عين على العدو
أكّد الرئيس السابق لشعبة العمليات في هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال اللواء احتياط إسرائيل زيف أنّ التحقيقات الداخلية التي يجريها الجيش حول إخفاقات السابع من تشرين الأول لا يمكن أن تكون بديلًا عن لجنة تحقيق رسمية.
وفي حديثٍ إلى الإذاعة الإسرائيلية "103FM"، قال إنّ "على الجيش أن يحقق مع نفسه، فهذا هو جوهر عمله؛ وإذا لم يفعل، فلن يتمكن من استخلاص العِبَر.. إذا جرى انتزاع ثقافة التحقيق من داخله، فإن التزاماته بتحسين أدائه ستضعف"، موضحًا أنّ "حدثًا خطيرًا ومعقّدًا كهذا - كالحرب، حيث يتحمّل الجيش جزءًا من مسؤولية الفشل- يتطلّب تحقيقًا على مستوى أعلى وأكثر مهنية، ولا يمكن الاكتفاء بتحقيق داخلي في الجيش، بل لا بدّ من تشكيل لجنة تحقيق "وطنية" رسمية".
وإذ أشار الى أن "بعض التحقيقات لم تكن بدافع الإخفاء، بل لأنها لم تكن حازمة بما يكفي"، أوضح أنه في ختام التحقيقات التي أجريت في عهد رئيس الأركان هرتسي هليفي، عيّن الأخير لجنة مكوّنة من ستة جنرالات لمراجعة التحقيقات وتقديم تقييم مهني بشأنها، لافتًا إلى أن الملاحظات التي أثارها الجنرال سامي ترجمان هي ذاتها التي كانت مطروحة سابقًا.
كما أشار إلى أنّ "المنظومة العسكرية تدهورت من الناحية العملياتية، ففي نهاية تشرين الثاني 2023، شكّل هرتسي لجنة تحقيق مستقلة برئاسته، وضمّت جنرالات من خارج الجيش، لكن من عارض هذه الخطوة كان رئيس الحكومة نفسه، الذي خشي أن تمتد نتائج التحقيق لتصل إليه شخصيًا".
وتعليقًا على مسألة المسلحين المحاصرين في "جيب رفح" وعما إذا كان ينبغي لـ"إسرائيل" أن لا تسمح لهم بالخروج أحرارًا أكد زيف أنّ هذه المسألة هامشية، مضيفًا أنّ "هذه الخطوة ساعدت في نهاية المطاف على استعادة جثمان الضابط هدار غولدين، وستسهم أيضًا في استعادة رفات الجنود الأربعة الآخرين، لكن هذا الحدث لا يغيّر أي شيء جوهري هناك".
زيف رأى أنّ "خلف هذا الخط الأصفر الافتراضي يوجد أكثر من عشرة آلاف "مسلّح" عادوا إلى السيطرة على غزة، بينما نحن ننشغل ليلًا ونهارًا بـ100 مقاتل مختبئين في نفق ما أهميتهم لا تساوي شيئًا"، محذّرًا من أنّ "المشاكل هناك أخطر بكثير".
كما تساءل في الختام عمّن "سيحكم غزة وكيف تُفكك حماس".