عربي ودولي
شهدت العاصمة القطرية الدوحة، السبت 15/11/2025، توقيع اتفاقية سلام شاملة بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة "23 مارس"، في خطوة وُصفت بأنّها فرصة تاريخية لإنهاء الصراع المستمر منذ سنوات.
وجرى التوقيع على "إطار الدوحة للاتفاق الشامل للسلام" بحضور مسؤولين قطريين رفيعين وممثّلين عن الطرفين، وذلك بعد جولات متعددة من الحوار استضافتها الدوحة خلال الأشهر الماضية.
وأكد وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية؛ محمد الخليفي، أنّ بلاده تقدّر "الثقة التي منحها الجانبان لدولة قطر للاضطلاع بدور الوسيط في التوصل إلى هذا الاتفاق"، مشددًا على أنّ الدوحة ستواصل دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية.
وأشار الخليفي إلى أنّ الاتفاق "يؤسّس لمرحلة جديدة من السلام والاستقرار في البلاد"، لافتًا إلى أنّ قطر تؤمن بأنّ "السلام لا يمكن فرضه بالقوّة، بل يُبنى عبر الحوار المتبادل والإرادة المشتركة".
وأضاف أنّ "توقيع إطار السلام في الكونغو الديمقراطية يُعد فرصة تاريخية"، مشددًا على أنّ مسؤولية التنفيذ تقع على الطرفين لضمان نجاح المسار السياسي والميداني. وأوضح أنّ الاتفاق ينص على إنشاء لجنة مستقلة مشتركة بين الحكومة وحركة "23 مارس" لتعزيز المصالحة.
من جهته، وصف كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون العربية والإفريقية؛ مسعد بولس، توقيع الاتفاق في الدوحة بأنّه "بداية مهمّة نحو إنهاء الصراع"، معربًا عن توقعه أن يحقق "نتائج مثمرة" على أرض الواقع.
وتُعد حركة "أم 23" من أبرز الجماعات المسلحة—أكثر من 100 جماعة—التي تتنافس على السيطرة في شرق الكونغو الغني بالمعادن، وتحظى، وفق الأمم المتحدة، بدعم نحو 4 آلاف جندي من رواندا المجاورة.
وقد أدّى القتال في السنوات الماضية إلى نزوح أكثر من 6 ملايين شخص، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فيما تُرك ما لا يقل عن 350 ألف شخص بلا مأوى بعد تقدم المتمردين إلى مدينة غوما.