لبنان
الشيخ الخطيب: استدعاء الخارج خسارة للجميع
الشيخ الخطيب: سلاح لبنان ليس للشيعة وإنّما لكل الوطن
أكّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، الأحد 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، أنّ "ثقافة الأنا وحب الذات هي التي تحرّك المشهد في البلد"، مضيفًا: "إذا كنّا نعتقد أننا أبناء وطن واحد، ألا يصلح بذلك أن نواجه ونتحد معًا بوجه العدو "الإسرائيلي"؟".
كلام الشيخ الخطيب جاء خلال احتفال تأبيني بذكرى وفاة السيدة مريم أحمد السيد في بلدة تمنين التحتا، بحضور فعاليات دينية وعسكرية ورؤساء بلديات ومخاتير.
وقال: "علينا أن نتوحد بوجه عدو شرير يقتل ويبيد الإنسانية، فيما البعض يتطلع إلى العدو "الإسرائيلي" على أنه حليف كي ينتقم له من الداخل اللبناني".
وأضاف الشيخ الخطيب: "في السابق استدعوا سورية إلى لبنان وعندما تغيّرت الظروف انقلبوا عليها، وفي السابق أيضًا استدعوا العدو "الإسرائيلي" على مواطنيهم وحصلت مجازر في كثير من المناطق، مرّينا بهذه التجربة وماذا كانت النتيجة؟ العدو "الإسرائيلي" زاد من الفتنة بين الأهل تدميرًا وتهجيرًا".
وسأل: "لماذا نسير بهذا الخطاب الداخلي الذي يثير الغرائز والفتن والحقد والتشويه؟، نحن مختلفون بالسياسة وهذا مفهوم، لكن لماذا هذا التحريض الطائفي ولمصحلة من وهل هذا التحريض يبني بلدًا؟"، وتابع: "اعطونا مشروعًا يبني البلد ويجمع بين اللبنانيين بعيدًا عن إثارة الأحقاد".
وتوجّه الشيخ الخطيب إلى اللبنانيين من كل الطوائف، بالتأكيد على أنّ "تعدد الطوائف ليس مشكلة، فالدين عند الله واحد، والجميع يجتمعون على قيم الخير ولا خوف على طائفة أو من دين على دين... فالدين يقرّب ولا يبعّد".
وتابع "علينا أنّ نجتمع مع بعضنا البعض لمواجهة الخطر الذي يهدد الجميع، وإذا كان البعض يظُن أن استدعاء الخارج هو من أجل خلاصه، فاستدعاء الخارج خسارة للجميع"، لافتًا إلى أنّ "البعض الذي يتكلم باسم المسيحيين، هم بالحقيقة يفترون على المسيحيين"، موضحًا أنّ "المسيحيين إخوتنا في الإيمان والشراكة ولا نعوّل على العملاء، فتعويلنا هو على النخب الذين عليهم أن يقوموا بدورهم، لا أن يستزلم البعض للقوى السياسية".
وأردف الشيخ الخطيب قائلًا: "مشكلتنا أننا ندخل بحروب سياسية داخلية ولا نتعلم، وأقول لإخواني في الوطن أن التشويه للطائفة الشيعية في لبنان هو مؤامرة على لبنان".
وأضاف "حملنا السلاح لأنّه لم يكن هناك دولة، ونحن أكثر تمسكًا بالدولة، نحن نريد الدفاع عن لبنان وعن شركائنا في لبنان، فالسيادة ليست شيعية، السيادة واحدة، وعندما يتعرض البعض للضرر يتضرر كل لبنان".
وأوضح الشيخ الخطيب: "لا يظُنّ أحد أنّه بنزع سلاح المقاومة تستقر الأمور، السلاح هو من أجل الدفاع عن لبنان"، وتابع: "سبب أزمات لبنان ليس السلاح، وإنّما وجود العدو "الإسرائيلي" الذي يريد إقامة دولته على حساب سورية ولبنان والمنطقة، فسلاح لبنان ليس للشيعة، وإنّما لكل الوطن".
وسأل: "ما هي الإنجازات الحكومية؟ هل تحرر الجنوب أو طُبق القرار 1701 الذي كان ببرنامجها؟ هل طُبق أي شيء من برنامجها؟ فالعدو زاد من عدوانه، والاحتلال توسّع بعد أن كان بضعة أمتار قبل الحرب".
وأضاف الشيخ الخطيب: "هل نفّذت الحكومة دبلوماسيتها؟، فلا دبلوماسية لديها إلا بوجه إيران وافتعال تصريحات تنسب للإيرانيين بأن لا تتدخلوا بشؤوننا الداخلية، فيما يأتي المبعوثون من الخارج ويتدخلون بأمورنا ويعطوننا الأوامر، وأصبح عمل البنك المركزي والحكومة هو التضييق على البيئة وحصار لبنان وإضعافه".
وشدد على أنّ "الذي اتخذ بالمصرف المركزي حول النقد هو من أجل إخضاع اللبنانين تنفيذًا للقرارات الخارجية".
وقال الشيخ الخطيب: "نريد للحكومة أن تنجح ونحن معها، لكننا نريد من هذه الحكومة الاهتمام بمصلحة اللبنانيين بالزراعة وغيرها، فالمحاصيل مكدّسة في المستودعات، فأين سياسة الدولة في هذا المجال؟".
وأوضح "أننا نريد من الحكومة سياسة واضحة من أجل مصلحة اللبنانيين، لا أن نتفرّغ فقط من أجل نزع سلاح المقاومة وتنفيذ السياسات الخارجية".
وأضاف الشيخ الخطيب: "نشد على أيدي الجيش اللبناني الذي يقوم بحفظ الأمن ومنع المشاكل الداخلية"، متوجهًا بالتحية للرئيس جوزاف عون الذي طلب من الجيش التصدّي لاعتداءات العدو، مشيرًا إلى "أننا نريد من الحكومة التصدّي لـ"إسرائيل" وعدم الامتثال للقرارات الخارجية".