اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي 31 يومًا على سريان اتفاق وقف اطلاق النار بغزة.. جيش الاحتلال يواصل الاعتداءات

عين على العدو

لجنة التحقيق في إخفاقات 7 تشرين تقدّم تقريرها: فشل متعدّد الأوجه والتهديدات تتفاقم
عين على العدو

لجنة التحقيق في إخفاقات 7 تشرين تقدّم تقريرها: فشل متعدّد الأوجه والتهديدات تتفاقم

92

قدّم رئيس لجنة التحقيق في إخفاقات 7 تشرين الأول/لأكتوبر 2023 اللواء في الاحتياط سامي ترجمان تقريره أمس الى  وزير الحرب "الإسرائيلي" إسرائيل كاتس.

بحسب المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" آفي أشكنازي، لا خلاف على أن الجيش "الإسرائيلي" وجهاز الشاباك فشلا فشلًا ذريعًا، وأن أجهزة "الأمن والإنقاذ" لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية، وأن الضباط والقادة أخطأوا في عملية اتخاذ القرار. 

أشكنازي نقل عن جيش الاحتلال تأكيده أن ما حدث ليس خطأً موضعيًا أو خللًا في فهم الحدث ليلة العملية، بل فشل كامل وشامل وعميق، يتمحور حول فشل الجيش والشاباك.

وقال أشكنازي إن رئيس الأركان الفريق إيال زمير واللواء سامي ترجمان ينتميان إلى جيل القادة الذي نشأ على صدمة حرب "يوم الغفران" (حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973) وعلى الوعي بأن الحرب قد تندلع في أيّة لحظة. ففي الماضي، كان كل جندي في الجيش يعرف عبارات مثل "السوريون على الأسيجة" و"المصريون يتحركون شمال سيناء"، لكن هذه الذهنية اختفت من صفوف الجيش في السنوات الأخيرة التي سبقت السابع من تشرين الأول"، وتابع: "عاش الجيش "الإسرائيلي" في وهم القوة، معتقدًا بأنه قوي بما يكفي لصدّ أيّ هجوم مفاجئ. ولكن في الواقع، وبموافقة المستوى السياسي وتحت غطائه، أصبح الجيش مشلولًا ومقيّدًا. لم يعرف كيف يتعامل مع حقيقة أن حماس تحوّلت من منظمة إلى جيش منظم. ولم يتعامل كما يجب مع المعلومات المتعلقة بـ خطة "أسوار أريحا"، ولم يُصغِ إلى التحذيرات التي صدرت من داخل المنظومة نفسها، مثل أصوات الراصدات وضباط وضابطات الصف في شعبة الاستخبارات. كذلك لم يعرف الجيش كيف يتعامل مع الخيمة التي أقامها حزب الله في لبنان في آب/أغسطس 2023".

وفق أشكنازي، "إسرائيل" حاليًا عند خط أمني فاصل حاسم، إذ لم تتقلّص التهديدات، بل ازدادت. أمس، أطلق الجيش "الإسرائيلي" مناورة ضخمة بمشاركة فرقتيْن تُحاكي عملية اقتحام من الشرق ومن الضفة الغربية باتجاه مركز الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، وهي سيناريوهات مستوحاة من أحداث السابع من تشرين الأول. في الوقت نفسه، الأتراك في طريقهم إلى غزة مع نحو ألفي جندي، وحماس لا تنزع سلاحها، والأميركيون يراقبون عن كثب تحركات الجيش، بينما حزب الله يتعاظم في الشمال، وإيران تواصل بناء قوتها العسكرية بهدف تدمير "إسرائيل". أما الخبر الإيجابي الوحيد فيأتي من سورية، لكنه ما يزال محفوفًا بعلامات استفهام كثيرة. وفي هذه الأثناء، يُطلَب من الجيش "الإسرائيلي"، في ظلّ التغيّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، أن يستعدّ للحرب المفاجئة القادمة.


فشل استخباري و"مفاهيمي"


صحيفة "إسرائيل هيوم" تطرّقت أيضًا الى جلسة لجنة التحقيق وتقريرها، فأشارت الى أن فريق الخبراء الذين عيّنهم إيال زمير عرض أمس نتائج تحقيقات الجيش "الإسرائيلي" بهدف استخلاص الدروس والعِبَر.

وأوضحت أن الفريق فحص 25 تحقيقًا ووجد تفاوتًا كبيرًا في جودتها، مضيفة أن بعض التحقيقات كانت مهنية وشاملة وتُتيح التعلّم والتقدّم، وبعضها الآخر قدّم أساسًا واقعيًا جيدًا لكنه لم يُشر بوضوح إلى نقاط الفشل ولا إلى التغييرات المطلوبة، في حين أنّ تحقيقات أخرى كانت ناقصة أو غير مُرضية.

بحسب الصحيفة، لكل تحقيق فُحص، أعدّ الفريق تقريرًا مهنيًا ومفصلًا حول جودته وأرفق توصيات عملية محددة.  الفريق أكد أنّ جميع القادة الذين شاركوا في إعداد التحقيقات تصرفوا "بنزاهة وبنيّة صادقة" لإجراء تحقيقات حقيقية وموضوعية. النتائج بيّنت أن الأسباب الرئيسة لإخفاق السابع من أكتوبر كانت الآتية:

- فشل "مفاهيمي" بين الواقع الاستراتيجي والعملياتي وبين تصور الواقع فيما يتعلق بقطاع غزة وحماس.

- فشل استخباري في فهم الواقع، وفي إدراك طبيعة التهديد، وفي إيصال المعلومات المطلوبة في الوقت المناسب.

 كذلك لفت التقرير إلى غياب التعامل مع خطة "جدار أريحا"، وإلى ثقافة تنظيمية وعملياتية اتسمت بأنماط وسلوكيات ميدانية معيبة ترسّخت على مرّ السنين، إضافة إلى فجوة جوهرية ومستمرة على جميع مستويات القيادة والمستويات المهنية بين طبيعة التهديد وبين الاستجابة العملياتية له. كما لوحظ خلل في عملية اتخاذ القرارات وتشغيل القوات في ليلة السابع من تشرين الأول.

فريق الخبراء قال أيضًا: "في ليلة السابع من تشرين الأول تراكمت معلومات متنوعة، ولو تمّ تحليلها مهنيًا لكان من الممكن بل من الواجب إصدار إنذار لعملٍ كبير ومهم. العملية وقعت في ظل معلومات نوعية واستثنائية كانت بحوزة أجهزة الجيش المختلفة".

المسؤولون عن الفشل

ووفقًا للتقرير، الجهات الأساسية التي فشلت هي: هيئة الأركان العامة، شعبة العمليات، شعبة الاستخبارات، قيادة المنطقة الجنوبية، وفرقة غزة.
أما الإخفاقات الرئيسية فكانت في تقدير حجم التهديد، وجاهزية الجيش لهجومٍ مفاجئ، وعدم رصد التطورات العملياتية لدى حماس، والعجز عن حماية مستوطنات الجنوب.

كما تناول التقرير إخفاقات أخرى في أسلحة الجيش، مثل سلاح الجو وسلاح البحر، مشيرًا إلى فشل في بناء منظومة "الدفاع الجوي"، وفشل في حماية الشواطئ مع بداية الحرب.

توصيات فريق الخبراء


فريق الخبراء أوصى رئيس الأركان بتوصياتٍ تنظيمية شاملة تمكّن من تطبيق الإصلاحات المطلوبة في بناء وتشغيل القوة العسكرية للجيش الإسرائيلي، ومن أبرزها:

- تشكيل فريقٍ متعدد التخصّصات برئاسة نائب رئيس الأركان لإعداد خطة عمل لتطبيق وتنفيذ التوصيات.

- اعتبار احتمال اندلاع حرب مفاجئة قاعدةً وبوصلةً للجاهزية العملياتية ولثقافة الجيش التنظيمية.

- مواصلة عملية إصلاح عميقة في شعبة الاستخبارات، وجعل الإنذار بالحرب على رأس سلّم أولوياتها.

كما دعا التقرير إلى فحص المفهوم والتنظيم والاستعدادات الخاصة بمنظومة "الدفاع المناطقي"، مع التشديد على التدريب المهني لأصحاب المناصب في القيادات وغرف العمليات.

الكلمات المفتاحية
مشاركة