عين على العدو
أشارت صحيفة "معاريف الإسرائيلية" إلى أنَّ مسؤولين "إسرائيليين" يصرّحون بحدة في ظل تدهور العلاقات مع تركيا، على خلفية إصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين "إسرائيليين"، وتوضيح كيان العدو أن تركيا لن تشارك في إعادة إعمار غزة، إلى جانب الهجمات الكلامية الشرسة التي يشنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد "إسرائيل".
وفي هذا السياق، تطرقت الصحيفة إلى المحادثات اليوم الاثنين 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأحد المقربين منه، الذي وصل إلى الكيان الصهيوني مساء أمس الأحد، في ظل "حرب التصريحات" الدائرة بين "إسرائيل" وكبار مسؤولي حكومة أردوغان.
ولفتت الصحيفة إلى أنَّه في أنقرة، يواصل المسؤولون الأتراك محاولاتهم لتصوير أنفسهم كطرف فاعل ومؤثر في الساحة الفلسطينية. فقد صرّح مسؤول تركي رفيع المستوى لوكالة "رويترز" أن بلاده "تعمل لضمان المرور الآمن لنحو 200 من مواطني غزة العالقين في الأنفاق برفح"، في حين يؤكد كيان العدو أن الأمر يتعلق بعناصر من حركة حماس وليس بـ"مدنيين" كما تقول أنقرة.
وبحسب المسؤول التركي، فإن بلاده "ساهمت بنجاح في استعادة جثمان هدار غولدين بعد 11 عامًا"، في إشارة تُظهر مسعى أنقرة إلى نسب دورٍ محوري لها في هذه العملية.
في الأسبوع الماضي، أعلنت النيابة العامة في إسطنبول عن إصدار 37 أمر اعتقال بحق مسؤولين صهاينة، على رأسهم نتنياهو، ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، ووزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير، ورئيس الأركان إيال زامير، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الآخرين. ووفق البيان، صدرت الأوامر للاشتباه بارتكابهم "جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية" على خلفية القتال في غزة.
وفي حين رفضت "إسرائيل" هذا الإجراء بشدة، ووصفت الخطوة بأنها تحرك سياسي لا يحمل أي شرعية قانونية خارج تركيا، أكدت مصادر سياسية أن ما جرى هو خطوة دعائية داخلية من أردوغان، وليست إجراءً قضائيًا حقيقيًا.
وردّ وزير الحرب الصهيوني إسرائيل كاتس بلهجة حادة عبر حسابه على منصة "X"، قائلًا: "أردوغان، خذ أوامر الاعتقال السخيفة الخاصة بك واغرب عن وجهنا. غزة ستراها فقط من خلال المنظار".
ووفق الصحيفة، تأتي تصريحاته ضمن سلسلة من الإدانات الشديدة من جانب مسؤولين "إسرائيليين" يرون في هذه الخطوة محاولة من أنقرة لترسيخ مكانتها في العالمين العربي والدولي من خلال مهاجمة "إسرائيل" واستغلال الحرب في غزة لأغراض سياسية داخلية.
وأكَّدت الصحيفة أنَّه من المقرر أن تركّز المحادثات بين نتنياهو وكوشنر على التطورات الإقليمية، وقضية غزة، والتوتر مع تركيا، والتقدم نحو المرحلة الثانية من خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وبحسب التقديرات "الإسرائيلية"، يُتوقع أن يعرض نتنياهو أمام الوفد الأميركي معارضة "إسرائيل" القاطعة لأي دور تركي في القوة الدولية متعددة الجنسيات المخطط لنشرها في غزة، وأن يطلب دعم الولايات المتحدة في كبح نفوذ الرئيس التركي المتصاعد في المنطقة.
وفي السياق ذاته، شدّد قادة حركة حماس على أنهم لا ينوون تسليم العناصر الموجودين في الأنفاق. وقال أحد كبار مسؤولي الحركة في الخارج محمد نزال: "ترحيل مقاتلينا خارج قطاع غزة غير وارد إطلاقًا".
وخلصت الصحيفة إلى أنَّ التطورات الأخيرة تضع تركيا في بؤرة الاهتمام الدبلوماسي المحيط بغزة بين هجماتها السياسية على الكيان الصهيوني ومحاولاتها الظهور كوسيط في القضايا الإنسانية مما يزيد حدة التوتر بين "تل أبيب" وأنقرة عشية اللقاء السياسي المرتقب بين نتنياهو وكوشنر.