لبنان
نظّم الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالًا حاشدا في بلدة أميون الكورانية في الذكرى الثالثة والتسعين لتأسيسه، في فعالية تحوّلت إلى منصة سياسية صريحة لإدانة العدوان "الإسرائيلي" الذي استهدف قيادات المقاومة في منطقة حارة حريك، ولتجديد التأكيد على التمسك بسلاح المقاومة باعتباره خط الدفاع الأول عن الوطن في ظل مرحلة يُحكمها التصعيد والتهديدات.
الحضور الذي ضم قيادة الحزب القومي ووفدًا من حزب الله برئاسة عضو المكتب السياسي محمد صالح ورؤساء بلديات وفعاليات كورانية، بدأ بالوقوف دقيقة صمت تحية لشهداء المقاومة على طريق القدس وكلّ ميدان، واستهل بعرض وثائقي يؤرخ لمسيرة المؤسس أنطون سعادة ويستعيد ثوابت الحزب في مواجهة الاحتلال.
الخطاب المركزي جاء لمرشح الحزب في الكورة حسان صقر الذي وضع المناسبة في سياق سياسي يتجاوز الاحتفال إلى مواجهة تحديات وجودية يعيشها لبنان.
صقر شدّد على أن "المرحلة الراهنة تتطلب استعادة الوعي القومي وترسيخ الانتماء المقاوم في نفوس الناس لحماية أجيال البلاد في زمن تتبدل فيه موازين القوى".
وبعد إعلان ترشحه للاستحقاق النيابي المقبل بوصفه امتدادًا لمسيرة الحزب ونهجه في مواجهة الاحتلال وتثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة، أوضح صقر أن الحزب اختاره لـ"حمل همّ الوطن بعيدًا عن الارتهان للخارج أو الخضوع لإملاءات السفارات".
وقال: "إن التمسك بالسلاح المقاوم ليس خيارًا سياسيًا بل ضرورة وطنية، وإن هذا السلاح لن يُسلّم إلا لدولة ثابتة في موقعها الطبيعي بمواجهة العدوّ "الإسرائيلي"، لا دولة تساير الضغوط أو تتردّد أمام التهديد".
وفي موقف حمل نبرة تحذير واضحة، أكد عميد القضاء في الحزب حسين سنان أن العدوان "الإسرائيلي" على الضاحية الجنوبية لبيروت "ليس حادثًا عابرًا بل جزء من محاولة جرّ لبنان إلى صراع مفتوح بهدف إضعاف المقاومة وتمزيق الجبهة الداخلية".
وقال: "إن الحزب السوري القومي الاجتماعي سيواجه هذا المسار بكلّ ما يملك من قوة"، مشددًا على أن وحدة القوميين ركيزة أساسية لمواجهة كلّ محاولات التفتيت، وأن بعض الأحزاب الطائفية والمذهبية تعمل على ضرب هذه الوحدة خدمة لرهانات خارجية".
ورأى سنان أن "دعم الجيش والتمسك بالمقاومة يشكلان حجر الأساس في حماية لبنان، داعيًا الدولة إلى تعزيز دعمها لأهل الجنوب الذين يواجهون العدوان يوميًا بصمود غير مسبوق".
واختتم المهرجان بكلمة للمناضل جورج عبد الله، عكست مسيرة نضال طويلة لم تتبدل فيها مواقفه رغم تغير الظروف، وأكدت "أن لبنان يعيش لحظة حساسة لأن صهاينة العرب انخرطوا في دعم العدوان على غزّة وفي الضغط على لبنان لإضعاف مقاومته".
وشدد عبد الله على أن "بندقية المقاومة حاجة ملحّة في هذه اللحظة التاريخية، وأن الشعب مدعو إلى حماية هذا الخيار لا الاكتفاء بمساندته".
وأكد أن الجيش يتعرض لضغوط خارجية بهدف تحويله إلى أداة في مواجهة المقاومة، معربًا عن يقينه بأن وعي اللبنانيين وحكمة القيادة المقاومة سيمنعان هذا المسار.
وجدد عبد الله تضامنه مع الأسرى والمعتقلين ورفضه لأي شكل من أشكال التطبيع، معلنًا أن القوميين سيبقون السند الثابت للمقاومة مهما تعاظمت الضغوط.
وفي الختام، قدم الحزب دروعًا تقديرية للمناضل عبد الله، في رسالة أرادها تأكيدًا على استمرار النهج المقاوم وتعزيز صمود المقاومين وأهلهم في مواجهة مرحلة تتقدّم فيها التحديات بقدر ما يتصاعد العدوان.

