عين على العدو
ذكر معلّق الشؤون العسكرية في صحيفة "معاريف" آفي أشكنازي أنَّ المناورة التي يجريها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" هذا الأسبوع (زئير الأسد)، هي المناورة الأكبر التي تُنفّذ خلال العشرين سنة الماضية، موضحًا أنَّ المناورة في نطاق عمل قيادة المنطقة الوسطى، وجرى خلالها اختبار فرقتين، فرقتي الضفة و "غلعاد" التي أُنشئت حديثًا.
وأكَّد أنَّ المناورة بُنِيَت على أساس سيناريوهات ودروس هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث اختُبر أربعون سيناريو مختلف، شملت هجمات بطائرات مسيّرة ومحلّقات شراعية على خط التماس وفي مستوطنات "إسرائيلية" بالضفة الغربية، إضافة إلى محاكاة اقتحامات من الحدود الشرقية واحتجاز أسرى.
كما شملت المناورات جميع مناطق الضفة الغربية وخط التماس ومنطقة الأغوار، لكنها جاءت في وقتٍ يتصاعد فيه الإرهاب الصهيوني في الخلفية. وأوضح أشكنازي أنَّ شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر يشهدان موسم قطف الزيتون، وخلال هذا الشهر وحده سُجّلت 86 حادثة عنف نفّذها متطرفو اليمين ضد فلسطينيين وجنود من الجيش "الإسرائيلي"، بزيادة قدرها 25 حادثة مقارنة بموسم العام الماضي.
ويقول جيش العدو بشكل واضح إن عنف المستوطنين المتطرفين خرج عن السيطرة، مُرجعًا ذلك إلى الدعم الصامت الذي تمنحه حكومة بنيامين نتنياهو لحالة الفوضى في الضفة الغربية.
ووفق أشكنازي، فإن الأمر قد بدأ بقرار وزير الحرب الصهيوني إسرائيل كاتس بإلغاء أوامر الاعتقال الإداري، وتواصل بصمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكاتس أيضًا في ظل الأحداث الأخيرة، التي شهدت اعتداءات من مستوطنين متطرفين على مواطنين فلسطينيين، وإحراق ممتلكات، والاعتداء على جنود "إسرائيليين".
ويتواصل ذلك بإضعاف "الشعبة اليهودية" في جهاز "الشاباك"، التي لا تنجح في إنتاج صورة استخباراتية حقيقية عمّا يجري على الأرض، على ما يقول أشكنازي.
وفي هذا السياق، قالت مصادر أمنية صهيونية، ينقل أشكنازي، إن روح وزير "الأمن القومي" الصهيوني إيتمار بن غفير، الناشط السابق في حركة "كاخ" اليمينية المتطرفة، باتت ملموسة في سلوك الشرطة على الأرض.
ويخشى جيش الاحتلال سيناريو يخرج فيه حادث عنف عن السيطرة ويُدهوِر الوضع في الضفة الغربية المحتلة، وهو سيناريو قد يحوّل بعض الحالات التي شملتها مناورة "زئير الأسد" هذا الأسبوع إلى واقع فعلي،
وخلص أشكنازي إلى أن التحذيرات واضحة، لكن تجاهل المستوى السياسي لهذه التطورات يبدو متعمدًا، وأن الحكومة ستسعى لاحقًا لتبرير موقفها بالقول إن خطورة الوضع لم تُعرض أمامها في الوقت المناسب.
وفي الأثناء، تواصل مجموعات المستوطنين الخارجة عن القانون أعمالها دون رادع، ناشرةً الفوضى والعنف في مناطق الضفة الغربية.