لبنان
استقبل عضو كتلة الوفاء للمقاومة؛ النائب حسن عز الدين في مكتبه في صور وفدًا من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، برئاسة عضو مكتبها السياسي ومسؤولها في لبنان؛ يوسف أحمد، مسؤولها في منطقة صور؛ عبد كنعان وأعضاء من قيادتها، بحضور معاون مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله؛ خليل حسين.
وخلال اللقاء جرى التداول في آخر المستجدات السياسية والأمنية في لبنان وفلسطين، و"أوضاع أهلنا الصامدين في غزّة والضفّة وفي جنوب لبنان"، فيما أشار عز الدين إلى أن "منطقتنا هي منطقة صراعات لن تهدأ، وجوهرها القضية الفلسطينية، وأن المشروع الأميركي الذي يستهدف هذه المنطقة تشكّل "إسرائيل" أداة فيه وليس العكس، وهو مشروع يريد وضع اليد على المنطقة وثرواتها ونفطها وحضارتها وممرّاتها المائية".
وقال النائب عز الدين: "رغم الهيمنة والضغط والتخويف لم يتمكن الأميركي حتّى اليوم من الإمساك بالمنطقة، وهو وإن كان قد حقق مصالح "إسرائيل" في سورية، مثلًا، إلا أنه لم يحكم فيها"، وأوضح "في مواجهة المقاومة كان هناك ميدانان: ميدان القتال وميدان القتل، ففي ميدان القتل انتصر العدو، لكنّه في ميدان القتال لم ينتصر ولم يحقق أهدافه".
وأضاف النائب عز الدين: ""إسرائيل"، ورغم الفارق التكنولوجي الهائل لم تحسم أي معركة خاضتها، إذ إن التفوق بالسلاح لا يمكن له أن يشكّل الفصل في أية معركة، والانتصار يحتاج إلى عنصر مادي وهو السلاح والتكنولوجيا، وعنصر معنوي وهو القضية والإرادة والحافزية، ولهذا استطاعت المقاومة أن تنتصر لأنها تمتلك العاملين معًا، فيما يملك العدوّ العامل الأول ولا يملك العامل الثاني، ويملك الأميركي منطق القوّة لكنّه لا يستطيع أن يحكم بالظلم، فالحكم يستمر بالعدل لا بالقهر، لذلك هذه القضية باقية ومستمرة".
وتابع النائب عز الدين: "ما جرى في غزّة يجري في لبنان، فالعدو يريد تنفيذ الشيء نفسه هنا وهناك، ولذلك تُمارَس ضغوط اقتصادية ومالية واجتماعية وقانونية لجعل المقاومة تستسلم، إلا أن الموقف واضح: "إمّا الموت وإمّا رفع الراية"، ونحن لن نرفع راية الاستسلام؛ لأنّ رفعها يشكّل خيانة لدماء الشهداء".
وتوجه النائب عز الدين للوفد الزائر قائلًا: "نحن وأنتم في خندق واحد، وأوجاعكم أوجاعنا، والمهم اليوم أن يبقى الموقف موحدًا سواء في فلسطين أو في لبنان، وفي ظل الضغط علينا أن نحافظ على رأي عام متفاهم، فمن غير المنطقي أن يقال "سلّم سلاحك والعدو على أرضك"".
ودعا النائب عز الدين الحكومة اللبنانية إلى "إعادة تصويب البوصلة إلى مسارها الأول، المتمثل بإلزام العدوّ بوقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدوانية والانسحاب من النقاط التي يحتلها داخل أراضينا والإفراج عن الأسرى، فهذه مندرجات القرار 1701 المتفق عليها، والتي يتفلت العدوّ من ضوابطها انطلاقًا من الضوء الأخضر الممنوح له من راعيه الأميركي".
بدوره، تحدث مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان؛ يوسف أحمد، فشكر للنائب عز الدين حُسن الاستقبال، وقال: إن "زيارتنا اليوم تأتي في إطار التواصل مع المقاومة في لبنان بعد كلّ ما قدمته وما زالت تقدمه من دعم وإسناد وتضحيات كبيرة في سبيل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
وشدد أحمد على أن الزيارة في سياق التأكيد على "وحدة الموقف بين كلّ قوى المقاومة في مواجهة العدوان وفي مواجهة المشروع الصهيوني وفي مواجهة الإجرام والاعتداءات التي ما زالت تتواصل على شعبنا في قطاع غزّة، كما على شعبنا اللبناني وعلى أبناء الجنوب اللبناني البطل والثابت والصامد فوق أرضه، باعثًا برسائل الإرادة التي يمتلكها وقد سطر كلّ ملاحم البطولة والتضحيات في سبيل الدفاع عن أرضه، وفي سبيل الدفاع عن لبنان وعن القضية الفلسطينية".
وتابع أحمد: "وضعنا سعادة النائب بصورة تطوّرات الأوضاع في قطاع غزّة واستمرار الخروقات "الإسرائيلية"، وأكدنا على ثبات الموقف الفلسطيني وعلى إرادة شعبنا، هذه الإرادة التي لم تنكسر، ولن تنكسر وستبقى مرفوعة في وجه العدوان، وفي وجه المشروع الصهيوني".
وختم قائلًا: "نحن قادرون بوحدة شعبنا وبخيار المقاومة والثبات والصمود على إفشال كلّ أهداف العدوان "الإسرائيلي"، كما وأكدنا على عمق العلاقة اللبنانية الفلسطينية وعلى حرصنا على بناء أفضل العلاقات مع الشعب اللبناني الشقيق، فمصلحتنا المشتركة لبنانيين وفلسطينيين هي في أن ننسج هذه العلاقة على أسس سليمة تحققها، وتوفر مقومات الصمود والحياة الكريمة وإقرار الحقوق الإنسانية والاجتماعية في إطار دعم حق العودة، وتحفظ للبنان أمنه واستقراره وسيادته".
