاهد مؤثرة لأسر أنهكها النزوح، وها هي اليوم تعود إلى قراها وبيوتها محملة بالحنين والأمل، في تأكيد على نجاح التنسيق اللبناني السوري وجهود الأمن العام المتواصلة في هذا الملف الإنساني.
المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين تيريزا فريحة أوضحت أن العملية شملت المئات من العائدين الذين تم تأمين الباصات والمساعدات المالية واللوجستية لهم ضمن جدول زمني منظم يضمن عودة آمنة وطوعية، مع توفير الرعاية الطبية والإغاثية اللازمة من قبل الجهات الإنسانية المشاركة.
لكن المشهد الأبلغ لم يكن في الأرقام ولا في القوافل، بل في الدموع التي رافقت العائدين وهم يودعون أرض اللجوء. نساء مسنات رفعن الأكف إلى السماء بالدعاء لفلسطين وغزة، حيث العدوان والمأساة وحرب الابادة مستمرة
قالت إحداهن وهي تمسح دموعها قبل صعودها إلى الحافلة: "نعود إلى بيوتنا، ونسأل الله أن يفرج هم إخوتنا في فلسطين، وأن يعودوا إلى ديارهم كما نعود نحن اليوم."
دموع العائدين من الشمال لم تكن فقط دموع وداع، بل دموع تضامن ونصرة لشعب ما زال يقاوم على أرضه، في مشهد يختصر جوهر العودة، حيث تبقى الكرامة والحق والإنسانية أقوى من كل حدود.