لبنان
أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أن هناك من يحاول الالتفاف على الوحدة الشيعية الوطنية، وضرب الثنائية وإلباسها معنى العنصرية، لكنهم فشلوا بذلك، لأننا ضحينا من أجل لبنان ورفعنا عنوان لبنان وطن نهائي لجميع اللبنانيين، انطلاقًا من الشعار الذي رفعه إمامنا المغيب السيد موسى الصدر.
كلام الخطيب جاء خلال احتفال أقيم في ذكرى المربي مصطفى اليحفوفي في حسينية بلدة نحلة، بحضور فعاليات سياسية ودينية واجتماعية، ورؤساء بلديات واتحادات مخاتير.

وأشار الخطيب إلى أننا شيعة العرب، لم يكن لدينا مشروع سياسي خاص، ورغم ما مرّ علينا في التاريخ من ملاحقات وظلم، لم نرفع يومًا شعارًا عنصريًا أو سياسيًا، ونحن وما زلنا نؤكد أن لبنان وطن نهائي لكل أبنائه ولجميع بنيه في الحقوق والواجبات سواسية، وليمارس كل إيمانه كما يراه، وهذه تربيتنا القائمة على التسامح.
وأكد الخطيب أنه ليس من مصلحة أحد اليوم إثارة النعرات الطائفية لصالح العدو "الإسرائيلي"، والذين يرفعون شعارات التقسيم ومواجهة المقاومة، نسألهم لمصلحة من يطلقون هذه الشعارات؟ نحن في حرب مع هذا العدو، الذي لم يترك وسيلة إلا واستخدمها في هذه الحرب اللئيمة معنا في لبنان في الجنوب والبقاع والضاحية، ومع الشعب الفلسطيني في غزة، فلا مصلحة للبنانيين بإثارة المشاكل الداخلية، إنما بجمع الصف ووحدة الكلمة بين الطوائف جميعًا، فالأمر الذي يريده العدو هو التقسيم وإيجاد حروب داخلية، والرد يكون بالوحدة.
وتابع "فلا تخافوا من كل الإشاعات، فالذي يريد أن يأخذ منكم ما لم يحصل عليه في المعارك العسكرية لن يستطيع أن يحصل على شبر واحد، هم يريدون أن يقنعونا أننا هزمنا، فهل هذا تفكير وطني؟ وهل هذا إيمان بلبنان ووحدة الشعب اللبناني؟ لذلك يستغل العدو هذا الخلل الداخلي، ويجب أن نعمل على سد الثغرات".
وأضاف" واهم من يسعى لاستغلال العدو للربح في الداخل، نقول لهذه القوى المادية: طمع "إسرائيل" ليس بطائفة، إنما بثروات لبنان وبكل لبنان، لكننا سنبقى صامدين، محافظين على وحدتنا الداخلية ووحدة اللبنانيين من أي طائفة، مع التأكيد على حرصنا على الجميع كما على أنفسنا، وتذكروا عندما قصفت بعض القرى المسيحية في المنطقة ماذا فعل الإمام السيد موسى الصدر، ومن هنا نؤكد حرصنا على جيراننا كحرصنا على أنفسنا".
وأردف "للطامعين والمراهنين على العدو "الإسرائيلي"، لن تستطيعوا أن تكسروا إرادتنا، والعدو لن يستطيع أن يبقى في جنوب لبنان، لكننا نعطي الوقت للدبلوماسية وللحكومة والسلطة لتحقيق الأمن وإرجاع اللبنانيين وعودتهم إلى قراهم، نعطيهم فرصة، لكن هذا العدوان لن يستمر بدون رد، فيما لو استمر العدو بهذا القصف والتدمير، ولم يمضِ يوم إلا وهناك شهداء من المدنيين".
وأكد الخطيب أن المقاومة هي سند للدولة، وحريصون عليها كما حرصنا على الحكومة.
وتطرق إلى الجامعة اللبنانية، مشيرًا إلى أن هناك هجمة على الجامعة، وإذا بقينا على نفس وتيرة هذه الهجمة، فالبلد إلى خراب، وإذا ما كان قد حصل من خطأ ما في الجامعة، فيجب ألا نهدم الجامعة. هناك سعي حثيث من أجل وقف جامعة الفقراء، لدينا جامعة يهددها الآخرون الذين لديهم جامعات، لكن علينا أن نحافظ عليها. نحن مع المحاسبة، نحن مع الإعلام عندما يرى أن هناك خللاً، أما أن يضيء عليها من أجل تحريض مذهبي وهدم المؤسسات فهذا مرفوض تمامًا، نحن مع النقد الموضوعي".
وشدد على دور الدولة في الحفاظ على لبنان كدولة تهدي وترشد، بعيدًا عن الإملاءات والخضوع للضغوطات الغربية.
وأشاد الشيخ الخطيب بدور الراحل الذي خرّج الأجيال على مدى ٣٥ عامًا في حقل التربية والتعليم من خلال إدارته لثانوية بعلبك للصبيان، فكان مثال الرجل الخلوق والمخلص من أجل وطنه.